قضية النازحين في نينوى بين إمكانية الحسم واستحالته

نينوى 2019، نازحة في مخيم الجدعة جنوب الموصل، تصوير: كركوك ناو

كركوك ناو - نينوى

عزا مدير ناحية النمرود شرق مدينة الموصل احمد عبيد يوم الثلاثاء، 17 أيلول 2019 اغلاق مخيم النمرود ودمج العائلات التي تسكنه مع مخيمات النزوح الأخرى في الناحية، الى عدم وصول اعداد العائلات فيه الى الحد الذي وضعته وزارة الهجرة والمجهرين والتي اشترطت ان يكون اقل عدد في المخيم 500 عائلة وبخلافه يتم الغلق.

يقول عبيد في حديث صحافي خاص لـ (كركوك ناو)، ان" ثلاثة مخيمات للنازحين افتتحت بعد انتهاء عمليات التحرير في الناحية وهي (السلامية الأول والثاني والنمرود)، وان الحكومتين المحلية والمركزية والمنظمات قدمت المساعدات للنازحين المتواجدين في تلك المخيمات".

وأشار الى ان" عدد العائلات التي تقطن في مخيم النمرود بلغ 450 عائلة وهذا معارض لشروط وزارة الهجرة ما دفع بالجهات ذات العلاقة الى نقل العائلات الى مخيمات السلامية الأول والثاني، واغلاق المخيم بشكل نهائي".

وأوضح، ان "عدد العائلات في مخيم السلامية الأول يبلغ 1300، و3500 عائلة في مخيم السلامية الثاني".

ولفت الى ان" اتفاق بين محافظ نينوى منصور المرعيد ووزير الهجرة والمجهرين نوفل بهاء، يقضي بمنح النازح الراغب بالعودة الخيمة وجميع محتوياتها في إطار المساعي المبذولة الى تمكين النازحين من العودة نحو الديار".

مدير ناحية النمرود نفى "ما يشاع حول قطع المساعدات الإنسانية ومنع الخدمات عن النازحين لإجبارهم على العودة"، مؤكدا ان" الإدارة المحلية لناحية النمرود توفر كل ما يحتاج اليه النازح وفق الإمكانيات المتاحة".

وبين ان" النازح الراغب بالعودة عليه التوقيع على استمارة العودة الطوعية والتوقيع على استمارة استلام الخيمة وجميع المساعدات التي تحصل عليها من وزارة الهجرة والحكومة المحلية والمنظمات الإنسانية (المحلية والدولية)".

واكد، ان" جميع النازحين المتواجدين داخل ناحية النمرود يجرى معاملتهم وفق مبدأ الإنسانية ولا شيء اخر، اما الأمور الأخرى فهي من اختصاص القضاء العراقي والجهات الأمنية التي تقرر من هو بريء ومن هو مدان".

احمد عبيد طالب الحكومة الاتحادية الإسراع بصرف مخصصات العودة المالية والتي تعد مشجعة للعائلات النازحة على ترك المخيمات وتوجه نحو مناطقها الاصلية".

تواجد احدى العائلات في مخيم النمرود قبل ترحيلها

الموصل بحاجة الى السلم المجتمعي

من جانبه عد قائممقام قضاء الموصل زهير الاعرجي عدم حل ازمة النزوح بعد 3 سنوات على انتهاء عمليات تحرير الموصل بالأمر "المعيب"

وقال الاعرجي، في حديث خاص (لكركوك ناو)، ان" العائلات المدنية النازحة يجرى اعادتها بعد توفير احتياجاتها في مناطق سكناها، ولا يوجد اية مشكلة في ذلك، اما العائلات التي ينتمي أحد افرادها الى تنظيم داعش فان عودتها مرهونة بعقد الصلح المجتمعية".

وأشار الى ان" ناحية المحلبية التابعة الى قضاء الموصل (المحور الغربي)، جرى إعادة نحو 400 عائلة من اسر التنظيم بعد عقد الصلح المجتمعي العشائري الذي يقضي بعدم التعرض الى الاسر، وان يتحمل الفرد المذنب فقط عواقب جرائمه".

وبين ان" نينوى بحاجة الى السلم المجتمعي كي يعيش الجميع باستقرار، اما الذين ارتكبوا جرائم فالقانون كفيل بمحاسبتهم".

13 مخيما في نينوى

في الشأن ذاته قال عضو مجلس محافظة نينوى حسام الدين العبار ان 13 مخيما في نينوى 3 منها فقط تتواجد بها اسر تنظيم داعش.

يقول العبار في تصريح خص به (كركوك ناو)، ان" على الجهات الحكومية الإسراع بغلق جميع المخيمات بعد توفير البيئة الملائمة في المناطق المحررة من خلال توفير الخدمات وتعزيز الامن".

وتابع، ان" اسر تنظيم داعش يجب اخضاعها لبرامج توعوية ارشادية حتى تكون مهيئة للاندماج مع المجتمع من جديد".

Captiنينوى 2019، مخيم الجدعة السادس للنازحين التابع لناحية القيارة جنوب الموصل، تصوير: كركوك ناوon

عدم إمكانية استمرار النزوح

الى ذلك اكدت النائب عن نينوى محاسن حمدون عدم إمكانية السماح باستمرار مخيمات النازحين.

وذكرت في تصريح (لكركوك ناو)، ان" الحكومة مطالبة اليوم بتوفير الأجواء المناسبة في المناطق المحررة والعمل على إعادة اعمارها قبل البدء بإعادة النازحين بنحو عشوائي".

ولفتت الى ان" بعض النازحين يمتلكون السكن الا انهم يفضلون البقاء في الخيام للحصول على المساعدات لا أكثر".

عائلة نازحة تقطن في مخيم السلامية 

الموصليون مع عودة النازحين

يرى المواطن مصطفى النعيمي عودة النازحين الى الموصل ضرورية لإنهاء المعاناة والبدء بمرحلة جديدة.

يقول المواطن (لكركوك ناو)، ان" النزوح يعيق إمكانية العمل والاعمار والدعم الدولي والمحلي، لذا يجب على النازحين أنفسهم انهاء هذه المرحلة والعودة والمشاركة في الاعمار قدر الإمكان".

وكانت حكومة نينوى المحلية قد اغلقت مخيمين اثنين للنازحين في إطار خطتها الرامية الى اعادة جميع النازحين الى مناطق سكناهم وانهاء ملف النزوح، والتي واجهت تلك الخطة رفضا من قبل بعض الاطراف السياسية والشعبية وعدوا غاياتها انتخابية لا أكثر لمنع القانون النازحين من التصويت الا في مناطقهم الاصلية.

ويقع مخيم السلامية قرب مدينة الموصل الى محورها الشرقي ويأوي مئات النازحين، والموجودون في المخيم يعيشون منذ أكثر من 3 سنوات أوضاعا في غاية السوء جراء نقص المساعدات الإنسانية التي يتحصلون عليها وفق تصريحات إعلامية.

احد اطفال الموصل النازحين في مخيم نوروز باقليم كردستان

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT