حوامل مخيمات النازحين في محنة... الخدمات الطبية شبه معدومة

دهوك/2025/ المركز الصحي في مخيم مام رشان للنازحين.   تصوير: عمار عزيز

عمار عزيز

تعاني النساء الحوامل المقيمات في مخيمات النازحين من غياب خدمات الرعاية الطبية، في الوقت الذي تحتاج فيه الحامل وفق التعليمات الصحية لمراجعة الطبيب لما لا يقل عن 13 مرة خلال فترة الحمل.

انعدام هذه الخدمات يأتي في الوقت الذي تطبق فيه الحكومة العراقية الاستراتيجية الوطنية لتنظيم الأسرة والمباعدة بين الولادات تكون بمثابة خارطة طريق لتحسين صحة الأمهات والأطفال، الحد من الفقر وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

مها أحمد، سيدة ايزيدية تسكن في مخيم خانكي للنازحين وأم لخمسة أطفال، أجهضت جنينها نهاية العام الماضي في الشهر الثاني من الحمل. مها عزت سبب الإجهاض إلى غياب خدمات الرعاية الطبية للنساء الحوامل في المخيم، "في أحد الأيام راجعت المركز الصحي في المخيم، أجروا لي الفحوص وأخبروني بأني حامل، لكنهم قالوا إنه ما عدا الفحوص ليست لديهم أي تعليمات أو رعاية طبية ومن الأفضل مراجعة مستشفيات دهوك".

يستغرق الوصول من مخيم خانكي إلى مركز مدينة دهوك 40 دقيقة بالمركبات.

بعد فترة عانت مها أحمد من آلام في البطن وراجعت مستشفى الولادة في دهوك، هناك أخبروها بأن جنينها قد مات، "كنت أقول لنفسي مراراً لو أنني اعتنيت به وكانت الرعاية الطبية متوفرة في المخيم لما فقدت جنيني".

مها روت لـ(كركوك ناو) قصة سيدة أخرى في نفس المخيم تعرضت للإجهاض مرتين.

لا يزال 135 ألف و616 نازح يعيشون في 15 مخيماً للنازحين بمحافظة دهوك، تبقت مراكزصحية في 15 منها فقط، وجميعها تخلو من خدمات العناية بالنساء الحوامل والجنين.

إغلاق المراكز الصحية جاء بعد انتهاء عقود عمل المنظمات العاملة في مجال إغاثة النازحين، والذي تزامن مع قرار الحكومة العراقية بإغلاق المخيمات ووقف المساعدات.

camp.mamrashan
دهوك/2025/ المركز الصحي في مخيم مام رشان للنازحين.  تصوير: عمار عزيز

وقالت مها أحمد، "حوامل المخيمات يواجهن العديد من المشاكل، بعضهن ليس لديهن وسائل نقل وأوضاعهم المالية لا تسمح لهم بمراجعة الأطباء في دهوك".

مسؤول المركز الصحي في مخيم مام رشان بقضاء شيخان، فلاح خدر، قال لـ(كركوك ناو)، "في عام 2024 تلقى المركز الصحي دعاً من إحدى المنظمات، كان لدينا 15 كادر صحي إضافةً إلى اثنين من الأطباء أحدهما إخصائي الأمراض النسائية، فضلاً عن صيدلاني واثنين يعملان في التحليل المختبري، وكنا نستلم شهرياً 30 نوعاً من الأدوية، لكن في عام 2025، أوقفت المنظمة مساعداتها بعد قرار الحكومة العراقية بإغلاق المخيمات".

الحكومة العراقية تضغط منذ عامين من أجل عودة كافة النازحين إلى مناطقهم، لكن النازحين يطالبون بتوفير ضمانات أمنية والحصول على تعويضات وإعمار مناطقهم.

وقال فلاح، في الوقت الحاضر لا يوجد طبيب إخصائي واحد في المخيم، الحوامل يضطرون للذهاب إلى دهوك أو شيخان من أجل الحصول على الخدمات الطبية".

ويأتي ذلك في حين تحتاج كل حامل لمراجعة الأطباء المختصين ما لا يقل عن 13 مرة خلال فترة الحمل من أجل الحفاظ على سلامتهن وسلامة أجنتهن.

وفقاً لإحصائيات المركز الصحي الموجود في مخيم مام رشان، سجلت 10 حالات إجهاض خلال عام 2024.

إخصائية النسائية والتوليد في دهوك، ليلى عارف، قالت لـ(كركوك ناو)، "أستقبل شهرياً أكثر من 15 سيدة حامل من يأتين من المخيمات، جميعهن يشتكين من الصعوبات التي يتكبدونها للوصول إلى دهوك، ناهيك عن أجور النقل التي تثقل كاهلهم".

تقول ليلى إنها اضطرت لأن تطلب من الحوامل مراجعتها مرتين في الشهر على الأقل، من أجل الإطمئنان على صحتهن وصحة الجنين، وأيضاً تقديم المشورة الطبية والإرشادات الضرورية خلال فترة الحمل.

مدير مكتب الهجرة والمهجرين والإستجابة للأزمات التابع لحكومة اقليم كوردستان، بير ديان جعفر، قال لـ(كركوك ناو)، "منذ أكثر من عام تتولى حكومة الإقليم مسؤولية دعم خمسة قطاعات مهمة (الصحة، التربية، الكهرباء ورفع النفايات) في المخيمات، لأن المنظمات والحكومة العراقية لا تعاوننا".

دلشاد علي، المخول بصلاحيات مدير عام دائرة صحة نينوى، قال لـ(كركوك ناو)، "تم فتح مكتب للتنسيق داخل مبنى مديرية صحة دهوك والذي يرتبط مباشرة بالوكيل الفني في وزارة الصحة العراقية، المكتب يتولى متابعة مشاكل واحتياجات المخيمات، في حال احتاجوا إلى أي نوع من الأدوية بإمكان المكتب تزويدهم بها".

وأشار دلشاد إلى أن 7 بالمائة من حصة نينوى تذهب لمخيمات اقليم كوردستان وتوزع على المراكز الصحية كون النازحين من أهالي محافظة نينوى. 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT