قصتي
حماد مسلط حول معاناته الى طاقة إيجابية يخدم بها المجتمع
حماد مسلط، تصوير:ايناس عبد الله

الحياة رحلة محفوفة بالمخاطر وعلى الانسان ان يكون مليء بالإرادة كي يتجاوزها

كركوك ناو

حماد مسلط حول معاناته الى طاقة إيجابية يخدم بها المجتمع

  • 2020-01-20

 

"الحياة رحلة محفوفة بالمخاطر وعلى الانسان ان يكون مليء بالإرادة والصبر لتجاوز تلك المخاطر" شعار حماد مسلط الذي حول معاناته التي تكبدها على يد تنظيم الدولة الإسلامية ("داعش") خلال سيطرته على ناحية الزاب الى مصدر امل وطاقة ومساعدة للمحتاجين من ذوي الإعاقة في الوقت الحاضر ليعيش شعور مختلف كل يوم وهو يرى الفرحة بعيون من يساعدهم.

حماد مسلط 29 عاما من سكنة ناحية الزاب التابعة لقضاء الحويجة جنوب غرب كركوك متزوج ولديه طفلين لم يكمل دراسته الابتدائية، كانت حياته طبيعية يعمل كاسب ويعيل اسرته الصغيرة الى حين دخول التنظيم والسيطرة على الناحية عندها تغير كل شيء.

"حاولت الخروج من الناحية بعد دخول التنظيم اليها والذهاب الى كركوك لكن تم القبض عليّ وسجني لمدة أربعة أيام وتعذيبي بالكهرباء والماء الباردة والضرب وشتى الأساليب الوحشية ولساعات طويلة جدا" يقول ذلك حماد مسلط (لكركوك ناو).

يتابع حديثه "جرى إطلاق سراحي الا انني لم اتوقف عن محاولة الهروب وقررت الفرار مرة أخرى الا انه جرى القبض عليّ من جديد ليكون التعذيب بالكهرباء والماء البارد في عز الشتاء أكثر وحشية وعلى مدار أربعة عشر يوما، ما أدى الى إصابتي بأمراض مختلفة أبرزها التهاب حاد في المجاري التنفسية قبل ان يطلق سراحي".

تنظيم الدولة الاسلامية "داعش"، سيطر على ناحية الزاب في حزيران 2014، ما دفع المئات من اسرها النزوح الى مناطق اخرى في كركوك وصلاح الدين، وتعرضت شوارعها وبعض المباني الحكومية والاهلية الى تدمير، جراء العمليات العسكرية لاستعادتها في العام 2017.

"المحاولة الثالثة كانت ناجحة في الهرب من سيطرة التنظيم بمساعدة بعض الأشخاص الذين عملوا على تسهيل هربي من قبضة التنظيم ليلا ووصلت الى مفرق الشرقاط وبعد الانتهاء من الإجراءات الأمنية بمساعدة معارف لي أيضا في الجيش ولواء 56 استطعت الدخول الى كركوك، وفور الانتهاء من ترتيب وضعي قررت مساعدة المعاقين لاسيما الذين لحقت بهم الإعاقة على يد التنظيم" يتحدث بذلك حماد.

 

مساعدة الناس يعطيني شعور لا مثيل له

ويواصل حماد حديثه لافتا الى مساعدته 100 حالة من شريحة المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة، وبعد استعادة ناحيته وقضاء الحويجة توجه اليها واتصل بمنظمه الإعاقة الدولية في المركز الصحي داخل القضاء ليبدي استعداداه للعمل معها.

بعد موافقة المنظمة للعمل معها دون مقابل مادي تعلم استخدام اجهزه التحسس واجهزه العلاج الفيزيائي وتمارين يدوية وانطلق لتقديمها الى محتاجيها.

"السعادة غمرتني عندما نجحت بصحبة أطباء في تمكين الطفلة (رؤية عبد الرحمن احمد) ذات الـ 4 أعوام والتي كانت تعاني من ضمور في الدماغ على السير مجددا بعد استخدام التمارين والعلاجات الفيزيائية وعلاجات الاشعة تحت الحمراء والتمارين الرياضية لتكون تلك اللحظات أفضل عمل في حياتي".

 

على الشباب عدم الاستسلام والحلم بمستقبل أفضل والإصرار على خدمة الناس

يؤكد حماد ان مساعدة الناس يعطيه شعورا لا مثيل له بل راحة نفسية وان فرح الاهالي بمساعدته لهم يعطيه حافز أكبر لتطوير نفسه وها هو الان يقدم أفضل الخدمات العلاجية الى المحتاجين المرضى لمساعدتهم على تجاوز الازمات التي يمرون بها وبشكل مجاني.

دعوات حماد مسلط الى الشباب هي عدم الاستسلام والحلم بمستقبل أفضل والإصرار على خدمة الناس، فكل شخص يملك بداخله طاقة إيجابية إذا اظهرها ينجح في خدمة المجتمع.

 

اليوم يقف حماد فخورا بما يقدمه في المجال مساعدة الناس وحل جزء من مشاكلهم.

عمرمجيد-ايناس عبد الله 

-16
حماد مسلط، تصوير:ايناس عبد الله

أكثر

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT