أول ايام دراستها تحت التراب

كركوك، تشرين الاول 2019، والد سمر تحتضن جثة ابنتها قبل ان يواري الثرى تصوير: كاروان الصالحي

كاروان الصالحي - كركوك

"كانت بعمر الزهور، هل يوجد شخص يتجرأ على قتل طفلة بهذه الطريقة الوحشية؟ لا يقبل اي دين أو مذهب على الارض هذه الجريمة الشنيعة"، بهذه الكلمات عبرت والدة الطفلة سمر التي عثرت على جثتها مذبوحة جنوبي كركوك.

والدة سمر تدعى مريم حمود، كانت تفترش الارض داخل منزلها حول التراب لون ملابسها السوداء الى الرمادي، وكانت تضرب بين الحين والاخر على صدرها وتبكي بحرقة على قتل طفلتها.

"رأيت الكثير من المعاناة والاعمال اللاإنسانية، ولكن لم ارى في حياتي جريمة مماثلة، طفلة عمرها ستة اعوام فقط، ما كان ذنبها ان تذبح وتقتل بهذه الطريقة".

 ابنة مريم (سمر) فقدت عن الانظار مساء يوم 29 ايلول 2019، في غضون دقائق قليلة من امام منزلها، بحث اهلها عنها في جميع الاماكن ولكن لم يعثروا عليها، ولكن بعد مرور ثلاثة ايام على فقدانها، عثروا على جثتها مقطعة الرأس في مقبرة قريبة من منزلها.

samar
اخر صورة للطفلة سمر، التقطت لها بهدف تسجيل اسمها في المدرسة

سمر صلاح، كانت جثتها مشوهة بالكامل، ورأسها منفصلة عن جسمها، وعثرت على جثتها على بعد عشرات الامتار خلف منزلها.

تسكن عائلة مريم في قرية طوبزاوة بناحية يايجي - 12 كم غربي كركوك، وفي منزل غير مكتمل بإيجار شهي، بعدما نزحوا من قريتهم في قضاء الحويجة.

"عندما فقدت سمر من امام المنزل، بحثنا عنها في كل مكان ولكن دون جدوى، ومن ثم ابلغنا القوات الامنية الا انهم لم يعثروا عليها، الى ان عثرنا على جثتها خلف منزلنا" والد سمر قال ذلك.

صلاح حسن، جندي في الجيش العراقي، تزوج من مريم قبل 10 اعوام وهو والد لستة اطفال من ضمنهم الضحية سمر.

واثناء تشييع جثة سمر، كان والدها صلاح يبكي بحرقة على مقتل ابنته ويقول "قتلوا ابنتي بدم بارد... فصلوا رأسها عن جسمها وكانت جسدها مشوهة بالكامل".

دفنت جثمان سمر بعيدا عن ديارها في قرية طوبزاوة التي نزحت اليها رفقة اهلها، الا ان اهلها عادوا الى الحويجة لإقامة مجلس العزاء على روح ابنتهم وبين اهلهم.

"كانت سعيدة جدا بتسجيل اسمها في المدرسة، كانت تنتظر بفارغ الصبر ان تفتح المدارس ابوابها، الا ان ايادي الارهاب السوداء طالتها وحرمتها من تحقيق حلمها"، مريم هكذا تحدثت عن حلم ابنتها في مجلس عزائها.

samar (1)
صلاح تودع ابنتها سمر بعدما وري جثمانها الثرى تصوير: كاروان الصالحي

بعد شرائها ملابس ومستلزمات الدراسة، كانت سمر تنتظر يوم 30 ايلول، كي تذهب بصحبة رفيقاتها في قرية طوبزاوة الى المدرسة وان تجلس للمرة الاولى على المقاعد الدراسية.

"اشتريت لها ملابس المدرسة صباح اليوم الذي اختطف فيه سمر، وارتدت ملابسها ثلاث الى اربع مرات، وكانت تسأل باستمرار عن موعد ذهابها الى المدرسة، وكنا نقول لها لم يتبقى شيئا ستذهبين الى المدرسة بعد يوم واحد" مريم قالت ذلك.

تحقيقات القوات الامنية في كركوك لا تزال مستمرة في قضية مقتل الطفلة سمر، الا انها لم تتوصل بعد الى خيوط الجريمة واعتقال اي شخص.

حسن شاهر، جد الطفلة سمر تحدث عن مشكلة قديمة لعائلته ويعتقد بأن مقتل حفيدته تتعلق بتلك المشكلة القديمة.

bawkisamar (1)
الملابس المدرسة والحقيبة التي اشتراها والدة سمر لابنتها

"اثناء سيطرة داعش على الحويجة، قتلوا احد اعمام سمر وعم والده، وكنا نعرف الارهابيين شخصيا ومناصبهم في التنظيم، وبعد استعادة الحويجة تغير الوضع، واثناء مراجعة الدوائر بهدف تسجيلهم كشهداء، كشفنا عن اسماء القتلى امام المحكمة، ونشكك بأن عائلة القتلى هم من اقدموا على قتل سمر".

وطالب جد الطفلة سمر القوات الامنية بضرورة متابعة شكوكهم ويقول "تكمن المشكلة في كيفية وصول ايادي الارهاب الينا ومهاجمتنا".

الم فقدان الطفلة سمر لا تزال جديدة، وينتظر اهلها تقرير الطب العدلي لمعرفة لماذا كانت ضريبة ذهاب ابنتهم للعب امام منزلها قاسية جدا.

samar (3)
صلاة الجنازة على جثمان الطفلة سمر تصوير: كاروان الصالحي
  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT