قصتي
قالوا ان هذا المنصب لا يليق بأمرأة.. الا ان لارا اثبتت العكس
لارا يوسف اسحاق من المكون المسيحي (كلداني) مواليد بغداد 1982

قالوا ان هذا المنصب لا يليق بأمرأة.. الا ان لارا اثبتت العكس

  • 2019-05-02

لارا يوسف لديها قاعدة ثابتة في الحياة؛ اعمل ولا تعود الى الخلف، لذا لا توقفها الاتهامات والعراقيل للوصول الى تحقيق هدفها.

في شهر تشرين الاول 2018 صوت مجلس ناحية القوش بالاجماع على تنصيب تلك المرأة المسيحية كأول امراة في منصب مدير ناحية القوش.

"عندما رشحت نفسي للمنصب، واجهت مشاكل كبيرة، اشخاص كانوا يعارضونني في تولي المنصب وكانوا يقولون كيف للمرأة ان تكون مديرة للناحية، كانوا يقولون اشياء اخرى واتهموني باتهامات باطلة وعملوا على تشويه سمعتي، الا ان قاعدتي في الحياة ان اقدم كل ما بوسعي ولن ارجع الى الخلف، والان اخدم الجميع حتى الذين كانوا يعارضون استلامي منصب مدير الناحية، ويخجلون جدا عندما يأتون لزيارتي".

لارا يوسف اسحاق، من اتباع الديانة المسيحية، وهي من مواليد 1982 بغداد، انهت دارسة اعدادية الصناعة هناك، وبعدها التحقت بجامعة الحدباء وانهت قسم الادارة والاقتصاد عام 2006.

بعد انهاء دارستها الجامعية، لم تحصل لارا على فرصة عمل لمدة ثلاثة اعوام، الا انها دخلت في مجال التدريس بصورة تطوعية وكانت تُدرس الطلاب اللغة السريانية بثانوية القوش، لحين تعينها بصورة رسمية كمدرسة في عام 2011.

سيطرة مسلحي داعش على محافظة نينوى، كانت بداية جديدة لاعمال لارا التطوعية، حيث كانت تقدم الدعم للنازحين بالتعاون مع بورد شؤون الانسانية في محافظة دهوك.

تقول ان لديها "شغف كبير بتقديم الخدمات للمواطنين، لا اريد ان اقارن نفسي بمدراء النواحي الذين سبقوني، لدي مشروعي الخاص واسعى لانجاح المشروع"، وتوضح : "واجهت تحديات كثيرة في حياتي، من ترشحي للمنصب والى الوقت الحالي، الا انني لن استسلم ومستمرة في طريقي".

احدى التحديات التي تواجه لارا، بعد استلامها للمنصب كإمرأة ومسيحية، هي المنطقة التي تديرها، والذي دمرتها داعش ونزحت منها مئات الاسر وبقائهم في النزوح لاعوام.

خير داعش المسيحين بين اعتناق الاسلام او دفع الجزية مقابل بقائهم تحت حكم التنظيم، او ترك منازلهم والخروج من المناطق التي كانت تخضع لسيطرته، وعلى اثر ذلك نزح الاف الاسر باتجاه اقليم كوردستان ومنهم من هاجروا الى خارج

ناحية القوش تتبع قضاء تكليف اداريا وتقع على بُعد 40 كم شمالي الموصل، تتبع الناحية 83 قرية وثلاثة مجمعات، وقبل هجمات مسلحي داعش كانت تسكنها 65 الف شخصا اغلبهم من المسيحيين، بينما في الوقت الحالي يبلغ عدد سكانها 55 الفا بعد مغادرة الباقين الى خارج البلد.

تقول لارا بأنها تمكنت من تحقيق مكاسب منذ استلامها للمنصب، "اولها افتتاح محكمة خاصة بناحية القوش بعد موافقة رئاسة محكمة نينوى على طلبها وذلك في وقت لا توجد المحاكم في النواحي".
وتضيف : "ثانيا، استطعت اعادة توزيع الاراضي على المواطنين بعد توقفها لمدة 21 عاما، فبعدما طلبت من وزير الاعمار والاسكان العراقي وافق على طلبي وفي المرحلة الاولى وزعنا 168 قطعة ارض وستبدأ المرحلة الثانية في القريب العاجل".

لارا دخلت حياة الزوجية عام 2007 مع دوريد جميل، وليس لديهما اطفال، وعلى الرغم من مسؤولياتها الحكومية، فانها لا تزال تقوم بواجباتها المنزلية على اتم وجه، وتحرص عند عودتها الى المنزل في الساعة الثانية بعد الظهر على اعداد الطعام لزوجها.

تسعى لارا لايصال الخدمات واعمار القوش، ومسح كافة اثار الحرب والدمار التي لحقت بالناحية، وزارت عددا من المسؤولين بهذا الخصوص، وتسعى الى لقاء رئيسي الوزراء في الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كوردستان.

وتوضح لارا ان عملها "لا ينحصر بالتوقيع والجلوس على الكرسي، لا انتظر ان يقدم شخصا مشروع خدمي الى القوش، لانني ابحث بنفسي عن المشاريع واستمر بالتواصل مع الجهات المعنية".

ناحية القوش تعتبر من المناطق المتنازع عليها ومصيرها مرتبطة بتنفيذ المادة 140 من الدستور العراقي، وهذا تحدي اخر تواجه لاراي، كون الناحية تواجه اهمالا كبيرا بسبب عدم حسم مصيرها بين المركز والاقليم، هذا ماقالته مدير الناحية.

وتقول لارا ان "المشاريع والخدمات التي تنفذ في الناحية، جميعها تنفذ من خلال علاقاتي الشخصية كونني كنت متطوعة في المنظمات الدولية، واستغل علاقاتي لتقديم الخدمات لاهالي ناحيتي".

أكثر

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT