للمرة الثالثة ... الجيش العراقي يشتبك مع قوات مقربة من حزب العمال الكوردستاني في سنجار

نينوى/ 2020/ قوة مسلحة تابعة للحكومة الاتحادية العراقية في قضاء سنجار   تصوير: كركوك ناو

عمار عزيز – نينوى

اشتبكت قوات الجيش العراقي مع فصائل موالية لحزب العمال الكوردستاني ضمن حدود قضاء سنجار للمرة الثالثة خلال أقل من 24 ساعة، في ظل فشل اتفاق لوقف الاشتباكات.

في الساعة الرابعة من فجر اليوم، الثلاثاء 19 نيسان، وقعت مواجهات في مناطق الحيالي، السكينية وجيدالي التابعة لناحية القحطانية (تل عزير)، وقبل ظهر نفس اليوم استؤنفت الاشتباكات، وذلك بعد أن شهد مساء يوم أمس الاثنين اندلاع اشتباكات بين الجانبين أسفرت عن إصابة مدنيين بجروح وسط أنباء عن إصابة جندي عراقي على الأقل خلال تلك المواجهات.

بدأت الاشتباكات، حسب مصادر لـ(كركوك ناو)، بعد أن اقتربت عناصر من الجيش العراقي من نقطة عسكرية تابعة لآسايش ايزيدخان ي مدخل مجمع دوكري التابع لناحية سنوني بقضاء سنجار وطلبت "إخلاء النقطة العسكرية".

حسو ابراهيم، نائب رئيس مجلس الادارة الذاتية في سنجار، قال لـ(كركوك ناو)، "قوات الجيش العراقي داهمت نقطة ترابط فيها قوات آسايش ايزيديخان دون علمنا وأرادوا الاستيلاء عليها، وأثناء وصولهم الى النقطة العسكرية، طلب منهم رفاقنا الانتظار ريثما يتصلون بقادتهم، لكنهم رفضوا ذلك و بدأوا بإطلاق النار".

بالرغم من توصلنا لاتفاق مع الجيش لوقف الاشتباكات من أجل حماية أهالي المنطقة لكن الجيش أخلّ بالاتفاق وأطلقوا النار مرة أخرى على قوات آسايش ايزيدخان

وفقاً لمصادر تحدثت لـ(كركوك ناو)، استُخدمت في الاشتباكات اسلحة كلاشينكوف، BKC و قذائف هاون، واصيب مدنيان بجروح أحدهما طفل في العاشرة من العمر.

وأضاف حسو، "في الساعة 12 ليلاً اتفقوا مع الجيش على وقف المواجهات وعلى أن تدار النقطة العسكرية التي تواجدت فيها قوات آسايش ايزيدخان تدار بصورة مشتركة بيننا وبين الجيش العراقي وإنهاء تواجد الآسايش فيها".

حول هوية القوة التي اقترحوا نشرها بالتنسيق مع الجيش، قال حسو "نعتزم نشر مجموعة من مقاتلينا في وحدات مقاومة سنجار (اليبشة) التابعين للهيئة العامة للحشد الشعبي، مع قوات الجيش في تلك النقطة العسكرية".

تعد اليبشة وآسايش ايزيدخان من القوات المقربة من حزب العمال الكوردستاني، معظم عناصرها من المكون الايزيدي، تولت هذه القوات إدارة قضاء سنجار منذ عام 2015 بعد إنهاء سيطرة تنظيم داعش.

تتلقى هذه القوات الأوامر من مجلس الادارة الذاتية في سنجار الذي شُكِّل قبل سنوات من قبل عدة أطراف ايزيدية وعربية ومن المكونات الأخرى، ويعتبر مقرباً من حزب العمال الكوردستاني، ويتولى المجلس حالياً إدارة شؤون جزء من القضاء دون إقرار من الحكومة الاتحادية أو حكومة اقليم كوردستان.

وقال حسو ابراهيم، "بالرغم من توصلنا لاتفاق مع الجيش لوقف الاشتباكات من أجل حماية أهالي المنطقة لكن الجيش أخلّ بالاتفاق وأطلقوا النار مرة أخرى على قوات آسايش ايزيدخان".

قحطان خلف، من أهالي ناحية القحطانية (تل عزير) وقد عاد الى دياره منذ سنة وأربعة اشهر بعد سنوات قضاها في مخيمات النزوح. يقول قحطان، "كنا نعتزم الذهاب الى جبل سنجار لزيارة قبور أقربائنا هناك، لكنهم منعونا من المرور في نقطة تفتيش جيدالي التابعة للجيش العراقي بسبب الاشتباكات وعدنا أدراجنا".

xo-snwne-1

سنجار/ 12 كانون الأول 2021/ نشوء توتر واشتباكات بين متظاهرين وأفراد من الجيش العراقي،    الصورة من فيديو لوكالة روز نيوز 

مصطفى حسن، من سكنة مركز ناحية القحطانية، أرسل مقطع فيديو للاشتباكات حصرياً الى (كركوك ناو)، يقول مصطفى "في الساعة 12 ظهراً وصلت الاشتباكات الى مركز ناحيتنا، كانت تبعد 50 متراً عنا، لا أعرف عدد الجرحى، لكن الأحداث بثت الذعر في صفوف المواطنين".

وفقاً لمصدر في شرطة سنجار، تم التوصل الى اتفاق آخر بين الجيش وقوات اليبشة وآسايش ايزيدخان لوقف المواجهات وقال، "قوات أمنية أخرى تحاول تهدئة الأوضاع".

من جانبه، قال رئيس مجلس الادارة الذاتية في سنوني، في تصريح أدلى به لـ(كركوك ناو) قبل ظهر اليوم، الثلاثاء، "الاشتباكات لا تزال متواصلة في عدة مناطق وتستخدم فيها الأسلحة الثقيلة، مثل قذائف الهاون ورشاشات الدوشكا".

الجيش العراقي لم يصدر حتى الآن بياناً حول تلك الاشتباكات.

منذ انتهاء حرب داعش في العراق أواخر عام 2017، توجد خلافات مستمرة بين الجيش العراقي والقوات المقربة من حزب العمال الكوردستاني في قضاء سنجار، تتطور أحياناً الى مواجهات مسلحة في ظل سعي قوات الجيش لفرض نفوذها وسيطرتها على المنطقة.

بموجب اتفاق سنجار، الذي أبرم بين الحكومة الاحادية العراقية وحكومة اقليم كوردستان في تشرين الأول 2020 لإعادة تنظيم الملف الأمني، الاداري والخدمي في قضاء سنجار، تتولى الشرطة المحلية وجهاز الأمن الوطني والاستخبارات الملف الأمني داخل قضاء سنجار، فيما تتمركز القوات المسلحة التابعة للحكومة الاتحادية في أطراف القضاء، أما القوات المقربة من حزب العمال الكوردستاني فلن تُعطى أي دور أمني أو إداري في القضاء ويتوجب عليها إخلاء المنطقة. 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT