أصابع الاتهام موجهة الى أحد الأحزاب الكوردية..
عائلة تبحث عن ابنها المفقود منذ أكثر من أربع سنوات

كركوك/ 31 كانون الثاني 2020/ كوزين هونر (13 سنة)، تري صورة والدها المفقود منذ أكثر من أربع سنوات لمراسل (كركوك ناو)   تصوير: كركوك ناو

كركوك ناو

لا تزال عائلة هونر، الشاب الذي فُقِد أثره قبل أربعة اعوام، تواصل البحث على أمل العثور على ابنها الذي اعتقلته قوة أمنية مع أحد أصدقائه، في حين يوجه والدا هونر أصابع الاتهام الى مركز تنظيمات كركوك للاتحاد الوطني الكوردستاني قائلين "رأينا مركبته داخل مقر مركز التنظيمات."

هونر صلاح، (33 سنة)، أب لطفلين، وكان يدير مع صديق له كافيتريا روما الكائن في شارع محافظة كركوك، ولم يُعرَف لهما أ3ثر منذ اعتقالهما في عام 2016.

صلاح شكور، والد هونر، قال لـ(كركوك ناو) "في الساعة الثالثة من بعد منتصف ليلة 2 تشرين الأول 2016، كان هونر بائتاً في منزل صديقة بحي الواسطي في كركوك حين داهمت قوة أمنية المنزل و اعتقلتهما، ولم نسمع عنهما شيئاً منذ ذلك اليوم."

يقول صلاح "حسب الذي رأيناه من خلال كاميرات المراقبة للمنازل المجاورة، عناصر القوة التي اعتقلتهما كانوا يرتدون الزي التابع للقوة المعروفة في كركوك بالقوة السوداء ويقودون مركباتهم ايضاً."

القوة السوداء، قوة مسلحة تابعة لمركز تنظيمات كركوك للاتحاد الوطني الكوردستاني، وكانت قوة نشطة ومتنفذة قبل أحداث 16 أكتوبر 2017، تتسلم الأوامر من مسؤول مركز التنظيمات في حينها.

hunar

كركوك/ 31 كانون الثاني 2020/ والد ووالدة هونر يطالبان بالكشف عن مصير ابنهما    تصوير: كركوك ناو

 ولفت صلاح الى أن "أربع مركبات مدججة بعناصر مسلحة توجهت لاعتقال ابني هونر و صديقه... ذهبت الى مركز تنظيمات كركوك عدة مرات وتحدثت مع آسو الماني و ماموستا غفور فنفوا علاقتهم بالأمر."

آسو الماني كان في حينها مسؤول مركز تنظيمات الاتحاد الوطني، أما ماموستا غفور العضو، الحالي في المجلس القيادي للحزب، فكان في وقتها نائباً لمسؤول مركز التنظيمات.

"بعد أيام من اعتقال هونر، توجهت الى مركز التنظيمات وشاهدت سيارة ابني هناك، قلت لـ(ماموستا غفور) إن لم يكن ابني موجوداً ها فماذا تفعل سيارته هنا؟ لكن بعد ساعتين اختفت سيارته و قالوا أنهم أخذوها الى مقر جهاز مكافحة الارهاب في السليمانية"، حسبما قال والد هونر.

في مسعاها الأخير للعثور على ابنها، زارت عائلة هونر المسؤول الحالي لمركز تنظيمات كركوك للاتحاد الوطني الكوردستاني محمد عثمان، لكن خيبة الأمل كانت مرة أخرى بانتظارهم.

"سجلنا دعوى وسنواصل متابعة قضية ابننا."

هونر كان يقود مركبة تويوتا لاند كروزر  مضادة للرصاص. وفقاً لما قالته والدته نجيبة أخمد فقد اشتراها ابنها من القائممقام السابق لقضاء طوز خورماتوو.

قبل ثلاثة اشهر من اعتقاله، أطلق مسلحون النار على هونر و أحد أبناء خالاته الذي لقي حتفه في الحال فيما أصيب هونر بست طلقات.

تفاصيل الحادث رواه والدا هونر لـ(كركوك ناو) وأكدوا على أن "بعد ثلاثة اشهر اعتُقِل مع صديقه الذي كان شريكه في ادارة كافيتريا روما."

najiba
كركوك/ 31 كانون الثاني 2020/ والدة هونر قالت في مقابلة مع (كركوك ناو): ابني بريء    تصوير: كركوك ناو

تقول والدة هونر "راجعت مركز التنظيمات 18 مرة، تعرفت على سيارة ابني داخل مقر مركز التنظيمات، حينما اشتراها قال لي: تعالي وشاهدي، أطلق رصاصة على زجاج السيارة الأمامي و قال: انها مضادة للرصاص... السيارة التي رأيتها داخل مركز التنظيمات كانت نفس السيارة"، على حد قول نجيبة.

قبل ايام من تعرض هونر و ابن خالته لحادث اطلاق النار، انفجرت عبوة ناسفة كانت مزروعة أمام منزله.

حول ذلك الحادث قالت والدة هونر "في احدى الليالي زارتنا عائلة احدى شقيقاتي من أربيل، كانت سيارتانا و سيارة الضيوف مركونة أمام المنزل، في الساعة السادسة صباحاً اراد ابني أن يخرج، فرافقته الى خارج البيت، شاهدنا عبوة داخل جريكانة بنزين موضوعة بين السيارات، أبلغنا الشرطة لكنهم لم يتمكنوا من ابطالها لغاية ظهر ذلك اليوم."

في تلك الأثناء أطلق أحد اصدقاء هونر و يدعى "حمه شاكوش" رصاصة على العبوة و قام بتفجيرها، دون الحاق اية أضرار حسبما قالت والدة هونر.

"حمه شاكوش"، واسمه الحيقي محمد محمود، توفي في 29 كانون الثاني 2020 في احدى مستشفيات مدينة بغداد اثر اصابته بجلطة دماغية. محمد محمود كان مطلوباً للقضاء بتهمة ضلوعه في قضية جنائية في جمجمال، وكان قد سُجِن لعامين بتهمة قتل الملا رمضان شكر قبل أن تحكم المحكمة ببراءته وتطلق سراحه.

حمه شاكوش انضم لفترة لقوات البيشمركة التابعة للاتحاد الوطني الكوردستاني، قبل أن يهاجر الى أوروبا، لكنه عاد بعدها الى اقليم كوردستان و عاش لفترة في قضاء جمجمال.

أما هونر صلاح فكان شرطياً على ملاك وزارة داخلية اقليم كوردستان، لكنه فُصِل من وظيفته و افتتح كافيتريا في كركوك. (كركوك ناو) لم تتمكن من معرفة اسباب فصل هونر صلاح.

سعت (كركوك ناو) على مدار اسبوع للحصول على تصريحات من مسؤولي مركز تنظيمات كركوك للاتحاد الوطني الكوردستاني بشأن القضية، لكن اياً منهم لم يبد استعداداً للإدلاء بشيء حول الحادث.

هونر صلاح لديه ابن بعمر الرابعة عشرة و ابنة بعمر الثالثة عشرة، ينتظران اسوة بجدهما وجدتهما معرفة مصير والدهما.

كوزين هونر (13 سنة) قالت لـ(كركوك ناو) "ان كان مذنباً حاكموه، لا نستطيع أن ننتظر أكثر من ذلك و أن نُحرَم من عطف و حنان والدنا.

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT