بسبب الفراغ الأمني...
قرى مخمور الكوردية تخلو من ساكنيها

مخمور/ كانون الثاني 2021/ قرية كردي بكو التابعة لناحية قراج   تصوير: كركوك ناو

عمار عزيز

الفراغ الأمني أجبر سكان عشرات القرى الكوردية في قضاء مخمور على الإخلاء مخلفاَ تأثيرات مباشرة على المنتوج الزراعي في المنطقة التي تمتاز بخصوبة أرضها المناسبة لزراعة الخضر والفواكه وكذلك محاصيل الحبوب.

اخلاء تلك القرى جاء نتيجة للفراغ الأمني الذي نشأ بعد أحداث 16 اكتوبر 2017 وانسحاب القوات التابعة لحكومة اقليم كوردستان من المنطقة، ما أدى الى عودة نشاطات تحركات مسلحي داعش اليها، خصوصاً خلال الليل.

محمد علي، من سكنة قرية كردي بكو التابعة لناحية قراج ضمن قضاء مخمور قال لـ(كركوك ناو) "نزحت الى مركز قضاء مخمور، لا يوجد ماء ولا كهرباء ولا أية خدمات أخرى في قريتي، أرواحنا ليست في أمان لذا لا نستطيع العودة."

منزلي تعرض للدمار خلال حرب داعش، أملك 250 دونم من الأراضي الزراعية، لا نستطيع الوصول الى أراضينا الا خلال النهار

"منزلي تعرض للدمار خلال حرب داعش، أملك 250 دونم من الأراضي الزراعية، لا نستطيع الوصول الى أراضينا الا خلال النهار، لأن مسلحي داعش ينشطون في تلك المناطق ليلاً."

وأضاف محمد "قرانا تعاني من أزمة الكهرباء الأمر الذي يؤثر على الزراعة، على سبيل المثال، خلال سبعة ايام تم تزويد تلك القرى بالكهرباء لـ10 ساعات فقط... اذا بقيت الأمور على هذه الحال سنضطر للتخلي عن الزراعة نهائياً، صحيح أن الحنطة والشعير وبعض المحاصيل الأخرى ليست بحاجة الى الكهرباء، لكن العديد من المحاصيل الأخرى مثل الخيار، البطاطس، الطماطم... بحاجة للكهرباء من أجل عملية الري."

dzha,tiror

مخمور/ كانون الثاني 2021/ عملية عسكرية في جبال قرجوغ   تصوير: جهاز مكافحة الارهاب العراقي

رزكار محمد، قائممقام مخمور قال لـ(كركوك ناو) "المنطقة تعاني من أزمة الكهرباء منذ مدة طويلة، كمية الكهرباء قليلة والطلب عليه كبير... تأمين الكهرباء لهذه القرى يقع على عاتق كلتا الحكومتين (الحكومة الاتحادية العراقية و حكومة اقليم كوردستان)، الحل هو نصب محطة كهرباء جديدة."

وفقاً للإحصائيات التي حصلت عليها (كركوك ناو) من الوحدات الادارية في المنطقة، أربع قرى من مجموع 40 قرية كوردية في المنطقة لا تزال مأهولة، وهذه القرى الأربع تعيش فيها عائلتان أو ثلاثة.

قضاء مخمور من ضمن المناطق المتنازع عليها و تقع جنوب شرق الموصل، بعد 2003 كان القضاء يُدار من قبل حكومة الاقليم، لكن بعد أحداث 16 أكتوبر 2017 وعودة القوات العراقية المناطق المتنازع عليها، تولت الحكومة العراقية مسؤولية الملف الأمني والاداري للقضاء.

القرى التي تشهد فراغاً أمنياً تقع في المناطق الواقعة بين القوات العراقية والقوات التابعة لحكومة اقليم كوردستان.

يتألف قضاء مخمور من ثلاث نواحي (كوير، كنديناوه و قراج)، على بعد 105 كيلومترات من مدينة الموصل، كما يقع على بعد 60 كيلومتر جنوب غرب أربيل.

هناك فراغ أمني، قبل شهر قُتِل ثلاثة اشخاص جراء انفجار عبوة ناسفة مزروعة

هيرش حسين، مدير ناحية قراج قال لـ(كركوك ناو) "المشكلة متمثلة في نشوء فراغ أمني و ازدياد تحركات مسلحي داعش، قبل شهر قُتِل ثلاثة اشخاص جراء انفجار عبوة ناسفة مزروعة، لذا يتوجه الكثير من المزارعين الى أراضيهم الزراعية خلال النهار و يعودون قبل المغيب."

وأضاف "أغلب نازحي ناحية قراج يعيشون حالياً في مخيم ديبكه في أربيل."

 في آذار 2020، انطلقت عملية عسكرية واسعة في جبال قرجوغ بمشاركة قوة خاصة أمريكية الى جانب قوات مكافحة الارهاب العراقية، كان الهدف منها اعادة الأمن والاستقرار الى المنطقة.

بعد 24 ساعة من المواجهات قُتِل 25 من مسلحي داعش الى جانب جنديين امريكيين، حسبما أعلنته القوات الأمنية العراقية في وقتها.

جبال قرجوغ منطقة وعرة تقع جنوب قضاء مخمور في المثلث الواقع بين محافظات كركوك، نينوى و أربيل.

وقال مدير ناحية قراج " قوات البيشمركة متواجدة حالياً في جبال قرجوغ، هناك اتفاق بين بغداد و اربيل حول المناطق التي تشهد فراغاً امنياً من أجل سد الفراغ معاً، بتطبيق هذا الاتفاق سيعود الاستقرار الى المنطقة."

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT