الأحزاب التركمانية في أربيل تنأى بنفسها عن المشاركة في الانتخابات

أربيل/ أيلول 2021/ الجبهة التركمانية تطلق حملة دعائية تروج لمرشحيها في أحياء المدينة تصوير: إعلام الجبهة التركمانية في أربيل

فرمان صادق – أربيل

لم يدفع أي حزب من بين 12 حزب تركماني في أربيل بمرشحين للمشاركة في انتخابات برلمان العراق، وعوضاً عن دخول السباق فضّلت معظم تلك الأحزاب، كما جرت العادة في الدورات البرلمانية الأربع السابقة، دعم جهات سياسية أخرى.

تدخل محافظة أربيل عملية الانتخابات المزمع إجراؤها في العاشر من تشرين الأول 2021، بـ44 مرشحاً للفوز بـ15 مقعداً تم توزيعها على أربعة دوائر انتخابية في المحافظة من مجموع مقاعد البرلمان البالغة عددها 329 مقعداً.

تضم قائمة المرشحين في أربيل ثلاثة من المكون التركماني ينتمون للجبهة التركمانية العراقية التي تملك مقرات في اقليم كوردستان وبالتحديد أربيل، عاصمة الاقليم، منذ عام 2010.

تقول مرشحة الجبهة التركمانية في أربيل رحاب توفيق بأن حزبها فشل في الانتخابات البرلمانية السابقة في الحصول على الأصوات اللازمة حين كانت أربيل دائرة انتخابية واحدة، لكن المحافظة تم تقسيمها الآن الى أربع دوائر انتخابية، الأمر الذي جعل فرص فوزهم بمقاعد "أضعف" من السابق.

"مع ذلك، لم نفقد الأمل وسنعمل من أجل الظفر بمقعد"، حسبما قالت رحاب.

في الدورات الانتخابية الأربع السابقة، كانت الجبهة التركمانية، الحزب التركماني الوحيد الذي يملك مرشحين في أربيل رغم عدم فوزه بأية مقاعد، لكن الأحزاب التركمانية الـ12 الأخرى لم تشارك أصلاً في الانتخابات.

وذلك في الوقت الذي تشارك فيه تلك الأحزاب في انتخابات برلمان كوردستان الذي يحظون فيه بأربعة مقاعد كوتا.

dangdan (1)

اقليم كوردستان/ أيلول 2018/ عملية التصويت الخاص في انتخابات برلمان اقليم كوردستان  تصوير: مفوضية الانتخابات

بلند شيرزاد، رئيس حزب الإنقاذ القومي التركماني في أربيل قال لـ(كركوك ناو) بأنهم يأملون في أن تخصص لهم مقاعد كوتا في البرلمان العراقي لكي يتمكنوا من المشاركة في الانتخابات، ولأجل ذلك حثوا حلفاءهم للسعي من أجل تحقيق ذلك المطلب، دون أن تثمر محاولاتهم عن شيء.

تم تخصيص تسعة مقاعد خصصت كوتا للأقليات في العراق، خمسة منها للمسيحيين، ومقعد لكل من الصابئة المندائيين، الايزيديين، الشبك و الكورد الفيليين.

"الصراعات بين الأحزاب التركمانية في أربيل حالت دون تمكننا من تشكيل تحالف واختيار مرشحينا،" على حد قول بلند شيرزاد.

وأضاف بأن "جهات خارجية اثرت على البيت التركماني"، وقال بأن التركمان لا يحظون بالدعم، مشيراً الى أنهم قدموا طلباً لوزارة الثقافة في اقليم كوردستان من أجل تأسيس قناة فضائية، لكن طلبهم قوبل بالرفض.

في الدورة البرلمانية الرابعة، نجح التركمان في الفوز بثمانية مقاعد في البرلمان العراقي ثلاثة منها عن محافظة كركوك.

الصراعات بين الأحزاب التركمانية في أربيل حالت دون تمكننا من تشكيل تحالف

الى جانب ستة مرشحين عن قائمتها في أربيل، تملك الجبهة التركمانية مرشحين في محافظة نينوى وعدة مناطق أخرى وتترأس الجبهة تحالفاً للأحزاب التركمانية بتسعة مرشحين في كل من كركوك و صلاح الدين.

يقول فكرت صابر لطيف، مسؤول شعبة الانتخابات في الجبهة التركمانية في أربيل بأن الجبهة ليست مع فكرة تخصيص مقاعد كوتا للتركمان في العراق لأنهم يرون بأن الكوتا تأتي بمعنى تصغير حجم التركمان واعتبارهم أقلية في حين أنهم يعتبرون أنفسهم قومية رئيسية في العراق.

بالرغم من معارضة الجبهة التركمانية لتخصيص مقاعد كوتا للتركمان في بغداد، لكنها تؤيد تخصيصها في برلمان كوردستان بحجة أن الأوضاع في اقليم كوردستان أفضل مقارنة بالعراق، "هنا في الاقليم، سكرتير البرلمان و كذلك وزراء من المكون التركماني وقد طلبنا زيادة مقاعد الكوتا."

 يوجد في أربيل أكثر من مليون و 200 ألف ناخب، لكن لا توجد احصائية رسمية بعدد الناخبين التركمان الذين يعتبرون من مكونات المحافظة الرئيسية.

يقول فكرت صابر بأن احصائياتهم تشير الى أن عدد التركمان في أربيل يقدّر بـ 350 ألف شخص مشيراً الى أن عدم وجود مرشحين عن الأحزاب التركمانية في أربيل جعل البعض منهم يعزفزن عن المشاركة في الانتخابات.

dangdan-3
أربيل/ أيلول 2021/ المفوضية تختبر الأجهزة الالكترونية الخاصة بسجلات الناخبين والتصويت قبيل إجراء الانتخابات البرلمانية   تصوير: إعلام مفوضية الانتخابات

رغم أن الأحزاب التركمانية الـ12 لا تملك مرشحين لكنها أبدت دعمها لجهة سياسية حاكمة في اقليم كوردستان في الانتخابات البرلمانية المقبلة، اسوةً بما حدث في الدورات السابقة.

يقول رئيس حزب الانقاذ القومي التركماني بلند شيرزاد بأن الأحزاب التركمانية لن تحصل على مقاعد حتى لو دفعت بمرشحين لأن أصوات الناخبين التركمان ستتوزع على الأحزاب الأخرى في الاقليم، وأن "الذين يصلون الى البرلمان العراقي على حساب التركمان لا يستطيعون تمثيل التركمان، فهم يمثلون أحزاباً معينة وليس القومية التركمانية."

اضافة الى أربيل، يقطن التركمان في مناطق كركوك، نينوى، ديالى وصلاح الدين.

"الجبهة التركمانية دفعت بمرشحين لرفع معنوياتها فقط، فهي لن تنجح في الفوز بمقعد في أربيل"، حسبما قال الناشط التركماني أحمد سيد يعقوب لـ(كركوك ناو)، ويعتقد أحمد بأنه كان على الأحزاب الأخرى أيضاً الدفع بمرشحين من أجل التعريف بأنفسها على الأقل.

وينبع إحباط هذا الناشط التركماني من أن "عدد الأحزاب التركمانية في العراق قد زاد وتجاوز 20 حزباً، ما ادى الى تشتت أصوات الناخبين التركمان، وهو ما جعل فوزهم بمقاعد برلمانية أمراً صعباً ولولا مقاعد الكوتا لما حظوا بتمثيل في برلمان كوردستان ايضاً."

في عموم العراق، يحق لما يقرب من 25 مليون شخص المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، التي ستجرى وفق نظام الدوائر الانتخابية المتعددة.   

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT