فتيات كركوك يتخطن العراقيل بالعمل

كركوك. تشرين الثاني 2019. إحدى الفتيات العاملات في كركوك وطلبت عدم إظهار وجهها في الإعلام تصوير إيناس عبدالله

ايناس عبدالله - كركوك ناو

فتيات كركوك، يتجهن وبكثرة الى العمل في السوق، ليحصلن على لقمة العيش ومساعدة عوائلهن، دون لفت الانظار الى الاعاقات والعراقيل المجتمعية امام الفتيات في العمل،

وبحسب متابعة صحفية لمراسلي (كركوك ناو)، مقارنة بالسنوات الماضية، تزايدت اعداد الفتيات العاملات في الاسواق والمحلات بصورة ملحوظة.

"اثناء العمل نتعرض الى مشاكل وتحرشات كثيرة، وخصوصا من قبل الزبائن، ولكننا نختار الصمت خشية من ان نفقد عملنا"، عائشة كمال ذات الـ 25 عاما قالت ذلك.

عائشة طالبة جامعية في كلية الادارة والاقتصاد، قسم الادارة الاعمال، وتعمل حاليا في احدى المولات التجارية بمركز كركوك، وتبيع العطور.

تبدأ عائشة عملها يوميا في الساعة 1 ظهرا الى الساعة التاسعة ليلا،بهدف اعانة نفسها ومساعدة عائلتها ماديا واكمال دراستها الجامعية بالتوفق.

اثناء العمل نتعرض الى مشاكل وتحرشات كثيرة، وحصوصا من قبل الزبائن

"خلال عملي اكتستت نجاحا كبيرا وتقدمت ميدانيا في مجال الادارة، واكتسبت اصدقاء وحصلت على معلومات وفيرة" هذا بحسب ماذكرته عائشة،

حتى السنوات الاخيرة كانت عدد الفتيات الاتي يعملن في المحلات التجارية والاسواق في تدني مستمر ويعود السبب الى نظرة المجتمع وخوف النساء والفتيات من تعرضهن للتحرش.

داليا محمد ذات الـ 22 عاما، طالبة في الصف السادس العلمي تقول، توفير لقمة العيش لعائلتها اجبرتها على ترك دراستها والعمل في محل لبيع المثلجات بضع ساعات يوميا.

"لم نكن نملك المال لاتمكن من الحصول على الدروس الخصوصية وأحصل على درجات عالية ليتسنى لي القبول في الجامعات، لذا تركت الدراسة" هذا ما قالتها داليا،

هذه الفتاة اسوة بزميلاتها العاملات في الاسواق والمولات، تتعرض ايضا للتحرش من قبل الزبائن والمواطنين، ولكنها أصرت على الاستمرار على عملها، وحاولت كسر الحواجز التي قد تعيق عملها.

وبحسب النساء والفتيات اللاتي يعملن في الاسواق والمولات بكركوك و تحدثن لـ (كركوك ناو)، يهدفن من خلال عملهن الحصول على حرية اكثر.

مديرة فرع كركوك لمنظمة الامل العراقية، سرود احمد تحدثت عن تزايد حالات التحرش التي تتعرض لها الفتيات والنساء العاملات وتقول ان "الحالات التحرش التي تتعرض لها الفتيات العاملات، تتعلق البعض منها بالمعوقات التي تواجهن في حياتهن اليومية ويفضلن اختيار الصمت خوفا من فقدان عملهن كونه مصدر الرزق الوحيد، ومع كل ذلك يسعين للدفاع عن انفسهن".

تتعرض الفتيات والنساء في اغلب الاوقات الى تحرشات شفهية من خلال الفاظ نابية، وفي بعض الاوقات يتعرضن للتحرش الجسدي، كما وسجلت حالات اخرى للتحرش من بين الفتيات والنساء.

وحدد مجلس القضاء الاعلى وبالاعتماد على قانون العقوبات العراقي عقوبة للمتحرش بالحبس تصل الى عام وغرامة مالية.

وسبب اخر من اسباب سكوت النساء والفتيات عما يتعرضن له من التحرش، هي الخوف من المجتمع ووضع علامة الاستفهام على شخصية المشتكية ويقولون لها "ما الذي فعلته تلك المرأة مما ادى الى التحرش بها"، وهذا من الاسباب التي تجعل من المرأة تلزم الصمت بدلا من الدفاع عن نفسها.

وانتقدت سرود احمد الاجراءات الحكومية بخصوص التصدي للمتحرشين، واضافت ينبغي ان تتدخل الجهات الحكومية في مثل هكذا حالات باسرع وقت ممكن للحد من ظاهرة التحرش والمضايقات التي يتعرضن لها الفتيات والنساء.

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT