نازحـو الـهول يـعاد دمـجهم بالـمجتمع

نينوى/ 18 نيسان 2023/ إغلاق البوابة الرئيسية لمخيم الجدعة 5. تصوير: وزارة الهجرة والمهجرين

كركوك ناو – نينوى

النازحون العراقيون المقيمون في مخيم الهول بسوريا، بعضهم يعرفون بـ"عوائل مسلحي داعش"، ستتم إعادتهم الى مناطق سكنهم الأصلية في المحافظات العراقية، بعد قضاء فترة مؤقتة في مركز للتأهيل الاجتماعي.

لم تتبق مخيمات للنازحين في محافظة نينوى باستثناء مخيم الجدعة، المخصص لتأهيل ودمج العوائل التي تعيش في النزوح منذ سنوات بالمجتمع.

علي عمر كعبو، نائب محافظ نينوى لشؤون النازحين والمنظمات قال لـ(كركوك ناو)، "بين فترة وأخرى سيتم إعادة عدد من العوائل العراقية من مخيم الهول وستبقى هذه العوائل لفترة تتراوح بين اسبوع واسبوعين في مركز الجدعة، قبل إعادة دمجهم بالمجتمع".

مخيمات الجدعة في نينوى، أعدّت خلال السنوات الماضية لاستقبال نساء وأطفال وأقارب مسلحي داعش من حملة الجنسية العراقية، بعد إعادتهم من سوريا، نحيث كان أكثر من 30 ألف مواطن عراقي يقيم في مخيم الهول السوري.

إعادة هذه العوائل المتهمة بصلتها بداعش أثارت فيما مضى احتجاجات في عدة مناطق نينوى تطورت الى اشتباكات في بعضها، وفي عام 2019 خططت الحكومة لإنشاء مخيم العملة بناحية الزمار غربي نينوى وتخصيصه لإيواء عوائل داعش، لكن أعمال المشروع توقفت بسبب الاحتجاجات، ورغم التنديد بإنشاء مخيم الجدعة إلا أن الحكومة العراقية فتحت المخيم.

شريف سليمان، رئيس لجنة الهجرة والمهجرين في البرلمان العراقي قال لـ(كركوك ناو)، "في مركز التأهيل سيتم فتح ورشتي عمل أو دورتين لنازحي الهول قبل إعادة دمجهم بالمجتمع، وهذا قليل جداً حيث أن هناك حاجة لمزيد من العمل على النازحين، لذا فإن إعادتهم الى المجتمع بهذه الطريقة أمر سيء وخطير".

jd3a (2)
نينوى/ نيسان 2023/ إعادة آخر وجبة من العوائل النازحة المقيمة في مخيم الجدعة-5 قبل إغلاقه. تصوير: وزارة الهجرة والمهجرين 

وزارة الهجرة والمهجرين أغلقت في 18 نيسان من هذا العام آخر مخيمات نينوى وهو مخيم الجدعة 5، بعد إعادة سكانه الى مناطقهم في نينوى، كركوك، صلاح الدين وعدة محافظات أخرى.

في 19 نيسان 2023، نشرت الأمم المتحدة بياناً أعربت فيه عن قلقها إزاء تداعيات إغلاق المخيم وطالبت العراق بـ"ضمان سلامة الأسر التي اضطرت لمغادرة المخيم من دونِ منح إخطار كاف ليكون النازحون والمجتمعات المستضيفة على استعدادٍ لذلك".

وأكدت الأمم المتحدة في بيانها التزامها بمبادئها التي تدعو إلى "العودة الطوعية والمنظمة والآمنة والكريمة لجميع النازحين داخلياً"، حاثة السلطاتِ المعنيةَ على "ضمان أن يكون النازحون قادرين على العودة إلى منازلهم أو مناطق سكنهم المعتادة، والاندماج بالمجتمعات المحلية أو الانتقال طواعيةً إلى أي منطقة أُخرى في البلاد بطريقة آمنة وكريمة".

 وأوضح النائب شريف سليمان أن مخيم الجدعة كان يضم نازحين عراقيين جاؤوا من مخيم الهول السوري، "رغم أنهم غيروا اسماءهم لإعادة التأهيل والادماج بالمجتمع، حتى الآن لا يوجد مركز تأهيل جيد في العراق، قلنا مراراً بأن ما يجري الآن خطأ، لكن دون جدوى، إعادة دمج تلك العائل بالمجتمع خلال هذه المدة القصيرة أمر غريب وغير منطقي"، بحسب شريف سليمان.

منذ أواسط عام 2014، أنشأت الحكومة العراقية 15 مخيماً لنازحي حرب داعش في محافظة نينوى، قبل أن تُغلق جميعها في نيسان الماضي، باستثناء مخيمات اقليم كوردستان التي تسعى الحكومة الاتحادية لإغلاقها ايضاً كجزء من المنهاج الوزاري لحكومة محمد شياع السوداني.

وقال نائب محافظ نينوى لشؤون النازحين والمنظمات، "حوالي ألف عائلة كانت تعيش في مخيم الجدعة الأخير، لكن جميعها عادت الى مناطقها، بعضهم كانوا عوائل مسلحي داعش"، وبين أن 80 عائلة توجد الآن في مركز الجدعة لتأهيل وإدماج النازحين.

ezidi-12
نينوى / أيار 2021/ تجمع احتجاجي لعدد من سكان سنجار ضد إعادة النازحين من مخيم الهول السوري الى مخيم الجدعة   الصورة: مرسلة من قبل المتظاهرين الى (كركوك ناو)

وأضاف علي عمر كعبو أن شؤون المركز لا علاقة لها بإدارة محافظة نينوى بل تخضع مباشرةً لوزارة الهجرة والمهجرين وهي التي تشرف على "نقل عوائل داعش من سوريا الى العراق ومن ثم دمجهم بالمجتمع بعد قضاء فترة التأهيل في المركز".

أول وجبة من نازحي الهول أعيدت الى العراق في أيار 2021 واستقبلوا في مخيم الجدعة الذي أنشأ بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة (IOM) في مكان يبعد أقل من 100 متر عن قرية الجدعة، 15 كم عن مركز ناحية القيارة (60 كم جنوبي الموصل).

مدينة الموصل ومعظم مناطق نينوى رزحت لثلاث سنوات تحت سيطرة مسلحي تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام-داعش"، تعرضت خلالها مئات الآلاف من جميع مكونات المحافظة الدينية والقومية للقتل، الاختطاف، العنف والتهجير. 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT