تفاصيل أقرب عن عقدة الانتخابات ومكتب المفوضية.. 18 عاماً من الخلاف بين أحزاب كركوك

كركوك/ أيار 2018/ قوة امنية تتولى حماية مركز اقتراع في الانتخابات البرلمانية    تصوير: كركوك ناو

كركوك ناو

الأحزاب السياسية العربية والكوردية والتركمانية بكركوك في خلاف وصراع وحرب إعلامية منذ 18 عاماً حول إدارة مكتب كركوك للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات، كل جهة تحسب نفسها مغبونة.

أحدث مرحلة من الصراع الحزبي على مكتب المفوضية بدأت منذ حوالي أسبوع بالتزامن مع الاستعدادات لإجراء انتخابات مجالس المحافظات في العراق المقرر أن لا يتعدى موعد إجرائها كانون الأول من هذا العام.

 

العرب والتركمان: غيِّروا المفوضية

"انتخابات مجلس محافظة كركوك مهمة جداً لجميع مكونات المحافظة... إذا أديرت العملية من قبل المفوضية الحالية سيتكرر التزوير والتلاعب بأصوات الناخبين"، بحسب ممثلي عدد من الأحزاب السياسية التركمانية والعربية.

في 23 أيار 2023، طالبت أحزاب تركمانية وعربية في مؤتمرٍ صحفي عُقد في كركوك وحضره مراسل (كركوك ناو)، بتسلم منصب مدير مكتب المفوضية وإعادة تشكيل إدارة المكتب، بما يضمن التوازن بين جميع المكونات.

منذ عام 2005 والعرب والتركمان ينتقدون باستمرار إدارة مكتب كركوك للمفوضية التي يرأسها شخصية من المكون الكوردي.

فيديو: كركوك/ 23 ايار 2023/ مؤتمر صحفي لممثلي عدد من الأحزاب العربية والتركمانية حول مناصب مكتب المفوضية/ كركوك ناو

 "منصب مدير مكتب كركوك للمفوضية محتكر من قبل قومية معينة منذ عام 2005"، حسبما جاء في بيان الأحزاب التركمانية والعربية، -من ضمنها الجبهة التركمانية والمجلس العربي-، "نريد مداولة السلطة وإعطاء المكونات الأخرى حق إدارة المكتب".

خلال الأعوام القليلة الماضية، بالأخص بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت في 2018، خرجت الأحزاب السياسية التركمانية والعربية في عدة تظاهرات وتجمعات احتجاجية وعقدت مؤتمرات صحفية للمطالبة بإجراء تغييرات في هيكلة مكتب كركوك للمفوضية، متهمةً إياه بـ"الضلوع في التزوير".

في عام 2018 فقط، أجريت خمسة تغييرات في منصب المدير وبعض الأقسام الأخرى لمكتب كركوك لمفوضية الانتخابات، غير أن التركمان لم يقتنعوا  بهذه التغييرات.

 

الكورد أيضاً غير مقتنعين

الأحزاب السياسية الكوردية في كركوك، بالرغم من وجود الكورد على رأس مكتب المفوضية، غير مقتنعين ويرون بأن الكورد لم يحصلوا على ما يستحقونه من مناصب ومسؤوليات.

في مؤتمر صحفي عقد يوم 24 أيار 2023 وحضره مراسل (كركوك ناو)، رد عدد من الأحزاب السياسية الكوردية في كركوك، باستثناء الحزب الديمقراطي الكوردستاني، في بيان على احتجاجات الأحزاب التركمانية والعربية.

"وفقاً للاستحقاق الانتخابي، يجب إعادة توزيع جميع المناصب الإدارية على قوميات المحافظة، بخلاف ذلك، لن نقبل المؤامرات التي تحيكها بعض الجهات السياسية بالنيابة عن عرب وتركمان كركوك ضد قوميتنا".

في محافظة كركوك، يملك الكورد ستة مقاعد، والعرب والتركمان مقعدين لكل منهما في البرلمان العراقي، وسابقاً كان الكورد يملكون 41 مقعد في مجلس المحافظة في المقابل كان للتركمان تسعة مقاعد والعرب ستة مقاعد.

لا نعرف كيف يجرؤ هؤلاء على التحدث عن العدالة

حسب الإحصائية التي نشرتها الأحزاب الكوردية بخصوص مكتب المفوضية، "مدير المفوضية (كوردي)، نائبه (عربي)، ومن مجموع 13 قسم في المفوضية حصة الكورد 4 أقسام، العرب 4 أقسام، التركمان 4 أقسام، المسيحيين قسم واحد، لا نعرف أي غبن هناك بحق المكونين التركماني والعربي؟".

وذكرت الأحزاب الكوردية فيما يخص المناصب الإدارية الأخرى وعدد المفوضين، أن من مجموع 109 دائرة "حصة العرب 45 مديراً، التركمان 41 ، الكورد 22، ويشكل الكورد نسبة 22 بالمائة من الموظفين، العرب 35 والتركمان 43 بالمائة"، في حين لا يوجد كوردي يشغل منصب قائممقام أي من الأقضية الخمس للمحافظة.

قسم من المناصب الإدارية التي كانت بيد مرشحين كورد، أعيد شغلها وكالةً بعد أحداث 16 تشرين الاول/أكتوبر 2017، بعد ان انسحبت القوات التابعة لحكومة اقليم كوردستان من كركوك بعد عودة القوات التابعة للحكومة الاتحادية اليها، في أعقاب تأزم العلاقات بين أربيل وبغداد بسبب استفتاء استقلال اقليم كوردستان ورفع العلم.

وجاء في بيان الأحزاب الكوردية، "لا نعرف كيف يجرؤ هؤلاء على التحدث عن العدالة؟؟ نحن من علينا أن نحارب لنرفع الغبن عنا"، وشددت على رفضها للفقرة الخاصة بانتخابات كركوك في قانون الانتخابات.

فيديو: كركوك/ 24 ايار 2023/ مؤتمر صحفي لممثلي عدد من الأحزاب الكوردية حول مناصب مكتب المفوضية/ كركوك ناو

بموجب التعديلات الأخيرة في قانون انتخابات البرلمان ومجالس المحافظات، كل مواطن في كركوك، إن لم يكن اسمه مسجلاً في تعداد 1957 أو لا يستطيع أن يثبت بأنه من سكان المحافظة بموجب البطاقة التموينية لما قبل سنة 2003، لن يكون له الحق في التصويت بانتخابات مجالس المحافظات والبرلمان العراقي، باستثناء من تشملهم إجراءات المادة 140.

 

مكتب المفوضية: نؤدي عملنا بحيادية

مكتب كركوك للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق شدد على "حياديته" في أداء عمله، وانهم  يرفض الدخول في الصراعات بين الأحزاب السياسية واصفاً ما يحدث بالدعايات الانتخابية.

منصب مدير مكتب كركوك للمفوضية يشغله لؤي أركان الكاكائي، الذي باشر مهامه منذ 2 حزيران 2021، بقرار من مجلس المفوضين.

وقال لؤي الكاكائي لـ(كركوك ناو)، "نحن نؤدي عملنا بموجب القانون ولا نلتفت للتهم لأننا نؤدي عملنا بحيادية"، وذلك رداً على اتهام المكتب من قبل أحزاب عربية وتركمانية بـ"عدم الحيادية والإخفاق في إدارة عملية انتخابية شفافة"،

وأضاف الكاكائي، وهو من أهالي قرية عرب كويي بقضاء داقوق، عمل منذ 2004 موظفاً في المفوضية وتولى عدة مناصب، "ما يقال الآن مجرد دعايات انتخابية ولم يتم التطرق الى إجراء تغييرات في إدارة مكتب المفوضية".

في عام 2021، طرأت تغييرات على بعض المناصب في مكتب كركوك للمفوضية، حيث حل لؤي الكاكائي محل سوسن محي الدين مديراً للمكتب.

قبل سوسن ، كان منصب مدير المكتب يشغله قيس محمد الذي تسنم المنصب للمرة الثانية عام 2019، حيث كان يتبوأ المنصب مطلع عام 2018، لكنه استبعد من منصبه واستبدل بعد انتخابات 2018 بـ(عماد ولي).

وقال لؤي الكاكائي أن اتهامات الأطراف تتعلق بانتخابات 2018، ولم يكن حينها مديراً للمكتب، مشيراً الى أنه "نال رضا جميع القوميات، بالأخص العرب والتركمان"، في الانتخابات الماضية التي جرت في 2021.

وأشار مدير مكتب المفوضية الى أنهم أتموا الاستعدادات لإجراء انتخابات مجلس المحافظة التي من المقرر أن تقام قبل نهاية هذا العام.

وتأتي استعدادات المفوضية للانتخابات، التي لم تجر في محافظات العراق منذ عام 2013 وشاركت فيها محافظة كركوك مرة واحدة فقط في عام 2005، في الوقت الذي لم تحدد فيه الحكومة الاتحادية موعد إجراء العملية. 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT