كورونا ينغص على شبان القرى الكاكائية عيشهم

كركوك/ 2020/ شبان القرى الكاكائية في قضاء داقوق يعانون من البطالة بسبب تداعيات كورونا    تصوير: كاروان الصالحي

كاروان الصالحي

 لولا مَعَزّة الأم لكان  مريوان قد هاجر العراق صوب احدى البلدان الأوروبية منذ زمن، لأنه لا يرى أي مستقبل للشباب من امثاله في قريته.

مرارة البطالة و البقاء في المنزل في زمن الكورونا أعاد ايقاد الرغبة في الهجرة مرة أخرى  في نفس مريوان.

 "بسبب البطالة غادرنا قريتنا و توجهنا للمدينة، هناك قضى كورونا على كل شيء، لذا أفكر دائماً في الهجرة خارج البلاد، لكن حبي لوالدتي يمنعني من ذلك حتى اللحظة"، هذا ما قاله مريوان.

هذا الشاب هو من أهالي قرية علي سراي الكاكائية في قضاء داقوق.

"ليس لدينا ما نشغل به أنفسنا ، حجرنا انفسنا داخل بيوتنا التي اصبحت بمثابة سجن."

ليس لدينا ما نشغل به أنفسنا

 نادباً حظه العاثر، يقول مريوان "نحن الكاكائيون ليس فقط في زمن الكورونا، بل حتى قبل ذلك كانت حياتنا بائسة"، مستشهداً بهجمات داعش و تدهور الأوضاع الأمنية التي أدت الى نزوح عدد كبير من الأهالي.

رغم ذلك، يحرص مريوان و غيره من الشباب على الالتزام بإجراءات الوقاية من فيروس كورونا، مخافة أن تظفر بحياة أحبائهم.

يرى مريوان أنه يجب على الحكومة أن تكون لها خطط لمساعدة أهالي القرى، عن طريق منحهم قروضاً للمشاريع الصغيرة على سبيل المثال، أو تشجيع الزراعة و تربية المواشي.

"يمكن افتتاح مراكز رياضية، مكتبات و أماكن أخرى للشباب الكاكائيين"، و يطالب مريوان بفتح مركز ثقافي كاكائي على الأقل لكي تُسنَح للشباب فرصة الإلمام بشعائرهم و أناشيدهم الدينية.

kakaiy  (3)

داقوق/ 2020/ شاب كاكائي يعاين دفتر القروض في محله     تصوير: كاروان الصالحي 

الإجراءات الوقائية لدرء مخاطر فيروس كورونا، من ضمنها حظر التجوال و الحجر المنزلي كان تأثيرها على الشبان من سكنة القرى و المناطق النائية أكبر مقارنة بمن يقطنون المدن، حيث أن هذه المناطق تعاني بشدة من قلة الخدمات، مثل الكهرباء و خطوط الانترنت.

"لصبرنا و تحملنا حدود، أحياناً نشعر بالملل في البيت، نحن غير محظوظين في ذلك ايضاً، لعدم وجود مكان نلجأ اليه، حيث يضطر الشبان للتجمع أمام محلّي لتبادل الأحاديث"، حسبما يقول هيثم يوسف محمد (23 سنة).

هيثم يملك محلاً صغيراً في قرية زنقر و قد أجبرته تداعيات كورونا على اغلاق محله لفترة.

هيثم قال لـ(كركوك ناو) "فقدنا أعمالنا بسبب كورونا، حتى اننا لا نستطيع الذهاب الى مركز قضاء داقوق للبحث عن عمل."

لصبرنا و تحملنا حدود

الى جانب ركود الأسواق بسبب كورونا، يعاني العراق من أزمة مالية، الأعمال تراجعت و الناس ليس بإمكانها كسب مداخيل جيدة مثل السابق.

 سرمد رشيد (29 سنة) يعيش في قرية طوبزاوة الكاكائية و هو معلم في مدرسة القرية، الى جانب مهنته، يدير محل حلاقة لأن راتبه يتأخر صرفه و تستقطِع منه حكومة اقليم كوردستان.

"فتحت محل الحلاقة منذ أربع سنوات، أكسب منه عيشي و اقضي به أوقاتي."

سرمد قال لـ(كركوك ناو) "العمل داخل القرية ليس كثيراً مقارنة بالمدن، و كورونا ضاعفت من معاناتنا، أصبح كسب لقمة العيش أمراً صعباً جداً."

kakaiy  (4)

داقوق/ 2020/ بعض الشبان الكاكائيين منشغلون بتربية المواشي     تصوير: كاروان الصالحي

الدراسة لم تبدأ بعد داخل المدارس و المراكز التربوية جراء كورونا و من المقرر أن تستأنف معظم المراحل دراستها في العام الدراسي الجديد من خلال التعليم الالكتروني.

"البعض لا يملكون أجرة الحلاقة، البطالة تفشّت بشكل كبير، العديد من الشباب و المسنين يقضون أوقاتهم بالجلوس و تبادل الأحاديث أمام محلي حتى وقت متأخر"، حسبما قال سرمد رشيد.

يبلغ عدد الشباب في كل من قرى علي سراي، زنقر و طوبزاوة أكثر من 70 شاباً.

بعض شبان القرى الكاكائية منشغلون بالزراعة و تربية المواشي و التي تواجه مصاعب و معوقات بسبب الاجراءات الوقائية المرتبطة بتداعيات جائحة كورونا.

أياد كريم، شاب من سكنة قرية زنقر الكاكائية، يقول بأن أهالي القرية، بالأخص الشباب، يشعرون بالملل، لا يعرفون بماذا يشغلون أنفسهم، "في السابق كانت أعمالنا شحيحة، و الآن انعدمت تماماً."

في السنين الماضية، اعتاد عدد كبير من الشباب الهجرة خارج البلاد متى ما توفرت لهم الفرصة، أو أنهم كانوا يلتحقون بصفوف القوات الأمنية في العراق أو اقليم كوردستان، و هو ما لا يسنح لهم حالياً.

اقتصر عمل الشباب الآن على الجلوس أمام المحال الصغيرة الموجودة في القرى، فيما تقوم نسبة قليلة منهم بممارسة الزراعة و تربية المواشي مستفيدين من تراخي الاجراءات الوقائية الخصة بكورونا، كما يقول اياد كريم الكاكائي.

  

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT