قصتي
باسمة الصفار تزوجت الفن، لكنها تطمح للمزيد
نينوى/ حزيران 2021/ الفنانة الألقوشية باسمة الصفار   تصوير: عمار عزيز

أتحدى أن يكون هناك شخص خدم الثقافة والفن في المنطقة مثلي

باسمة الصفار تزوجت الفن، لكنها تطمح للمزيد

  • 2021-08-24

أفنت باسمة الصفار نصف عمرها في خدمة الثقافة والفن في بلدتها، دون أن تنال أي امتيازات، حتى أنهم يبخسون عليها بعضوية نقابة الفنانين، رغم ذلك تواصل باسمة عملها بنفس الحماس.

باسمة اسم بارز في ناحية ألقوش، الكثيرون يعرفونها عن طريق لوحاتها وتطريز الأزياء الشعبية وكذلك أعمالها المسرحية.

"أتحدى أن يكون هناك شخص خدم الثقافة والفن في المنطقة مثلي، ما أنجزته يعد ثورة كبيرة في مجال الفن"، هذا ما قالته باسمة الصفار لـ(كركوك ناو).

قبل 30 سنة، استهلت باسمة مشوارها الفني وتحديداً في مجال الرسم الذي كانت شغوفة به منذ أن كانت في سن المراهقة وحتى هذا اليوم وهي تكمل سن الـ62، فهي تصف نفسها بعاشقة الفن.

basima safar (1)-1

نينوى/ باسمة الصفار ترسم لوحة فنية   تصوير: الصورة مأخوذة من صفحة باسمة الصفار على موقع فيسبوك

تقول باسمة، "تزوجت الفن". حب باسمة للفن تخطى العديد من التحديات، أصعبها كان سوء الحالة المعيشية، والأسوأ هو أنها تعيش لوحدها دون أن يساعدها أحد.

يتسنى لباسمة تأجير الأزياء التراثية التي تطرزها بنفسها مرة أو مرتين خلال العام، وتقبض ما بين 15 ألف الى 20 ألف دينار عن كل قطعة، وأحياناً تقوم ببيع الملابس التراثية، اذا سمحت لها الظروف المتأزمة بسبب كورونا.

"منذ صغري، أعشق الفن وخياطة الأزياء التراثية المسيحية؟"

انقطعت باسمة عن الدراسة وهي لا زالت صغيرة في العمر، فتحصيلها الدراسي هو الخامس الابتدائي، لكنها تؤمن بأن عدم نيلها شهادات لم يؤثر على مواهبها الفطرية.

"جميع أعمالي يدوية، لا استخدم أية أجهزة أو وسائل أخرى. تمكنت خلال شهرين فقط من صنع أكثر من 200 دمية للأطفال، لكن أحداً لم يلتفت اليها، لأنني لا أملك مكاناً أعرض فيه تلك الدمى"، حسبما قالت باسمة، مناشدةً المسؤولين في العراق واقليم كوردستان بتوفير قاعة صغيرة تعرض فيها أعمالها اليدوية والفنية.

مواهب باسمة الفنية منعكسة على المنزل الذي تعيش فيه، فقد علقت العديد من اللوحات الفنية على جدران المنزل الخارجية، أما من الداخل فتبدو الجدران كأنها متحف ثقافي.

يقع منزل باسمة في مركز قضاء ألقوش، في زقاق قديم وضيق، يملك المنزل تصميماً تراثياً يُعرف بالتصميم الشرقي، ويتألف من مطبخ، ثلاثة غرف، اثنتان منها مخصصة للأزياء التراثية والأعمال الفنية، وتتبقى غرفة واحدة فقط تجلس وتنام فيها باسمة.

basima safar (11)

نينوى/ حزيران 2021/ باسمة الصفار زينت باحة منزلها في ناحية ألقوش باللوحات والأعمال الفنية   تصوير: عمار عويو

تجد داخل المنزل معرضاً كبيراً للأعمال اليدوية والفنية، ترى النقوش في كل زاوية، حتى براميل النفط قد تم تزيينها. العديد من الناس يزورون منزل باسمة الصفار لرؤية مواهبها والتعرف على تراث ألقوش. تقول باسمة بأن المنزل صغير جداً مقارنة بنتاجاتها الفنية ولا أحد مستعد لتأمين مكان ملائم لها.

وتضيف "أقوم بتزيين منزلي منذ 10 أعوام، لكنني سأضطر للأسف الى بيعه."

"أتمتع بالشهرة على مستوى العراق و اقليم كوردستان بسبب الخدمة التي قدمتها على مدار 30 عاماً، لكنهم يبخسون علي بعضوية نقابة الفنانين، في حين ترى أناساً لم يقدموا شيئاً للفن يستلمون  رواتب شهرية تصل الى مليون دينار."

تعمل باسمة الصفار في مجال الكتابة و المسرح ايضاً، حيث شاركت كممثلة و مخرجة في عشرات الأعمال الدرامية، كما عرضت مسرحياتها في عدة مدن عراقية، ومن أعمالها المسرحية (تميلا نخريوتا)، (مرأشياتا تا حوبا)، (بختا مر حجياتا)، (حقوق المرأة) و مسرحية (كورونا).

بعد وفاة والديها، تعيش باسمة لوحدها. فضلاً عن الفن، كانت باسمة في فترة شبابها رياضية و مدربة، وتقول بأنها لعبت دوراً في تطوير إمكانيات عشرات اللاعبات في كرة الطائرة، كرة القدم و كرة السلة، كما أنها لعبت جنباً الى جنب مع الرياضيين من الذكور، "كنت قوية لدرجة أنني كنت استطيع رفع قنينة غاز معبأة بيد واحدة... نظراً لقابلياتي، طلبت مني  وزارة التربية أن أصبح معلمة، كنت مشهورة جداً و حصلت على مداليات."

فيديو: باسمة الصفار تتحدث لـ(كركوك ناو) في منزلها بناحية ألقوش عن أعمالها اليدوية

 الوحدة وغياب الدعم من قبل الحكومة "أصابني بالملل والتعب"، بعد سنوات من مجابهة الصعاب والتحديات، بتت الآن أفكر ليس فقط في مغادرة منزلها الفني، بل مغادرة أرض آبائها وأجدادها أيضاً.

"أريد أن اقضي ما تبقى من عمري خارج العراق"، هذا ما قالته باسمة الصفار.  

 

أكثر

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT