صندوق الإعمار يستعد لبناء مجمعات واطئة الكلفة في الموصل القديمة

الموصل 2019، المنطقة القديمة، تصوير: ارشيف كركوك ناو

كركوك ناو - نينوى

 

صندوق إعمار المناطق المتضررة أكد استعداده لبناء مجمعات ودور واطئة الكلفة في مدينة الموصل القديمة ضمن المساعي الرامية لحل ازمة السكن التي تشهدها المدينة جراء معركة استعادتها من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية ("داعش").

تقع المدينة القديمة في الموصل على ضفاف نهر دجلة من الجهة الغربية، إذ تحاذي المنطقة النهر على مسافة أربع كيلومترات تقريبا، وتعرف بأنها قلب الموصل، الذي توسعت منه المدينة لتكون المدينة العراقية الثانية في عدد السكان.

سالم يحيي عثمان مدير صندوق إعمار المناطق المتضررة قال في اتصال هاتفي مع (كركوك ناو)، ان" برنامج صندوق الاعمار يستهدف من وراء الشروع ببناء مجمعات سكنية واطئة الكلفة العائلات الفقيرة التي فقدت المأوى جراء المعارك ولا تستطيع العودة الى منازلها".

المدينة القديمة في الموصل ورغم تعرضها لدمار كبير إبان العمليات العسكرية بين القوات العراقية ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية ("داعش") عام 2017، الا ان الكثير من سكانها عادوا اليها واخذوا على عاتقهم إزالة اثار الحرب وتنظيف المنطقة وممارسة حياتهم من جديد.

عثمان اضاف أن بناء هذه المجمعات سيكون من المبالغ التي رصدت لإعمار المناطق المتضررة وأبرزها محافظة نينوى والموصل القديمة، بعد أن عمل صندوق الإعمار على إعادة الخدمات الصحية والخدمية والتربوية إلى عموم هذه المناطق المتضررة داخل الموصل القديمة.

الموصل القديمة تضم عشرات المعالم التاريخية الإسلامية والمسيحية واليهودية، ولعل أبرز معلم تاريخي في المدينة هو الجامع النوري الكبير ومنارته الحدباء، التي بنيت في العهد الأتابكي، ودمرت عام 2017 خلال الحرب.

 القديمة (2)
بيت قديم لاحدى العائلات الوصلية

مدير صندوق إعمار المناطق المتضررة سالم يحيي عثمان، أشار الى ان بناء هذه المجمعات سيكون من خلال فرق هندسية وشركات عراقية، بعد أن تم رفع كافة الأنقاض منها.

تاريخ الموصل القديمة يعود إلى آلاف السنين، إذ إن الأبحاث التاريخية كشفت عن أن منطقة القليعات في المدينة القديمة تضم تحتها أولى القرى الزراعية التي يعود تاريخها إلى الألف السادس قبل الميلاد.

ورغم قدم الموصل، فان المنطقة القديمة وأزقتها وفنها المعماري تأثرت بالحضارات والأطوار المعمارية التي توالت على الموصل، خاصة الحضارة الإسلامية بدولها المتعددة.

التاريخ الإسلامي في الموصل بدأ عام 16 للهجرة (637 للميلاد) عندما بني فيها المسجد الجامع (جامع المصفي) ودار الإمارة الإسلامية وسوق السراجين.

وتضم المدينة القديمة بين أزقتها وحاراتها 365 معلما تاريخيا وحضاريا من مختلف العصور والديانات؛ كالمسجد النوري والإمام الباهر والإمام محسن، والتي فجرها تنظيم الدولة ("داعش") بحجة وجود قبور فيها، فضلا عن سور نينوى والكنائس وقلعة باشطابيا والإعدادية الشرقية وقره سراي وغيرها بحسب مدير بلديات نينوى عبد القادر الدخيل.

ويبلغ عدد البيوت في المدينة القديمة نحو 12 ألف بيت قديم، بحسب الدخيل، الذي يؤكد أن شركة إيطالية أعادت رسم التخطيط العمراني للمدينة عام 2008، وفق المنظور التاريخي للمنطقة، إلا أن الحكومة لم تطبق ذلك على أرض الواقع.

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT