الحرب الصامتة التي بدأت في بنجوين ضد سموم البطاريات المستعملة لم تحقق ما تصبو إليه، لأن البطاريات التالفة التي يتم جمعها لا يعاد تدويرها وأصبح الاحتفاظ بها عبئاً ثقيلاُ على الناشطين البيئيين، بل هناك مخاوف من أن تعود مجدداً للتربة.
حملة جمع بطاريات الساعات والهواتف المحمولة التي استمرت عامين في إطار مشروع (بنجوين مدينة التعلم) بهدف حماية البيئة من مخاطر سموم البطاريات قد توقفت.
توجد العديد من المعادن الثقيلة في البطاريات والتي تؤثر سلباً على البيئة والصحة العامة، حيث أن معظمها يتم رميها دون معالجتها، في الوقت الذي تحذر فيه هيئة حماية وتحسين البيئة في اقليم كوردستان من أن حرق البطاريات يؤدي الى انبعاث غازات سامة تلوث الهواء وفي حال تم طمر البطاريات ستؤثر على عناصر التربة والمياه الجوفية.
هيئة حماية وتحسين البيئة في إقليم كوردستان تحذر من أن البطارية تحتوي على معادن ثقيلة تؤثر سلباً على البيئة والصحة العامة، حيث أن معظمها يتم رميها دون معالجتها.
وأشارت الهيئة إلى أن "حرق البطاريات يؤدي إلى تلوث الهواء، وفي حال تم طمرها ستؤثر على عناصر التربة والمياه الجوفية".
الحملة تضمنت جمع بطاريات الأجهزة الالكترونية من المنازل، المحال والشوارع بهدف إعادة تدويرها.
المشرف على قسم البيئة في مشروع (بنجوين مدينة التعلم)، أوميد عمر، قال لـ(كركوك ناو)، "خلال السنتين الماضيتين جمعنا ما يقرب من طن من البطاريات المستعملة".
الحملة بدأت من قضاء بنجوين بمحافظة السليمانية وتوسعت فيما بعد لتشمل حلبجة، مدينة السليمانية وأقضية سيد صادق ودربنديخان.
تم في إطار الحملة نصب حاويات خاصة في الأسواق والمساجد وبعض الأماكن الأخرى.
وقال أوميد، "بعد عامين وبسبب عدم توفر مكان لتخزين البطاريات وتعذر إعادة تدويرها، اضطررنا لوقف حملة جمع البطاريات بصورة مؤقتة".
وأضاف أوميد، "في الوقت الحاضر، يتم تخزين قسم من البطاريات في مبنى مكتبة بنجوين العامة، أما القسم الآخر يتم تخزينه في منازل عدد من الأشخاص للاحتفاظ به لحين استلامه من قبل معمل خاص بإعادة التدوير".
تحتوي البطارية على معادن ثقيلة كالرصاص، الكادميوم، الليثيوم، المنغنيز، الفضة، الزئبق وغيرها، جميعها مضرة للصحة العامة والبيئة، لذا تؤكد هيئة حماية وتحسين البيئة على أن الحل الأمثل هو إعادة تدويرها.
المشرف على مشروع (بنجوين مدينة التعلم)، زانا عبدالرحمن، قال لـ(كركوك ناو)، "نتواصل منذ عام مع المسؤولين في محافظة السليمانية من أجل إيجاد حل للنفايات (البطاريات والنفايات الالكترونية) التي تم جمعها، النتيجة هي أن هذه النفايات لا يعاد تدويرها محلياً وربما لن تستطيع بلدية السليمانية إيجاد حل مناسب للمشكلة".
المتحدث باسم بلدية السليمانية، زردشت إبراهيم، قال لـ(كركوك ناو)، "هناك طريقة واحدة للتخلص من هذه البطاريات والنفايات الالكترونية، وهو طمرها في التربة بصورة علمية داخل حاويات متينة تمنع اختلاطها بالتربة، ويجب التخلص من البطاريات في المنطقة التي تجمع فيها".
ويأتي ذلك في حين يرفض القائمون على الحملة، من ضمنهم زانا عبدالرحمن، هذه الفكرة رفضاُ مطلقاً.
يقول زانا، "الحملة صممت من أجل حماية البيئة وليس زيادة حجم الأضرار، لأن سموم كل بطارية تلوث مساحة كبيرة من التربة ويتطلب تحللها في التربة مدة طويلة"، وأضاف "سننتظر حتى تتمكن جهة ما من إعادة تدويرها".
أهمية المشروع تأتي في وقت تتزايد فيه نفايات البطاريات، وكذلك الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر، ما يؤدي بشكل مباشر إلى تلوث البيئة والتربة والمناخ.
وفقاً لإحصاية لبلدية السليمانية، يباع يومياً في محافظة السليمانية –بنجوين قضاء تابع للمحافظة- أكثر من 200 كيلوغرام من البطاريات، ويجمع فقط 15 كيلوغرام من النفايات.
المشرف على قسم البيئة في مشروع (بنجوين مدينة التعلم)، أوميد عمر، قال إن "الحملة كانت بمثابة تشجيع مهم للمواطنين، حيث باتوا الآن يحرصون على أخذ البطاريات التالفة والمستعملة إلى المحال والمساجد التي نصبت فيها حاويات لهذا الغرض".
خبير علوم البيئة، صالح نجيب، قال لـ(كركوك ناو)، "إذا تم حفظ البطاريات المستعملة في حاويات بلاستيكية أو أماكن خاصة بتخزين البطاريات، فالمواد الموجودة فيها لن تشكل تهديداً، لكن إذا اختلطت بالتربة والمياه الجوفية فستشكل تهديداً أبدياً على البيئة".
"لا يوجد حل آخر سوى إعادة تدويرها. في الحقيقة، يتم إعادة تدويرها في العديد من البلدان،كالهند والصين، ولكن بالطريقة التقليدية، فخلال عملية الصهر تعود بعض المواد للهواء وتسبب أضراراً للبيئة".
وقال صالح إن التهديد الموجود على البيئة والصحة كبير لدرجة يجب على الحكومة أن تدخل جدياً على الخط.
زينو خالد، أستاذة جامعية ومختصة في مجال التلوث البيئي قالت لـ(كركوك ناو) إن "ذوبان المواد داخل التربة وامتزاجها بمصادر الغذاء كالنباتات الربيعية والأشجار، يؤثر على دورة الغذاء وتسميم المصادر الغذائية، لأنها ستمتص المواد السامة الموجودة في البطاريات وتنتقل بالتالي للإنسان".