مطار الموصل الدولي دون اجنحة
نينوى تنتظر عودة الملاحة الجوية اليها بعد سنوات من العزلة

نينوى، مطار الموصل الدولي، تصوير: ارشيف كركوك ناو

كركوك ناو- نينوى

مطار الموصل الدولي مضى على اغلاقه امام الملاحة الجوية المحلية والدولية نحو ست سنوات، فيما تعهدت الحكومات المحلية المتعاقبة على نينوى بعد استعادة مدينة الموصل من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية ("داعش") بإعماره وافتتاحه من جديد لكن لغاية اليوم ما يزال الحال ذاته حسب مختصون ومواطنون.

السفارة الأمريكية لدى العاصمة بغداد أعلنت في بيان رسمي مطلع تشرين الثاني 2019 الانتهاء من مشروع إزالة الألغام، الذي تموله الولايات المتحدة واستمر 18 شهرًا، وتسليم المطار الى الحكومة المحلية بمحافظة نينوى تمهيدًا لإعادة إعماره.

almosl3
مطار الموصل الدولي قبل 2014، ارشيف كركوك ناو

"الموصل تضررت من توقف المطار الدولي عن العمل لسنوات وهذا يعد بمثابة حصار جوي على المدينة" يقول ذلك مهندس الطيران عبد المجيد العلي في حديث صحافي الى (كركوك ناو).

المهندس عبد المجيد يرى ان المطار ضرورة لإنعاش اية مدينة والنهوض بها نحو الأفضل وعلى جميع الأصعدة، وان مطار الموصل تضرر بالفعل جراء سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية ("داعش")، وفقد الكثير من بناه التحتية الا ان التأخر في إعادة اعماره وافتتاحه تتحمله الحكومتين المركزية، والمحلية لمحافظة نينوى لاسيما بعد الانتهاء من اعمال تطهيره بشكل تام من المخلفات الحربية، فمن غير المعقول ان تمضي ثلاث سنوات ولا يوجد أي موعد محدد لاستئناف الملاحة الجوية في المحافظة التي تعد واحدة من كبريات المحافظات العراقية.

مشروع تطهير مطار الموصل الدولي نفذته فرق إزالة الألغام من شركات جانس وتيتراتيك (الأمريكيتين) والفهد (العراقية)، حيث عملت معًا على تطهير أكثر من 170 مادة متفجرة بغاية الخطورة، بينها متفجرات غير منفلقة وعبوات ناسفة ومواد لصنع القنابل.

"عمليات اعمار المدينة القديمة والجسور والمشافي ومراكز التعليم والمشاريع الخدمية (الماء والكهرباء) تأثرت بإغلاق مطار الموصل وعدم إعادة افتتاحه" يشير الى ذلك المواطن الموصلي رسول عبد الرحيم.

يقول المواطن في حديث الى (كركوك ناو) ان" عدم وجود مطار في الموصل جعل الشركات الأجنبية ورجال الاعمال والمستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال يتخذون من أربيل العاصمة المحلية لإقليم كوردستان موقعا لهم ولأعمالهم وممارسة نشاطاتهم، وهذا أثر على نينوى بشكل عام، وكان وراء منع تقديم الخدمات الى المواطن".

الولايات المتحدة هي أكبر مانح لأنشطة تدمير الأسلحة التقليدية في العراق، حيث ساهمت بأكثر من 498 مليون دولار منذ عام 2003 لإزالة الألغام الأرضية والعبوات بدائية الصنع القابلة للانفجار وغيرها من مخلفات الحرب، فضلًا عن تقديم برامج التوعية بالمخاطر.

almosl5
السياج الخارجي لمطار الموصل الدولي

محافظ نينوى نجم الجبوري التقى بالقنصل التركي محمد كوجوك صقالي وبحث معه سبل تولي الشركات التركية عمليات إعادة مطار الموصل الى الخدمة.

وقال الجبوري في حديث الى مراسل (كركوك ناو) على هامش لقاء القنصل التركي، ان" اجتماعنا مع محمد كوجوك صقالي في ديوان محافظة نينوى شهد معه مناقشة جملة من القضايا والمواضيع التي تخص التعاون بين الجانبين وتوصلنا الى تفاهمات للعديد من النقاط الهامة والمتعلقة بالعرض التركي الخاص بملف إعادة اعمار مطار الموصل أهمها المرونة الكبيرة وتحديد سقف زمني مناسب وبشروط استثمارية جيدة للطرفين".

السفير التركي لدى بغداد، فاتح يلدز، في 17 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، سلم الحكومة العراقية عرضًا استثماريًا لإعادة إعمار المطار من جانب شركتي "كاليون" و"كورك" التركيتين.

نجم الجبوري أكد ان المحاور التي جرى بحثها مع القنصل التركي سيجري نقلها الى الحكومة المركزية لمناقشتها في بغداد كونها الجهة المعنية بملف المطارات والمعابر الحدودية.

مشددا على أن "جميع التصاميم الموضوعة لإعادة مطار الموصل راعت محورين أساسيين، هما، جودة المواصفات الفنية والتقنية في الإنشاء، وعكس الوجه الحضاري للمدينة".

مطار الموصل يعود إنشاؤه إلى 1920، وتبلغ مساحته 1600 دونم وقد وصلت نسبة الاضرار فيه جراء سيطرة تنظيم الدولة "داعش"، والعمليات العسكرية اللاحقة لطرده الى نحو 70% حسب إدارة المطار.

 الموصل4
شركات جانس وتيتراتيك (الأمريكيتين) والفهد (العراقية) خلال الانتهاء من اعمال تطهير مطار الموصل

المهندس حيدر محمد مدير مطار الموصل الدولي أكد ان الكوادر الفنية لمحافظة نينوى تواصل رفع الانقاض المتبقية من المطار لتهيئة الأرضية المناسبة لبدء اعماره قريبا.

وقال المهندس حيدر محمد في حديث مع مراسل (كركوك ناو)، ان" تنظيم الدولة ("داعش") وخلال سيطرته على مطار الموصل دمر برج المراقبة الجوية وصالات الاستقبال والتوديع ومدارج الطائرات ووسائل السلامة وعمل على نهب المستلزمات اللوجستية كافة والتي لا يمكن لاي مطار في العالم العمل دونها".

تنظيم الدولة الإسلامية ("داعش") في نهاية سنة 2015 عمل على حفر 22 خندقا في مطار الموصل بعمق يصل الى متر ونصف، ومترين، وعرض يصل الى 10 أمتار وبين خندق واخر مسافة تقدر بـ 100 متر في اجراء الهدف منه إعاقة القوات الأمنية العراقية والتحالف الدولي من تنفيذ عملية إنزال جوي خلال العمليات ضده مما شكل عائقا امام إعادة اعماره بوقت قياسي.

المهندس حيدر محمد أشار الى ان نسب الاضرار في مدرج مطار الموصل بلغت 25%، ونسب الاضرار في ساحات وقوف الطائرات 5%، ونسب الاضرار في برج المراقبة بلغت 100%، اما أجهزة الملاحة الجوية والانارة الجوية والصالات والسياج الأمني المحيط بالمطار ووحدات الصيانة والاطفاء والدوائر الساندة فقد بلغت نسب الاضرار فيها 100%.

وسيطر تنظيم "داعش" على الموصل ومناطق أخرى تعادل ثلث مساحة العراق، صيف 2014، وبعد ثلاث سنوات من القتال استعادت القوات الحكومية تلك المناطق، بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT