عقب تحقيق (كركوك ناو)..
تجمع ثقافي في تلعفر لمناقشة التحديات التي تواجه اللغة التركمانية

نينوى، 29 ايار 2020، ندوة خاصة لمناقشة تحديات اللغة التركمانية بمشاركة مندوب كركوك ناو، تصوير خاص بكركوك ناو

جعفر التلعفري - نينوى

"قررنا أن نجتمع لنتدارك الأمر ونسعى للحفاظ على لغتنا الأم"، يقول محمد حسين، أحد منظمي الندوة التثقيفية في قضاء تلعفر التي خصصت لمناقشة التحديات التي تقف امام الحفاظ على اللغة التركمانية في القضاء

الندوة التي نظمت الجمعة، 29 أيار 2020، بعد ان نشر (كركوك ناو) تحقيقا صحفياً حول واقع اللغة التركمانية في تلعفر، بعنوان: "لغة تركمان تلعفر آيلة للنسيان.. دعوات للحفاظ على الهوية عبر اللغة الأم".

"الحلّ يكمن في تبني مشروع لإصدار موسوعة شاملة بكل مفردات اللهجة التركمانية في تلعفر، يتولاها المعنيون بالأمر، فاللغة هي تاريخ وهوية أي شعب"، هكذا أبدت الدكتورة ريا قحطان أحمد، أكاديمية بجامعة بغداد رأيها حول الموضوع.

وجاء في تحقيق (كركوك ناو) الذي نشر في 19 أيار 2020، ان اللغة التركمانية تواجه تحديات كبيرة لأسباب عديدة منها المفردات الدخيلة والنزوح وطغيان الثقافات الأخرى وصولاً لاختلاف في الاحرف المستخدمة بالكتابة.

من جانبه قال المشرف الاختصاص محمد عبد الرحمن، أن "اللغة تعني الوجود واندثارها يعني نهاية تلك الأمة"، داعياً إلى "إرجاع الأسماء التركمانية القديمة للأحياء التي تحمل اليوم أسماء عربية، كالعروبة والطليعة والوحدة، لا تمت بصلة لتلعفر وتاريخها"، مؤكداً على ضرورة "استحداث مركز ثقافي تركماني في تلعفر".

إذا لم يتم الاهتمام باللغة ستضمحل وتنتهي بمرور الوقت، بعد أن انقرضت الكثير من الكلمات

وجاسم الهلاي بك، أحد وجهاء تلعفر يقول  أنه "إذا لم يتم الاهتمام باللغة ستضمحل وتنتهي بمرور الوقت، بعد أن انقرضت الكثير من الكلمات وحلت محلها مفردات دخيلة من لغات أخرى".

بدوره يذكر فؤاد عمر، باحث ومؤرخ، أن "لغة تلعفر قديمة تمتد لنحو 900 سنة، وليست حديثة العهد ولا علاقة لها بحملات التتريك كما يعتقد البعض"، وكشف أن "لغة تلعفر تضم نحو مليون و500 ألف كلمة وسبعة آلاف (سرجك - وهي نوع من القصص الطويلة)، لذا فهي لغة غنية ولا تفتقر إلى مفردات كي نلجأ إلى لغات أخرى ونستعين بمفرداتها".

FB_IMG_1590779751331
نينوى،  29 ايار 2020، ناقشت التجمع تحقيق كركوك ناو

وأنهى المجتمعون ندوتهم بتوصيات عديدة، بينها: "مطالبة وزارة الثقافة باستحداث مركز ثقافي تركماني في تلعفر، وزيادة عدد المدارس التركمانية في المدينة التي تضم مدرسة واحدة فقط الآن، وحثّ المؤسسات والمنظمات الدولية والمحلية العاملة في تلعفر على المساهمة في الحفاظ على لغة السكان".

وشملت التوصيات أيضا تكثيف الندوات والنقاشات والعمل على تطبيق توصياتها على أرض الواقع عبر التحرك الجدي الفعَال، وحثّ الشباب على استخدام اللغة التركمانية في مواقع التواصل الاجتماعي، ودعوة إدارات المدارس إلى إيلاء مادة التركمانية اهتماماً خاصاً، وتشجيع أولياء الأمور على تسجيل أبنائهم في المدارس التركمانية.

والاهتمام بالمصطلحات لا سيما في الأحاديث الإعلامية من قِبل المسؤولين ودعوتهم إلى التحدث بلغتهم الأم، ومطالبة الجهات المعنية بإعادة تسمية المناطق بأسمائها التركمانية القديمة.

وعرض على هامش الندوة فلم وثائقي عن مدينة تلعفر وتاريخها ومعالمها وسكانها وإحصائيات عن أعمال العنف التي عصفت بها منذ العام 2004 وحتى اجتياحها من قِبل داعش في 2014 وما خلّف ذلك من ضحايا بشرية ومادية.

 

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT