مدينة الموصل ماتزال مقطعة الاوصال بانتظار إعادة جسورها الخمسة الى الخدمة

الموصل 2017، الجسر الرابع الذي يربط جانبي المدينة، تصوير: كركوك ناو

كركوك ناو - نينوى

شكل خروج الجسور الأساسية الخمسة التي كانت تربط الساحل الأيمن لمدينة الموصل بالساحل الايسر أثر عمليات التحرير عائقا امام عودة الحياة بنحو طبيعي، وجاءت الحلول الترقيعية لبعض الجسور لتزيد من معاناة المواطن في التنقل لاسيما وان اغلب الخدمات متوفرة في الساحل الايسر.

والجسر الأول في الموصل هو (الجسر القديم) او (العتيق) كما يسمى في اللهجة الموصلية تم تشييده عام 1932م، وافتتح عام 1934 من قبل الملك غازي، ويبلغ طوله 305م، ويربط بين منطقة النصر والميدان وبعد ان تطورت المدينة تدريجيًا واتساعها عبر شقيها الأيمن والأيسر أصبحت الحاجة متجددة لجسور إضافية، فظهر الجسر الثاني فالثالث والرابع والخامس فيما خطط لجسر سادس ولم ينفذ بعد عام 2003.

 

واقع الجسور من اهتمامات حكومة نينوى

محافظ نينوى منصور المرعيد أكد ان اصلاح الجسور بصورة تام من اوليات عمله في الحكومة المحلية الى جانب مشاريع حيوية هامة تدخل في صلب إعادة الموصل الى مكانتها الطبيعية".

يقول المرعيد في حديث خاص مع (كركوك ناو)، انه " متابع وبشكل يومي عمل دائرة الطرق والجسور فيما يخص إعادة اعمار الجسور الرئيسة كي تدخل الى الخدمة في أسرع وقت ممكن"، لافتا الى ان" المرحلة الأولى من اعمال اعمار الجسر الثاني في الموصل ستنطلق بعد شهر، وان هذه المرحلة تتمثل بنصب الروافد الحديدية لتنطلق بعدها اعمال الصب، ومن ثم اعمال التأهيل النهائي".

وأضاف المرعيد، انه" لا يمكن معالجة المشاكل المرورية في الموصل وباقي المناطق دون إعادة جميع الجسور الى الخدمة، لذا تم الاتفاق على تمويل جميع الجسور ضمن الحدود الإدارية لمدينة الموصل بالإضافة الى جسر القيارة وجسر الكوير الدائمي للانتهاء من إصلاحها في أسرع وقت والمساهمة في حلحلة باقي المشاكل".

وكانت الحكومة المحلية لمحافظة نينوى قد أعلنت في 25 اب 2019 عن إعادة افتتاح مجسر الفيصلية الذي يعد امتدادا الى الجسر القديم بعد الانتهاء من اعمال اعمار بشكل نهائي.

مجسر المثنى في الساحل الايسر لمدينة الموصل

من غير المنطقي ترك جانبي الموصل الأيمن والايسر على جسر او اثنين

تأثير ازمة الجسور على المواطن الموصلي

يقول المواطن صالح عبد العزيز من سكنة حي 17 تموز في الساحل الأيمن لمدينة الموصل ان" استمرار تضرر الجسور بعد 3 سنوات على انتهاء عمليات التحرير وراء صعوبة عودة الحياة بنحو طبيعي الى المدينة وتحديدا محوريها الغربي والجنوبي".

وأشار في حديث مع (كركوك ناو)، ان" الجسر الثالث يعد من اهم الجسور في الموصل اذ يقع على المحور الغربي وان اعادته الى الخدمة يعني إعادة الحياة الى المدينة الطبية، فضلا عن معالجة مشكلة الزخم المروري الذي يشهد الجسر العتيق والرابع كل يوم".

وأوضح، انه" في أفضل الأحوال يستغرق العبور من الساحل الأيمن الى الساحل الايسر مدة زمنية تقدر بنحو 45 دقيقة وان هذه المدة طويلة جدا لاسيما على المرضى وكبار السن ومختلف شرائح المجتمع التي تقصد الطرف الثاني من المدينة لقضاء احتياجاتها".

وعلى صعيد متصل قال اياد عبد الغني وهو صاحب محل لبيع العدد اليدوية في منطقة الساعة في الجانب الأيمن "لم يعد يصلنا أحد من الزبائن القادمين من الجانب الأيسر بسبب صعوبة العبور وهذا أثر كثيرًا على مبيعاتنا الضعيفة أصلاً بعد الحرب، ومن غير المنطقي ترك جانبي المدينة الأيمن والايسر على جسر او اثنين غير مؤهلين بالكامل بعد ان كانت تمتلك خمسة رئيسة".

وأعلن وزير الإعمار والإسكان والبلديات بنكين ريكاني في 10 شباط 2019، أنه سيتم الانتهاء من إعمار جميع الجسور في مدينة الموصل نهاية العام الحالي ومطلع العام المقبل، عقب اجتماع أجراه في نينوى، خلال زيارته للمحافظة لغرض متابعة المشاريع المتلكئة الخاصة بالوزارة، منها مشاريع الماء والمجاري".

 

"الجسور والطرقات ستعود الى الخدمة"

مدير بلدية الموصل رضوان الشهواني أكد ان الجهود منصبة في الوقت الحاضر على معالجة الجسور وتأهيل المنطقة القديمة من اضرار الحرب، إضافة الى المهام الخدمية الأخرى لكل مؤسسة.

وأضاف في حديث صحافي مع (كركوك ناو)، ان" كافة الجسور والطرقات ستعود الى الخدمة في القريب العاجل وان جميع الشركات تعمل الان، وخلال شهور قليلة سوف يشاهد التغيير على واقع الموصل نحو الأفضل".

وعلى الجانب الأيسر للمدينة تم إقامة خمسة جسور صغيرة على نهر الخوصر الموسمي شرق الموصل وهي: "المثنى والسكر والزهور والسويس وسنحاريب" وجميعها رابطة بين أحياء حيوية في المدينة، إضافة لجسر القناطر الأثري الذي يعود للعهد العثماني.

شتاء 2018، انهيار اجزاء من جسر الفيصلية في الساحل الايسر لمدينة الموصل

أثر تضرر الجسور على الواقع الاقتصادي

سعد غانم صاحب شاحنة كبيرة يعمل بها على نقل البضائع يقول ان العجلات الكبيرة تواجه صعوبات لاجتياز الموصل بسبب عدم جسور كافية وغياب اعمار الطرق اذ ان غالبية الطرقات غير صالحة للسير.

يوضح غانم في حديثه لـ (لكركوك ناو)، ان" عشرات عجلات نقل البضائع عالقة كل يوم في جانبي المدينة، وهذا أمر غير منطقي وعلى الحكومتين المحلية والاتحادية معالجة هذه المشكلة لان الكثير يحمل بضائع من الممكن أن يصيبها التلف وهي خسائر مالية كبيرة للتجار وشركات النقل".

ويقطن الموصل نحو مليون ونصف المليون نسمة فضلا عن القادمين اليها من الاقضية الأخرى، تعاني اليوم من انقطاع الجسور وعدم إعمارها، فلم يتم إنجاز إعمار الجسور الرئيسية في المدينة باستثناء الجسر الأول "العتيق" وهو أصغر الجسور الخمس وأقلها قدرة على الاستيعاب، بينما وضعت مجسرات حديدية مؤقتة على الجسر الرابع لغرض العبور، إضافة لجسرين عائمين وضعا من هندسة الجيش لتخفيف الزخم الحاصل على الجسر الأول، وهما جسرا النصر والحرية.

حلول مؤقتة من قبل الجهات المسؤولة لمعالجة الاضرار التي شهدها الجسر الرابع في الموصل

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT