قصتي
ليلى.. قوتها عنوان نجاحها
ليلى بيسو 33 عاما تصوير: عمار عزيز

لا تقتصر عمل المرأة في تربية الاطفال فقط، بل وبإمكانهن منافسة الرجال في العمل وتوجد بعض النساء أكثر تفوقا من الرجال في مجال عملهن

ليلى.. قوتها عنوان نجاحها

  • 2019-10-08

"يجب ان تكون المرأة قوية، لتصبح ناجحة في عملها وحياتها اليومية"، ليلى بيسو 33 عاما، وتُعرف نفسها بالمرأة القوية، هكذا بدأت تسرد قصة نجاحها وتقول بإمكان الجميع تخطي صعوبات الحياة.

ليلى فتاة ايزيدية، لديها ثمانية اشقاء وخمسة شقيقات وتقول بأنها مختلفة عن جميع افراد عائلتها، كونها لم تستسلم لصعوبات الحياة وتمكنت من التفوق في نهاية المطاف.

كانت ليلى في السابعة من عمرها عندما بدأت الدراسة في مسقط رأسها بسنجار، الا انها تركت الدراسة بسبب ظروف عائلتها الصعبة في عام 2005 عندما كانت في الصف الخامس الاعدادي.

كانت ذلك اول سقوط بالنسبة للشابة ليلى، كونها كانت تحلم بأنهاء دراستها.

بدأت ليلى العمل رغما عنها لمساعدة عائلتها وخصوصا شقيقها الاصغر من خلال الراتب الذي كانت تتسلمه شهريا.

دخلت ليلى في عام 2008 الحياة الزوجية، ورزقت فيما بعد بطفلين وفي عام 2011 عادت مرة اخرى لتحقيق حلمها من خلال اداء الامتحانات الخارجية للصف السادس الاعدادي في محافظة دهوك وذلك بعد انقطاعها عن الدراسة لأكثر من ستة اعوام.

"تمكنت من اداء الامتحانات الخارجية، ولكنني لم احصل على الدرجة عالية، كنت اعمل وامتحن واهتم بطفلي في نفس الوقت" ليلى بيسو قالت ذلك.

فقدت ليلى الامل مرة اخرى، بعدما حصلت على درجة غير متوقعة بعد اداء امتحانات خارجية وعدم تمكنها من دخول الكليات أو المعاهد الحكومية، الا انها لم تستسلم مرة اخرى.

وبعد ذلك، دخلت المعهد التقني الاهلي قسم الادارة والاعمال وانهت دراستها في المعهد بالتوفق.

وقالت "بدعمي زوجي وشريك حياتي، تمكنت من انهاء دراستي، ولكنني كنت اصطحب اطفالي اغلب الاوقات الى المعهد وكنت اقرأ واحضر واجباتي في المعهد".

كنت اصطحب اطفالي اغلب الاوقات الى المعهد وكنت اقرأ واحضر واجباتي هناك

كانت ذلك جزء من حياة ليلى والتي شهدت التعثرات في بعض محطات حياتها، ولكن قصة نجاحها بدأت بعدما هاجم تنظيم داعش في 3 اب 2014 قضاء سنجار وكانت تسكن آنذاك في مركز القضاء.

وتابعت ليلى "عندما هاجم تنظيم داعش سنجار، لم أستطيع النوم تلك الليلة، كان زوجي بمحافظة دهوك آنذاك، كنت خائفة جدا من ان أقع في قبضة تنظيم داعش".

عندما تمكن تنظيم داعش من دخول سنجار في صباح يوم 3 اب 2014، تركت ليلى منزلها باتجاه جبل سنجار بصحبة عائلة شقيق زوجها وبقت على الجبل لمدة تسعة ايام، ومن ثم توجهوا الى قضاء زاخو التابع لمحافظة دهوك.

"كانت حياتنا صعبة للغاية فترة بقائنا على جبل سنجار، وبعد وصولي الى زاخو فكرت ان اعمل على مساعدة الناس المتواجدين على الجبل"، وبعد ذلك بدأت ليلى بتنفيذ ما كان يخطر على بالها.

بدأت ليلى بمساعدة الايزيديين الفارين من داعش ولا تزال تساعد النازحين الذين فقدوا مستمساكتهم الثبوتية بسبب هجمات تنظيم داعش، وتمكنت من مساعدة 700 شخصا واخراج المستمسكات الثبوته لهم من جديد.

كانت ليلى تسكن في مخيمات النزوح بعد وصولها الى زاخو في البداية، وتقول كانت فرص العمل في المخيم ضئيلة جدا، وقررت فيما بعد الذهاب الى مركز المدينة واستأجرت المنزل هناك.

وخطرت فكرة عمل على بال ليلى، وذلك افتتاح مكتب للسفر والسياحة، وهي تدير مكتبها الخاص في الوقت الحالي وتقول "في فترة قصيرة جدا استقبلنا العديد من المواطنين وعملنا جيد جدا".

تطالب ليلى جميع الفتيات والنساء بأن يثقن بأنفسهن وتقول "بإمكانهن التفوق، لا تقتصر عمل المرأة في تربية الاطفال فقط، بل وبإمكانهن منافسة الرجال في العمل وتوجد بعض النساء أكثر تفوقا من الرجال في مجال عملهن".

أكثر

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT