هل سينتهي حلم الهجرة؟
حكومة الإقليم: ألمانيا تعتزم ترحيل 20 ألف لاجئ عراقي.. معظمهم إيزيديون

دهوك/ 2019/ مخيم كبرتو للنازحين الذي تعيش فيه أغلبية إيزيدية  تصوير: عمار عزيز

عمار عزيز- دهوك

لم يهنأ سالم بدل بالحلم الذي سعى له على مدار سنوات سوى مدة قصيرة، حيث تم ترحيله من أوروبا إلى العراق.

سالم أعيد من ألمانيا إلى إقليم كوردستان منذ بضعة أسابيع، بعد أن قضى وقتاً طويلاً لتحقيق حلم الوصول وصرف من أجله أموالاً كثيرة.

"توجهنا إلى ألمانيا في 2023، واجهنا الكثير من المصاعب وصرفنا الكثير من المال لكي نصل ، كان هدفي الوحيد هو الوصول إلى ذلك البلد"، بحسب سالم بدل، مواطن إيزيدي من سكنة ناحية خانكي بقضاء سيميل التابع لمحافظة دهوك.

تعد ألمانيا –بعد العراق- الموطن الثاني لأغلب الإيزيديين، بعض المصادر تتحدث عن وجود 230 ألف إيزيدي هناك.

"كان حلمي الإقامة في ألمانيا، لكن للأسف تم ترحيلي"، قضى سالم أقل من عامين ونصف في أوروبا، ويقول، "لست أنا فقط، هناك الآلاف ممن سيتم ترحيلهم، لا أعرف السبب بالتحديد".

تقوم الحكومة الألمانية بين فترة وأخرى بترحيل اللاجئين العراقيين إلى بلدهم، ويشمل الترحيل الإيزيديين أيضاً، رغم وجود مساعي لمعاملتهم بشكل مختلف بسبب الظروف التي مروا بها إبان حرب داعش.

مدير دائرة الهجرة والمهجرين والإستجابة للأزمات التابعة لحكومة إقليم كوردستان، بير ديان جعفر، قال لـ(كركوك ناو) إن "الحكومة الألمانية أبلغتنا رسمياً بأن 20 ألف شخص سيتم ترحيلهم إلى العراق، بينهم أعداد كبيرة من الإيزيديين الذين كانوا يقيمون في المخيمات وضمن حدود قضاء سنجار".

مصير الايزيديين أثناء حرب داعش كان من المواضيع المهمة بالنسبة للدول الأوروبية، بالأخص ألمانيا، ففي كانون الثاني 2023، أقر البرلمان الألماني الجرائم التي ارتكبت بحق الايزيديين على أنها جرائم "إبادة جماعية".

awara-ezidi-2024-ibrahim-3
نينوى/ 2024/ عودة عائلة إيزيدية من المخيم إلى سنجار   تصوير: إبراهيم إيزيدي

إيزيدو محافظة نينوى، بالأخص أهالي قضاء سنجار، تعرضوا في آب 2014 لهجمات تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام-داعش" التي أسفرت عن مقتل ألفين و293 أيزيدي، فضلاً عن اختطاف ستة آلاف و417 إيزيدي، بينهم نساء وأطفال، ولا يزال مصير أكثر من ألفين و500 منهم مجهولاً، إلى جانب نزوح وهجرة آلاف العوائل الإيزيدية، وذلك وفقاً لإحصائيات مكتب إنقاذ المختطفين الإيزيديين التابع لحكومة الإقليم.

حلم سالم بدل تبدد بعودته لكنه حزين من أجل بقية اللاجئين في أوروبا، "يجب مراعاة ظروف الإيزيديين والفواجع التي حلت بهم، بالتأكيد هذا الترحيل ظلم آخر بحق الإيزيديين".

ألمانيا التي يطلق عليها بلد اللاجئين، كثفت منذ سنوات حملاتها لترحيل اللاجئين العراقيين، وتشير إحصائيات غير رسمية إلى ترحيل ما يقرب من 500 إيزيدي خلال السنوات الأربع الماضية.

مدير دائرة الهجرة والمهجرين في إقليم كوردستان أشار إلى تسجيل أكثر من 180 إيزيدي جرى ترحيلهم من ألمانيا.

"في هذا الشهر سيتم استحداث قسم جديد في دائرتنا خاص بالأشخاص الذين يتم ترحيلهم من خارج البلد"، وأوضح بير ديان جعفر أن هذا القسم هو لتسجيل معلومات المرحلين لغرض إحالة قضاياهم للمنظمات الدولية من أجل مساعدتهم.

قسم من المرحلين يواجهون صعوبات في تأمين لقمة العيش بسبب تفشي البطالة، ويعيش بعضهم في أوضاع نفسية غير مستقرة.

وقال بير ديان جعفر، "منذ عام 2023، قررت الحكومة العراقية منح تعويضات مالية للمرحلين وتوفير فرص عمل لهم، لكن هذه التعويضات لم تشمل من تم إعادتهم إلى إقليم كوردستان والإيزيديين"، وأضاف بأن هناك مساعي من أجل ضمان شمول إقليم كوردستان بالتعويضات.

لا يزال أكثر من 150 ألف نازح إيزيدي يعيشون في مخيمات إقليم كوردستان ويعزفون عن العودة إلى مناطقهم الأصلية بحجة انعدام الخدمات والدمار الناجم عن الحرب وعدم استقرار الأوضاع.

"نحن الإيزيديين لا نعرف إلى أين نلجأ، قلنا مراراً وتكراراً بأننا نريد فقط أن نعيش، لم نطلب أكثر من ذلك، لكننا محرومون حتى من حق الحياة"، على حد قول سالم بدل. 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT