من البیئة

ارتفاع درجات الحرارة في العراق يسبب "العقم" لدى الرجال.. تحذير من الأطباء

  • 2025-05-12
ارتفاع درجات الحرارة في العراق يسبب "العقم" لدى الرجال.. تحذير من الأطباء
الصورة من موقع نيويورك تايمز
محمد سردار

حين أخبر الأطباء "كوران صديق" بأنه لم يعد قادراً على الإنجاب، أصر على مراجعة المزيد من الأطباء داخل وخارج البلاد وصرف المزيد من الأموال بحثاً عن علاج، لدرجة تسبب الأمر له بعقد نفسية ومشاكل صحية أكبر وصلت للحد الذي اقتنع بما أخبره البعض ممن حوله بأن  السبب يعود "للجن".

كوران صديق (34 سنة)، اسم مستعار لشاب من أهالي محافظة كركوك، تزوج قبل 10 سنوات وأظهرت الفحوص التي أجراها مؤخراً بأنه مصاب بالعقم، ويقول أطباء مختصون بأن هناك علاقة قوية بين العقم والمناخ، تحديداً ارتفاع درجات الحرارة، بالرغم من أن كوران غير مقتنع بهذا الأمر.

يقول كوران، الذي يمتهن الحدادة، "أمنيتي أن يكون لي طفل وأشعر بإحساس الأبوة، لكنني مريض ولا أستطيع الإنجاب"، ويضيف، "بحسب الفحوصات تبين أن المشكلة تكمن فيّ شخصياً ولست قادراً على الإنجاب، راجعت الأطباء في تركيا عدة مرات لكن دون نتيجة".

أحد أسباب العقم، بحسب الإخصائيين، هو ارتفاع درجات الحرارة.

يعتبر ارتفاع معدلات درجة الحرارة أحد أسباب تغير المناخ وتشير تقارير منظمة الأمم المتحدة لإحصائيات إلى أن العراق يتي في المرتبة الخامسة بين أكثر البلدان تأثراً بتداعيات التغير المناخي.

أحمد نهاد، إخصائي أمراض الكلى والمجاري البولية والبروستات يشدد على أن ارتفاع درجات الحرارة يؤثر على خصوبة الرجال، مشيراً إلى أن "الحر والتعرق يضعف من حركة الحيوانات المنوية وقدرتها على الوصول إلى المبيض عند النساء".

وأضاف، "درجة الحرارة داخل جسم الإنسان في الوضع الطبيعي هي 38 درجة مئوية، لكن لأن الخصيتين تقعان خارج الجسم تكونان معرضتين أكثر للحرارة، وفي معظم الأحيان ترتفع درجة حرارة الخصيتين ضعفي إلى أربعة أضعاف درجة حرارة الجسم".

shutterstock_1170639043
الصورة من GoodStudio/Shutterstock.com

فضلاً عن كون كوران صديق يعيش في محافظة كركوك التي وصلت فيها درجة الحرارة الصيف الماضي إلى نصف درجة الغليان (50 درجة مئوية)، يمارس أيضاً مهنة الحدادة التي تعرضه أكثر للحرارة.

وقالت إخصائية الأمراض النسائية والتوليد، سمية عطا، لـ(كركوك ناو)، "كانت هناك حالات عديدة لرجال راجعوا عيادتنا وتبين أنهم أصيبوا بالعقم بسبب التعرض للحرارة العالية، بالأخص الأشخاص الذين يعملون في المخابز والمعامل الكيمياوية".

ويقول الدكتور أحمد نهاد، إن "الحرارة المرتفعة تؤدي إلى تكسر الحمض النووي (DNA)، وهذه النقطة لها التأثير الأكبر  على تقليص فرص الإنجاب".

وقال كوران صديق، "حالتي النفسية كانت تتدهور يوماً بعد آخر، لدرجة أن البعض أقنعوني بأن الجن قد دخل جسدي"، اقتناع كوران بهذه المسألة دفعته لزيارة "شيخ" كان يضربه بالعصا "لطرد الجن من جسده".

توجد علاقة مباشرة بين انخفاض نسبة المساحات الخضراء وارتفاع درجات الحرارة، وفي حين أن نسبة الخضرة وفقاً للمعايير العالمية يجب أن لا تقل عن 30 بالمائة داخل المدن، تقول رئيسة منظمة كوردستان خضراء، شكوفه محمد إن النسبة في كركوك "لا تتجاوز 3 بالمائة".

وقالت شكوفه، "لكي تزداد المساحات الخضراء بنسبة 1 بالمائة، يجب زراعة أكثر من مليون شجرة داخل المدينة سنوياً"، لكن ذلك بحسب شكوفه ليس سهلاً بسبب الجفاف.

وفقاً للتقديرات، يبلغ عدد سكان محافظة كركوك حوالي مليون و800 ألف نسمة، 54 بالمائة منهم متزوجون.

وبحسب التعداد العام للسكان الذي أجري مؤخراً في العراق، تبلغ نسبة الإنجاب في عموم العراق 3.9 بالمائة وفي اقليم كوردستان 3.5 بالمائة.

وقالت الدكتورة سمية عطا، "وجود عدد كبير من آبار النفط والغاز في كركوك وقلة نسبة الخضرة أدت إلى ازدياد نسبة التلوث البيئي وارتفاع درجات الحرارة في المحافظة، وهذه العوامل تؤثر على الخصوبة".

أكثر

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT