إنجاب الاطفال وتغيير الديانة والخوف تعيق عودة مئات المختطفات الايزيديات من مخيم الهول

سوريا، صورة لمخيم الهول غربي الحسكة على ارتفاع خمسة الاف متر تصوير: خاص بكركوك ناو

ابراهيم الايزيدي - سنجار

الخوف من العودة وإنجاب الاطفال مع تغيير دياناتهم، أصبح عائقا امام عودة مئات النساء والفتيات الايزيديات من سوريا الى العراق، اللاتي يرفضن الكشف عن هوياتهن للجان التي تبحث عن المختطفات الايزيديات في مخيم الهول بسوريا.                                                                             

مخيم الهول، احد اكبر مخيمات النازحين في سوريا ويقع غربي مدينة الحسكة، يسكن 72 الف شخصا فيه وتخضع حالياً لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي.

اصبح المخيم ملاذاً آمناً للفارين والمعتقلين من تنظيم داعش مع عوائل التنظيم الذين نزوحوا الى المخيم بعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على بلدة باغوز اخر معاقل داعش في سوريا.

وتسكن مئات الفتيات والنساء الايزيديات في مخيم الهول بحسب مسؤولين تحدثوا لـ (كركوك ناو) الا ان ثلاثة معوقات تعرقل عودة الفتيات والنساء الايزيديات اللاتي يسكنن في المخيم، على الرغم من التسهيلات التي تقدمها الجهات المعنية لهن، الا انهن يرفضن الكشف عن هوياتهن.

عزيزة تكشف خفايا بقائها في مخيم الهول

عزيزة صبري، فتاة ايزيدية كانت تسكن مخيم الهول في سوريا الى ما قبل عام، وذلك بعد بقائها تحت سيطرة تنظيم داعش لاربعة اعوام، وكانت تخشى من كشف هويتها لادارة المخيم.

وقالت عزيزة لـ (كركوك ناو) "بعد استعادة مدينة ديرالزور من داعش اواخر عام 2017، نزحنا باتجاه قوات سوريا الديمقراطية مع مئات الاشخاص اغلبهم كانوا من عوائل داعش، وعند وصولي الى مقاتلي سوريا الديمقراطية، خفت كثيرا من ان اكشف هويتي الحقيقية".

عندما قررت قوات سوريا الديمقراطية، تحويل عزيزة مع مئات النازحين الى مخيم الهول، رفضت عزيزة، الناجية الايزيدية الكشف عن هويتها مرة اخرى لادارة المخيم، بسبب الخوف الذي ولدت بداخلها عندما كانت تحت سيطرة داعش وقالت "كانوا يسمون الايزيديين بالكفار وجبل سنجار بمقعل الكافرين".

تواصل عزيزة "عندما كنا تحت سيطرة تنظيم داعش، كانوا يقولون لنا بأنهم قضوا على جميع الايزيديين، ومن يرجع مرة اخرى الى تلك المناطق، سيتعرض للذبح في حال القبض عليه"، وبسبب ذلك كانت عزيزة تخشى من كشف هويتها الحقيقية.

عراقيل عودة الايزيديات

مستشار النازحين في شمال سوريا يقول بأن "الخوف وإنجاب المختطفات الايزيديات اطفالا من داعش وتغيير البعض لديانته واعتناق الاسلام، اجبرت مئات الايزيديات برقض العودة الى العراق وموطن الايزيديين".

ezedii
سنجار، فتاة ايزيدية تلتقي بأهلها بعد اختطافها من قبل داعش قبل خمسة اعوام تصوير: ابراهيم ايزيدي

وقال مستشار مخيمات النازحين في ادارة كانتون الجزيرة بشمال سوريا، رۆژهات علي في حديث مع (كركوك ناو) "في البداية تمكنا من العثور على عدد كبير من المختطفات الايزيديات بسبب سهولة اجراء التحقيقات لكشف هويات النازحين، ولكن مع القضاء على داعش وتوجه عدد كبير من عوائل داعش وتسليم أنفسهم الى قوات سوريا الديمقراطية، أصبح الوضع أكثر صعوبة من السابق، لاننا كنا نستقبل في بعض الاوقات 10 الاف شخص يوميا، ولم نكن نستطيع التحقيق معهم كالسابق للعثور على المختطفات الايزيديات".
وأضاف ان "عدد اخر من الايزيديات أنجبن اطفالا من داعش ويرفضن التخلي عن اطفالهن مقابل العودة الى العراق، وخصوصا بعدما افتى المجلس الروحاني الايزيدي بعدم استقبال اطفال الذين انجبتهم الايزيديات من افراد التنظيم".

والعائق الثالث امام عودة الايزيديات كما اشار اليه رۆژهات اثناء حديثه مع (كركوك ناو) ان "عدد من الناجيات يشعرن بالخوف من العودة، خوفا من تعرضهن للقتل من قبل ذويهن". الا بعض الاخر منهن يشعرن بالخوف من ان تعرضهن لمشاكل كبيرة في حال كشف هويتهن.

عدد اخر من الايزيديات أنجبن اطفالا من داعش ويرفضن التخلي عن اطفالهن مقابل العودة الى العراق

وقالت عزيزة والتي لم تكشف عن هويتها لاكثر من عام في مخيم الهول "زارني ادارة المخيم في احد الايام وقالوا بأن شقيقتي جاءت لرؤيتي، الا انني رفضت طلبهم ولم اكشف عن هويتي، وبعد ذلك وافقت على رؤية شقيقتي ومن ثم ذهبت بصحبة شقيقتي الى منزل الايزيديين في حسكة وبعد بقائنا هناك لمدة 20 يوما عدنا الى سنجار".

"توجد عشرات النساء والفتيات الايزيديات في المخيم، الا انهن يشعرن بالخوف كما كنت اشعر بها من تسليم انفسهن لادارة المخيم، والفتيات اللاتي انجبن اطفالا من داعش يرفضن العودة وترك اطفالهن الى المجهول" هذا ماقالته عزيزة.

زار وفد مكتب شؤون المختطفين الايزيديين ومجلس الروحاني الايزيدي مرتين في عام 2019، مخيم الهول للبحث عن الفتيات والمختطفات الايزيديات، الا انهم تمكنوا من اعادة عدد قليل من المختطفات.

ويقول رۆژهات ان "مشكلة اخرى هي يصعب العثور الى الايزيديات، عدم تعاون النازحين من داخل المخيم مع الادارة لنتمكن من معرفة ما ان يتواجد الايزيديين فيما بينهم ام لا".

توجد عشرات النساء والفتيات الايزيديات في المخيم، الا انهن يشعرن بالخوف كما كنت اشعر بها من تسليم انفسهن لادارة المخيم

في أعقاب حرب الخليج في تسعينيات القرن الماضي، أنشأت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مخيماً على مشارف بلدة الهول بالتنسيق مع الحكومة السورية.

الرئيس المشترك للبيت الايزيدي في كانتون الجزيرة قال في تصريح لـ (كركوك ناو) ان "مئات الفتيات والنساء الايزيديات لا يزالون متخفين في مخيم الهول، الا ان العدد اقل بكثير من الايزيديات اللاتي لا يزال مصيرهن مجهولا".

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT