40 بالمائة من نازحي جبل سنجار لا تصلهم مياه الشرب

نينوى، صيف 2019، نازحي جبل سنجار يعانون من شحنة المياه تصوير: كركوك ناو

عمار عزيز - نينوى

يقطع اطفال مجو عفدي، يوميا مسافة مئات الامتار وتحت درجات حرارة عالية في فصل الصيف للحصول على جلكانات مياه صالحة للشرب واعادته الى المخيم ولا تكفي لاستعمالات منزلية اخرى.

عائلة مجو تسكن في احد مخيمات النزوح على جبل سنجار منذ اكثر من خمسة اعوام، ولا توجد شبكات توزيع المياه الصالحة للشرب بالقرب منهم، وأن المصدر الوحيد لمياه الشرب لمئات الاسر على الجبل هو بئر تبعد 500 متر عن مخيمهم.

"لا توجد قطرة ماء صالحة للشرب في منزلنا، اطفالي يقطعون مئات الامتار يوميا للوصول الى البئر الماء للحصول على المياه الصالحة، وفي فصل الصيف ومع ارتفاع درجات الحرارة، لا نحصل على الماء الكافي للاستحمام، لان الجليكانات فقط توفر الماء للشرب والطبخ لا اكثر" هذا ما قاله مجو عفدي.

هذا المواطن الايزيدي الذي يسكن في جبل سنجار، وهو أب لـ 13 طفلا، وبسبب قلة المياه، يضطر أحيانًا إلى شراء المياه التي تنقلها صهاريج المياه الخاصة لتغطية احتياجاتهم، مما يعني عبئا إضافيا على النازحين.

"بعض الاوقات نضطر على شراء الماء وليس لدينا حل اخر، ونعيش على هذا الحال منذ خمسة اعوام، ولا احد يسأل عن حالنا".

يقول مجو بأنهم طلبوا من ادارة المخيم والمنظمات الخيرية مرات عديدة بالعمل على ايصال شبكات توزيع المياه الى المخيم ووضع حدا لمشاكلهم، الا انهم يقطعون الوعود لنا من خمسة اعوام دون ان ينفذوا شيئا.

camp.chyayshngal (2)
مخيم جبل سنجار يسكن فيه اكثر من 2 الف عائلة تصوير: كركوك ناو

نزح اغلب الايزيديين اثناء هجوم تنظيم داعش في منتصف عام 2014 الى جبل سنجار (120 كم غربي الموصل) وبعد قرابة اربعة اعوام على استعادة سنجار من قبضة داعش، لا تزال مئات الاسر تسكن في مخيم على جبل سنجار، مخيم جبل سنجار تسكن فيه اكثر من الفين أسرة ومخيم سردشت اكثر من الف أسرة.

خيري قاسم، مواطن اخر يسكن بمخيم جبل سنجار تحدث لـ (كركوك ناو) "مخيمنا يفتقر الى ابسط الخدمات الرئيسية، لا يوجد اي مخيم في العالم باستثناء مخيم سنجار بدون ماء، بعض الاوقات تصل درجات الحرارة الى 46 درجة مئوية ولكننا لا نتمتلك الماء الكافي للاستحمام".

وبحسب احصائية لمركز التنسيق المشترك التابع لوزارة الداخلية بأقليم كوردستان، يشكل النازحيين الايزيديين بمخيمات اقليم كوردستان 30 بالمائة من مجموع النازحين، واغلبهم يفضلون البقاء في المخيمات من العودة الى ديارهم بسبب عدم توفر الخدمات.

"على مدار العام نعاني من شحة المياه ونسحب الماء بالجليكانات من الابار ونعاني من الالام الظهر والارجل، وشحة المياه في المخيم يتزامن مع وجود عشرات المنظمات التي تصرف مبالغ مالية كبيرة بأسم النازحين دون ان نستفاد منهم".

ويستأل خيري؛ هل الحكومة العراقية والمنظمات الخيرية والدولية عاجزة على إيصال المياه الى تلك الاسر؟ وأجاب بنفسه "بالتأكيد يستطيعون ذلك ولكنهم نسوا باننا نازحون ونسكن على جبل سنجار".

وخصصت الحكومة العراقية، مبلغ مليون وخمسائة الف دينار عراقي لكل عائلة نازحة تعود الى ديارها، الا ان اغلب الايزيديين يرفضون استلام المبلغ بسبب الاضرار الكبيرة التي لحقت بمنازلهم ومناطق سكناهم.

kochbaran
سنجار، مكتب وزارة الهجرة والمهجرين العراقية على جبل سنجار يسجلون اسماء النازحين تصوير: ابراهيم ايزيدي

مدير مخيم سردشت بجبل سنجار، علي شعبو قال في تصريح لـ (كركوك ناو)، إن أكثر من 40٪ من العائلات في كلا المخيميين لا تتوفر لديهم مياه الشرب. وأرجع المشكلة إلى "التضاريس الوعرة وكذلك لأن العائلات منتشرة في اماكن متفرقة، وذلك يصعب عملية ايصال الماء الى جميع النازحين.

شحة المياه ليست المشكلة الوحيدة التي يواجه سكان مخيم جبل سنجار. وفي الشتاء الماضي تسببت الفيضانات الناجمة عن هطول الأمطار الغزيرة في بأضرار واسعة.

قضاء سنجار، من المناطق المتنازع عليها في حدود محافظة نينوى بين اربيل وبغداد ويسكنه اغلبية من الايزيديين، سيطر تنظيم داعش في أب 2014 على القضاء وقتل واختطف الاف المواطنين، الا ان قوات البيشمركة تمكنت من استعادة القضاء في 13 تشرين الثاني 2015.

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT