اضطرابات كركوك، أشعلتها الأحزاب الكوردية وأخمدها الكاظمي

كركوك/ 13 تشرين الأول 2021/ قوة تابعة لقيادة شرطة كركوك في حي الشورجة   تصوير: إعلام الشرطة

كركوك ناو

بقرار من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أُفرِج عن عدد من الشبان الكورد بعد تعرضهم للاعتقال بتهمة إثارة نار الفتنة التي يتبادل الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني التهم بشأن من يقف وراء إشعالها.

في غضون الليلتين الماضيتين اعتقلت القوات الأمنية العراقية 65 شاباً كوردياً بتهمة "زعزعة الأمن" في مدينة كركوك قبل أن يطلق سراحهم اليوم، الأربعاء 13 تشرين الأول 2021 حسبما ذكر مسؤولون كبار في الاتحاد الوطني و الديمقراطي الكوردستاني.

الشبان الذين كانوا يحتفلون في منطقة رحيماوا و سوق الشورجة بعد اعلان النتائج الاولية للانتخابات التشريعية المبكرة في العراق، دخلوا في مشادات مع أفراد من القوات الأمنية واعتقلوا على إثرها.

وكانت قوات من اللواء 61 الخاص التابع لرئاسة مجلس الوزراء و الشرطة المحلية قد داهمت المنطقتين و اعتقلت 65 شخصاً تعرض قسم منهم "للتعذيب"، فيما تعرضت القوات الأمنية للرشق بالحجارة وعبوات المياه وحاول بعض الشبان وضع علم اقليم كوردستان على مركباتهم.

ريبوار طه، عضو المجلس القيادي للاتحاد الوطني الكوردستاني قال في مؤتمر صحفي عُقِد بعد ظهر اليوم بأن الشبان المعتقلين أُفرج عنهم بعد اتصال أجراه الرئيس المشترك للاتحاد الوطني الكوردستاني بافل طالباني مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.

وجاء ذلك بعد أن أعلنت وسائل الاعلام الرسمية للاتحاد الوطني بأن الكاظمي و بافل طالباني ناقشا في اتصال هاتفي الأحداث التي وقعت في كركوك وبأن الكاظمي قد أمر بإطلاق سراح المعتقلين.

الشوارع الرئيسة في منطقتي الشورجة ورحيماوا شهدت عقب أحداث كركوك ولغاية بعد ظهر اليوم، الأربعاء، انتشاراً مكثفاً للقوات العسكرية المدججة بالأسلحة الثقيلة والدبابات، لكنها انسحبت بعد ذلك.

tank

كركوك/ 13 تشرين الأول 2021/ دبابة عسكرية على شوارع مدينة كركوك عقب الاضطرابات التي شهدتها المدينة   تصوير: كركوك ناو

كمال كركوكي، رئيس مجلس قيادة كركوك-كرميان للحزب الديمقراطي الكوردستاني قال في بيان "بسبب الخسارة التي تعرضوا لها بعد فقدانهم عدة مقاعد برلمانية، أقدم بعض الأشخاص من الاتحاد الوطني الكوردستاني بإطلاق النار على الجيش والمحتفلين، ما أدى الى نشوء مواجهات ومشادات بين قوات من الحشد الشعبي والجيش العراقي والشرطة من جهة ومجموعة من الشبان المخلصين من جهة أخرى."

الاتهامات التي وجهها كمال كركوكي قابلتها اتهامات مماثلة وجهها المكتب السياسي للحزب للديمقراطي الكوردستاني، حيث ذكر في بيان "بعض الأطراف وبينهم البعض من أعضاء المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني يعرّضون قضية كركوك الكبرى و ومصير سكان المحافظة للمخاطر والألاعيب السياسية لأغراض ومكتسبات حزبية صغيرة، وهذا الأمر بالنسبة لنا تحرك سياسي لا منطقي."

 36 من الشبان المعتقلين من سكنة حي الشورجة أما الـ29 الآخرين فيقيمون في حي رحيماوا.

اللواء 61 الخاص قال في بيان نُشِر ليلة أمس، 12 تشرين الأول، "هاجم أشخاص مجهولون ليلة 11 تشرين الأول دورية عسكرية في منطقة رحيماوا واليوم (12 تشرين الأول) تكررت تلك الاعتداءات ضد قواتنا في الشورجة والمصلى."

وجاء في البيان بأن قوات اللواء 61 الخاص اعتقلت عدداً من "المسلحين" في الشورجة وعددهم حوالي 30 شخصاً بتهمة الاعتداء على عناصر الجيش.

ganj.kirkuk

كركوك/ 13 تشرين الأول 2021/ عدد من الشبان الكورد المعتقلين بعد إطلاق سراحهم   تصوير: إعلام الشرطة 

وفقاً لبيان من حكومة اقليم كوردستان، تحدث رئيس حكومة الاقليم مسرور بارزاني هاتفياً مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بعد ذلك أمر الكاظمي بالإفراج عن جميع المعتقلين.

كما جاء فيه بأن الجانبين "اتفقوا على عدم السماح لأي شخص أو جهة بإثارة الشغب والاضطرابات وإلحاق الضرر بالمواطنين والممتلكات العامة."

لكن الكاظمي لم يصدر لحد الآن (بعد ظهر الأربعاء) أي بيان بشأن أحداث كركوك.

عضو المجلس القيادي للاتحاد الوطني الكوردستاني قال في مؤتمر صحفي اليوم، الأربعاء، بأن اعتقال المواطنين دون استحصال الموافقات القضائية وإعلان حالة الطوارئ في بعض مناطق كركوك " أمر غير مقبول".

وقال عضو المجلس القيادي للاتحاد الوطني ريبوار طه خلال المؤتمر بأن الرئيس المشترك للاتحاد الوطني الكوردستاني بافل طالباني قد قال للكاظمي "لا يهمنا لأي جهة سياسية ينتمي المعتقلون، بل المهم هو أنهم كورد كركوك ومن واجبنا الدفاع عنهم."

الاحتفالات والتجمعات في كركوك جاءت بعد أن حصد الكورد ستة مقاعد في البرلمان العراقي عن محافظة كركوك وهو نفس عدد المقاعد التي حصلوا عليها في عام 2018 وأقل بمقعدين من عدد المقاعد التي فازوا بها في انتخابات 2014.

فيديو: المؤتمر الصحفي لـ(شاخوان عبدالله)، المرشح الفائز للحزب الديمقراطي الكوردستاني حول أحداث كركوك

شاخوان عبدالله مرشح الحزب الديمقراطي الكوردستاني الفائز بمقعد في البرلمان العراقي عن محافظة كركوك قال في مؤتمر صحفي "بينما كان أعضاء ومناصرو الحزب الديمقراطي الكوردستاني في كركوك يحتفلون بالفوز، اندسّ أشخاص مثيرون للشغب ينتمون لجهة أخرى لم تتقبل الخسارة بين الجماهير المحتفلة بهدف خلق الفوضى وإفساد الاحتفالية."

بعد تلك الأحداث التي شهدتها كركوك قرر الحزب الديمقراطي الكوردستاني تعليق احتفالات "الفوز في الانتخابات" في كركوك.

دياري حسين، نائب رئيس مجلس قيادة كركوك-كرميان للحزب الديمقراطي الكوردستاني صرح لوسائل إعلام الحزب حول أحدث الليلتين الماضيتين بأن "المشكلة نشأت حول مسألة بسيطة، شخص شوفيني بالقرب من تجمع مناصرينا اعتدى على أحد شباننا ومن هناك تطورت المشكلة، ولم يقم أي من كوادرنا أو من بيشمركة حزبنا بالاعتداء على القوات الأمنية العراقية."

قيادة شرطة كركوك التي تتولى مسؤولية الملف الأمني لمدينة كركوك بالتنسيق مع قوات اللواء 61 الخاص وأجهزة أمنية أخرى في بيان ليلة أمس، 12 تشرين الأول، "نرى بأن من حقنا اتخاذ كافة الاجراءات القانونية تجاه الذين يحاولون العبث بأمن واستقرار المدينة، من واجبنا حماية المواطنين وممتلكاتهم."

الديمقراطي الكوردستاني الذي قاطع الانتخابات البرلمانية السابقة في كركوك، شارك في الانتخابات البرلمانية المبكرة التي جرت في العاشر من تشرين الأول الجاري وتمكن، حسب النتائج الأولية، من الفوز بمقعدين عن المحافظة، في المقابل تراجع عدد مقاعد الاتحاد الوطني من ستة الى ثلاثة مقاعد.

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT