النفايات في مشافي الموصل تضاعف معاناة المرضى

نينوى، نفايات طبية في مشفى ابن سينا التعليمي، تصوير: ارشيف كركوك ناو

كركوك ناو - نينوى

تكدس النفايات في مشافي الموصل زاد الوضع الخدمي سوء، فيما نفت مديرية صحة نينوى تدهور الواقع الخدمي في المشافي والمراكز الصحية وأكدت انه بحالة جيدة.

منظمة أطباء بلا حدود الدولية في تقرير صدر عنها في وقت سابق، اشارت الى إن مدينة الموصل ما تزال تفتقر إلى 70 بالمائة من قدرات الرعاية الصحية وان الكوادر ماتزال غير مؤهلة.

"الاوساخ والنفايات منتشرة داخل أروقة وغرف مشافي الموصل (ابن سينا التعليمي، والموصل العام، والسلام التعليمي، والبتول، والخنساء)، والرائحة الكريهة المنبعثة منها قوية جدا وتؤثر على المرضى والمراجعين والزوار" المواطن يحيى محمد 28 عاما يقول ذلك.

-17
تكدس النفايات في باحة المشفى في الموصل

يتحدث يحيى الى (كركوك ناو)، ان" مشفى ابن سينا التعليمي يعاني إضافة الى نقص الكوادر والأدوية والأجهزة الطبية من انتشار النفايات في كل مكان، وحتى داخل غرف رقود المرضى هناك نفايات وان كوادر التنظيف لا تعمل بشكل منتظم".

وأضاف ان أكياس النفايات التي تضم حتى مخلفات العمليات الجراحية والأعضاء البشرية وشاش الفاف الملطخ بالدم تتكدس في باحة المشفى الامامية والخلفية وان الحيوانات السائبة والحشرات والقوارض تتجمع حولها في منظر مزري للغاية.

تقارير طبية اشارت انه لا يوجد سوى أقل من ألف سرير في مشافي الموصل لـ 1.8 مليون نسمة، وهي نسبة تقل عن نصف الحد الأدنى المقرر عالميا لتقديم الرعاية الصحية في سياق إنساني.

2-2
نفايات في احد اروقة مشفى ابن سينا التعليمي

الدكتور فراس عقراوي مدير صحة نينوى عزا اسباب تكدس أكياس النفايات في مشفى ابن سينا التعليمي الى عدم استقبالها من قبل المحارق الخاصة بها للتخلص منها بصورة صحية بعد شكاوى على تلك المحارق وردت لبيئة نينوى من قبل الأهالي.

وزارة الصحة العراقية كلفت يوم الاثنين، 13 كانون الثاني 2020، الدكتور فراس عقراوي بمهام مدير عام صحة نينوى خلفا للدكتور جاسم المعماري.

فراس عقراوي تابع، في حديث صحافي خاص الى (كركوك ناو) ان" المحارق جرى نقلها الى أماكن لا تؤثر على البيئة وحياة السكن وخلال فترة النقل تكدست النفايات في باحة المشفى فلا يمكن القائها في أماكن أخرى".

خلال الصراع في الموصل تضررت تسعة مستشفيات من أصل 13 مستشفى حكومي، ما تسبب في خفض قدرة الرعاية الصحية وعدد أسرّة المستشفيات بنسبة 70 في المئة.

مدير صحة نينوى أكد رفع النفايات بعد بدء عمل المحارق من جديد وانه أشرف شخصيا على عملية الرفع.

حرب استعادة الموصل أدت إلى تدمير ما يقرب من 20 مستشفى رئيسا وفرعيا في عموم نينوى، وأكبر الأضرار كانت من نصيب الجانب الغربي لمدينة الموصل المعروف بالجانب (الأيمن) الذي يضم المجمع الطبي الرئيس في المدينة الذي يشبه إلى حد كبير مدينة الطب في العاصمة بغداد.

4-2
النفايات في باحة المشفى بمدينة الموصل

"المشكلة لم تحل برفع النفايات من باحة المشافي في الموصل لان المشافي تفتقر حتى الى دورات المياه وابسط الخدمات" يقول ذلك المواطن سلوان عمران 41 عاما.

يضيف في حديث الى (كركوك ناو)، انه" يرافق اخاه في مشفى ابن سينا التعليمي منذ 5 أيام، وبنفسه اكتشف انه حتى دورات المياه لقضاء الحاجة لا توجد في المشفى وان النفايات في كل مكان وعند السؤال عن الأسباب يكون الجواب من الجهات الصحية ان هناك نقص في كوادر التنظيف والخدمات".

مدير مشفى ابن سينا التعليمي فائز الحمداني اقر بافتقار المشفى الى الكثير من الخدمات التي يحتاج اليها المراجع وعزا الأسباب الى الاضرار التي خلفتها الحرب.

3-2
عدم رفع النفايات من باحة المشفى في الموصل

 مشفى ابن سينا التعليمي قبل دخول تنظيم الدولة الإسلامية ("داعش") الى الموصل 2014 كان يضم 8 طوابق بواقع 535 سريرا، والردهات الصحية مجهزة بمختلف المستلزمات الطبية الضرورية، الا انها دمرت بالكامل خلال معارك استعادة السيطرة على المدينة ما اضطر الى افتتاح موقع بديل لها في الساحل الايسر.

فائز الحمداني ذكر في حديث صحافي الى (كركوك ناو)، ان" المشفى الان يضم 210 سريرا، ويعاني من نقص حادة في الكوادر اذ لا يتلاءم مع عدد استقبال المراجعين الذي يصل في اليوم الواحد الى 2500 مراجع.

بيئة نينوى اكدت، يوم الاثنين، 23 أيلول 2019 (لكركوك ناو) ان المؤسسات الصحية تعمل على عزل النفايات الصحية عن المدنية وهذا يمنع التلوث، وان" هناك متابعات مستمرة لنهر دجلة للحفاظ عليه من التلوث كما يجري متابعة عمل الدوائر الخدمية في سبيل منع الحاق الضرر البيئي بالمياه التي تعد شريان الحياة".

 5-1
نفايات في الباحة الخليفة للمشفى بمدينة الموصل

وحسب خبراء ومختصون فان كل يوم ترمى كميات كبيرة من مخلفات المعامل الصناعية والمستشفيات في نهر دجلة، كما يتم إلقاء مياه الصرف الصحي من دون معالجة في النهر، الذي يعتبر هو المصدر الأساسي لمياه الإسالة التي يستخدمها سكان نينوى والعراق عامة.

المحارق عبارة عن طرق للحرق الجاف للنفايات بوجود الأكسجين بدرجات حرارة عالية الهدف منها تحويل المركبات العضوية والمواد القابلة للاحتراق إلى مواد غير عضوية وغير قابلة لاحتراق ينتج عن ذلك تقليل من حجم ووزن النفايات، ويمكن إجراء عملية الإحراق بطريقة تعويضية يتم فيها استرجاع قسم كبير من الحرارة وبخار الماء الناتجة عن الحرق والاستفادة منها في أنتاج الطاقة الكهربائية وبذلك تنقص تكلفة التشغيل للمحارق.

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT