قصتي

ام هديل.. ام وعاملة ومعيلة لأسرتها

  • 2019-11-25

النزوح قلب حياة ام هديل راسا على عقب وغيرها 180 درجة، اضطرت مع عائلتها المكونة من 6 اشخاص (ثلاث فتيات وابن وحيد وهي وزوجها العسكري المتقاعد)، النزوح من قضاء الحويجة بعد الاحداث الأمنية 2014 والسكن في منطقة الزاب بمحافظة كركوك.

ام هديل البالغة من العمر 43 عاما تروي قصتها الى (كركوك ناو) "اضطررنا النزوح مجددا من منطقة الزاب سنة 2016 نحو مدينة كركوك لكن لم نصمد بوجه التكاليف المادية العالية ما دفع بنا التوجه نحو مخيم ليلان 3 (يارمجة) والاعتماد على المساعدات الإنسانية المقدمة من إدارة المخيم.

"الاعتماد على المساعدات الإنسانية كان امرا في غاية الصعوبة لذا حاولت ان أجد طريقا كي أؤمن من خلاله لقمة العيش لي لعائلتي وهذا ما دفعني الى الإسراع في التسجيل بدورة الخياطة التي أعلنت عن تنظيمها إدارة المخيم الا ان قرار غلق المخيم من قبل وزاره الهجرة والمهجرين كان أسرع من تنظيم الدورة" تقول ذلك ام هديل.

بعد غلق مخيم (يارمجه) انتقلت ام هديل وعائلتها للسكن في شقة بـ (منطقه الشقق) في كركوك ببدل ايجار شهري قدره 115 إضافة الى أجور الخدمات الأخرى وتكاليف أبنائها الدراسية واليومية في الوقت الذي كان يتقاضى زوجها 60 ألف دينار فقط كراتب تقاعدي بعد حدوث أخطاء من قبل حكومة بغداد في رواتب المتقاعدين وهذا ما زاد الحياة صعوبة.

فيما كانت ام هديل تجلس بشقتها سمعت من جيرانها ان منظمة إنسانية جاءت الى مختار المنطقة للاتفاق على إقامة ورشة تعليم النساء على الخياطة والحياكة والاعمال اليدوية.

شاركت ام هديل بالورشة وهي تتذكر لحظاتها الأولى في الورشة عندما امسكت قطعة من القماش وبقت تحملها دون ان تتمكن من الجلوس على ماكنة بسبب كثرة النساء المشاركات، فأخذت القطعة معها الى المنزل واتجهت الى جارتها ام عبد الله التي تمتلك ماكنة، وطلبت منها السماح لها بخياطة قطعة القماش ما اثار اعجاب جميع المتواجدين حولها بعد الانتهاء من خياطتها.

جيران ام هديل بدأوا يطلبون منها الخياطة لهم فكانت تضطر الى استعارة ماكنة جرتها ام عبد الله وكان الإنتاج كل مرة يثير اعجاب الزبائن ليأتوا مجددا طالبين ببضاعة جديدة.

ام هديل نجحت بشراء ماكنة مستعملة خاصة بها في بداية عملها الا انها لم تتمكن شراء كرسي جلوس ما كان يضطرها لوضع وسائد كي تجلس وتنتج المواد المطلوبة منها.

استمرت في عملها ام هديل لتستطيع ان تؤمن احتياجات أبنائها الطلبة ودفع ايجار منزلها، واعانة زوجها أيضا في أمور مادية، وشراء معدات جديده للخياطة، فضلا عن كسب الصداقة مع الناس والتعارف عليهم وكسب زبائن جدد.

تبين ام هديل ان أكثر شيء يفرحها في عملها ان تكسب المال من الناس دون شفقة وهي تحاول اليوم جاهدة الحصول ماكنة خياطه جديده ذات نوعيه جيدة لتساعدها في تطوير عملها بشكل اكبر وافتتاح ورشتها الخاصة بها ليكون مصدر رزق ثابت لها ولعائلتها.

رسالة ام هديل للفتيات والنساء بضرورة استغلال مواهبهن وعدم الاستسلام للواقع ومحاوله تغيير حالهن للأفضل.

أكثر

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT