معاناة النازحين تتفاقم .. المياه في مخيمات دهوك ترهق قاطنيها

طفلة نازحة في العراق تغسل يديها بالماء     تصوير: منظمة اليونيسيف

عمار عزيز – دهوك

حلول الصيف وارتفاع درجات الحرارة فاقم معاناة النازحين واللاجئين في مخيمات دهوك، في ظل شح المياه الصالحة للاستخدام البشري وتجاهل المنظمات الانسانية.

حسب متابعات (كركوك ناو)، استفحلت أزمة المياه في ثلاثة مخيمات تأوي النازحين واللاجئين في دهوك بعد أن سحبت منظمة اليونيسيف التي كانت تشرف على هذا الملف فرقها من تلك المخيمات قبل حوالي 20 يوماً.

"نعاني من شح المياه منذ سنة، لكن بعد انسحاب اليونيسيف تفاقمت المشكلة، إن كانت تلك المنظمة سابقاً تعيد تأهيل أنابيب المياه المكسورة أو المشاكل الأخرى التي تعيق وصول المياه النظيفة الى سكان المخيم، فلا أحد يقوم بذلك الآن، قبل أيام توليت بنفسي وعلى حسابي الخاص تصليح أحد الأنابيب المكسورة"، هذا ما قاله رائد فالح، نازح مقيم في مخيم مامليان، لـ(كركوك ناو).

رائد من أهالي ناحية القلعة التابعة لناحية بعشيقة بنينوى ويقيم في مخيم مامليان الواقع في قضاء عقرة (آكري) بمحافظة دهوك منذ عام 2015. شح المياه أنسى رائد لهيب الصيف ويخشى أن تزداد معاناتهم في النزوح بسبب غياب المساعدات التي كانت توفرها المنظمات الانسانية.

رائد متزوج وأب لأربعة أطفال، حاجة عائلته ازدادت مع تجاوز درجات الحرارة 40 درجة مئوية، ويبين رائد لـ(كركوك ناو) بأن مياه الشرب تُضخ يومياً لمدة 15 الى 20 دقيقة وهي غير كافية لملء خزاناتهم، لذا يضطر لجلب المياه بالجريكانات من أماكن أخرى.

campi shexan 2021 (31)

شيخان / 2021/ طفلان نازحان يمسكان بخرطوم ماء في مخيم شيخان للنازحين   تصوير: خاص بـ(كركوك ناو) 

تعيش حالياً 170 عائلة مؤلفة من أكثر من 860 شخصاً في مخيم مامليان.

مدير دائرة الهجرة والمهجرين واستجابة الأزمات التابعة لحكومة اقليم كوردستان في محافظة دهوك، ديان جعفر، قال لـ(كركوك ناو) "مشكلة شح المياه موجودة في مخيمات دوميز الأولى والثانية الخاصة باللاجئين اضافة الى مخيم مامليان، وظهرت هذه المشكلة ذلك بعد انسحاب اليونيسيف التي كانت تشرف على شؤون توزيع المياه".

يأوي مخيما دوميز في دهوك أكثر من 41 ألف شخص.

دلير علي، نازح من نينوى يعيش في مخيم مامليان منذ أكثر من سبع سنوات، وكان يعمل سابقاً مع منظمة اليونيسيف وهو الآن يؤدي مهامه بصورة تطوعية، "أعمل كمتطوع منذ أكثر من 20 يوماً، لأن أعمال اليونيسيف هنا انتهت، إذا حدثت مشكلة في مكان ما بالمخيم أوظف خبرتي وامكانياتي لمعالجتها، لكن إصلاح الأنابيب يحتاج الى أموال ولا استطيع إنجازها على نفقتي الخاصة".

ولفت دلير الى أن هناك بئران ارتوازيان في مخيم مامليان وأحياناً يحتاجون الى مساعدة المنظمات الانسانية في حال تضرر أنابيب نقل المياه، "لأننا سنستمر في العمل بشك تطوعي حتى مطلع الشهر المقبل وإذا لم تحل جهة محل اليونيسيف سنترك العمل".

الى جانب العمل على تأمين مصادر لمياه الشرب داخل المخيمات تسعى اليونيسيف، حسبما جاء في بياناتها السابقة، الى إيصال المياه النظيفة لجميع المواطنين.

داود أحمد، نازح من سنجار ويعيش منذ حوالي ثمان سنوات في مخيم باجيد كندالا، بالرغم من أن اليونيسيف لم تكن تشرف على هذا المخيم لكن مشكلة شح المياه ضربت المخيم مع قدوم الصيف، "لا تصلنا كميات كافية من المياه، بالرغم من وجود ثلاثة آبار ارتوازية في المخيم، نواجه مشاكل بين فترة وأخرى، مثل تعطل مضخات المياه أو تضرر الأنابيب".

يتواجد في اقليم كوردستان أكثر من 664 ألف نازح، يتوزع قسم منهم على 26 مخيماً في محافظات دهوك، أربيل والسليمانية، فضلاً عن 10 مخيمات تأوي اللاجئين.

awara-12-1

مخيم مام رشان للنازحين في قضاء عقرة (آكري) بمحافظة دهوك   تصوير: كركوك ناو 

يقول ديان جعفر بأنهم بصدد السيطرة على مشكلة شح المياه في مخيمات دوميز، "مشكلة مخيم مامليان أيضاً ليست بذلك الحجم والجهات المعنية تحاول معالجتها"، ويخشى ديان جعفر حدوث ما هو اسوء، لأن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR) التي تشرف على المخيمات الأخرى في عقرة (آكري) وبردرش ستنسحب في شهر تموز المقبل.

"هذه مشكلة كبيرة ونسعى لأن تتعاون الحكومة العراقية معنا للتعامل معها"، بحسب ديان جعفر.

من جانبها قررت منظمة WFP ايقاف المساعدة المالية التي كانت تقدمها شهرياً لسكان المخيمات في اقليم كوردستان.

باستثناء نينوى، أغلقت الحكومة العراقية مخيمات النازحين في جميع المحافظات الأخرى وأعيدوا الى مناطقهم الأصلية، ما عدا مخيمات اقليم كوردستان التي تم الابقاء عليها بموجب تفاهم مع حكومة اقليم كوردستان حيث يرفض النازحون المقيمون فيها لعودة الى ديارهم بحجة عدم استتباب الأمن وانعدام الخدمات الأساسية. 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT