تنظيم الأسرة يواجه تحديات
أطراف كركوك تعاني من نقص الموارد والدعم

كركوك/2025/ حملات ميدانية للتثقيف الصحي. تصویر: إعلام دائرة صحة كركوك

ايناس الحسن – كركوك

لا تزال وسائل تنظيم الأسرة غير شائعة في المناطق المحيطة بكركوك، وخاصة في المناطق النائية، كما أن نقص الموارد والدعم جعل الأمر أكثر تحدياً.

تكثف الحكومة الاتحادية العراقية مساعيها للمباعدة بين الولادات لمدة تتراوح بين سنتين وثلاث سنوات وذلك عن طريق توفير الخدمات الصحية ووسائل منع الحمل بهدف إعادة تنظيم الأسرة. والمساعي تأتي في إطار الإستراتيجية الوطنية لتنظيم الأسرة (2021-2025) والمباعدة بين الولادات التي وصلت الى المراحل الأخيرة للتنفيذ.

تم الإعلان عن المشروع أواخر 2020 بإشراف وزارة الصحة العراقية وبالتنسيق مع صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، لتكون بمثابة خارطة طريق لتحسين صحة الأمهات والأطفال، الحد من الفقر وتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي وقع عليها العراق.

علي خطاب عمر، مدير المركز الصحي بناحية الزاب، أكد أن تطبيق استراتيجية تنظيم الأسرة في المناطق الطرفية لا يزال يواجه تحديات عديدة تتعلق بنقص الموارد والدعم، رغم الجهود المبذولة من الكوادر الصحية. وأشار إلى أن الدعم المخصص لخدمات تنظيم الأسرة حاليًا شبه معدوم، سواء من حيث الميزانية أو المواد والمستلزمات المطلوبة.

"نستلم كميات من الأقراص وبعض الوسائل، لكن تبقى الخدمات محدودة ما لم يتوفر دعم فعلي ومتواصل خاصة بجانب التوعية مراجعاتنا قليلات جداً".

ولفت إلى أن عدد المراجعين لخدمات تنظيم الأسرة في المركز لا يتجاوز 15 حالة شهريًا، وهو رقم ضئيل مقارنة بالكثافة السكانية في الناحية. وأرجع السبب إلى ضعف التوعية المجتمعية وعدم القدرة على تنفيذ حملات خارج المركز بسبب نقص في وسائل النقل والدعم اللوجستي للكوادر في الأطراف .

الاستراتيجية الوطنية لتنظيم الأسرة حسبما تم التأكيد عليه في مبادئها التوجيهية، تعتبر الدولة المسؤولة الرئيسية عن طريق تقديم خدمات تنظيم الأسرة كجزء من حزمة صحة انجابية متكاملة وفقاً لمعايير الجودة العالية ومجانية.

SRHR.Kirkuk
كركوك/2025/ حملات ميدانية للتثقيف الصحي. تصویر: إعلام دائرة صحة كركوك

محافظة كركوك تضم أكثر من 60 مركزًا صحيًا رئيسيًا و67 مركزًا فرعيًا، تقدم أيضاً خدمات تنظيم الأسرة.

وأوضح عمر أن الكوادر الصحية في المركز مستعدة لتقديم الخدمات، لكن الإمكانيات لا تسمح بتنفيذ برامج توعوية فعالة أو الوصول للمجتمعات النائية. وقال "لدينا وحدة تعزيز صحة ووحدة تنظيم الأسرة، لكننا لا نملك الوسائل اللازمة لتفعيلها كما يجب. حتى السيارة المتنقلة التي حصلنا عليها سابقًا توقفت عن العمل دون بديل".

منذ إعلان الاستراتيجية أطلقت الحكومة العراقية حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لحث المواطنين على المباعدة بين الولادات لسنتين.

الاستراتيجية تشمل النساء، الرجال، الأزواج والذين يعتزمون الزواج.

كما بيّن أن التركيز المؤسسي غالبًا ما يكون على مراكز المدينة، في حين تعاني الأطراف من غياب التوزيع العادل للدعم والموارد. وأضاف مدير المركز الصحي في ناحية الزاب "نأمل أن تكون هناك موازنة خاصة وثابتة تضمن استمرار وتوسيع برامج تنظيم الأسرة، أسوةً ببرامج التحصين التي تتلقى دعمًا مستمرًا، من خلال الحملات ووسائل النقل.”

واكد على أهمية تعزيز الشراكة بين قطاع الصحة، الإعلام، ومنظمات المجتمع المدني لزيادة وعي المجتمع، داعيًا إلى توجيه المزيد من الاهتمام إلى المناطق الريفية التي تحتاج لتكثيف الجهود في التوعية والوصول إلى النساء في منازلهن.

تشير الإحصائيات إلى انخفاض عدد الولادات في كركوك من أكثر من 40 ألف حالة في عام 2023 إلى 39 ألفًا وستمائة في 2024. وإذا تمت المباعدة بين الولادات لسنتين على الأقل ستنخفض وفيات الأطفال في الأعمار من 1 إلى 4 سنوات بنسبة 21 بالمائة كما ستنخفض وفيات الأطفال الرضع بنسبة 10 بالمائة، حسبما أشار اليه مضمون الاستراتيجية.

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT