ما هي مدينة اور؟ ولماذا مهمة في زيارة البابا؟

ذي قار، اذار 2014، حجاج مسيحيون إلى مدينة أور الأثرية وبيت النبي إبراهيم، تصوير رويترز

كركوك ناو

في اليوم الثاني للزيارة بابا الفاتيكان البابا فرنسيس، سيتوجه إلى محافظة ذي قار، وتحديدا مدينة اور التاريخية، ليكون هناك "لقاء بين الأديان" ويجري هناك صلاة اطلق عليها "من أجل أبناء وبنات إبراهيم".

ولمدينة اور أهمية تاريخية مميزة؛ كونها من اهم المدن الحضارة السومرية، ولكنها ارتبطت أيضا بأهمية دينية كونها شهدت ولادة النبي إبراهيم الذي يحضى بأهمية في الديانات (اليهودية، المسيحية، والإسلامية).

اور السومرية

وأور هو موقع أثري لمدينة سومرية تقع في تل المقير جنوب العراق. وكانت عاصمة للدولة السومرية عام 2100 قبل الميلاد.

وكانت مدينة بيضاوية الشكل وتقع على مصب نهر الفرات في الخليج العربي قرب إريدو إلا أنها حاليا تقع في منطقة نائية بعيدة عن النهر وذلك بسبب تغير مجرى نهر الفرات على مدى آلاف السنين الماضية.

وتقع حاليا على بعد بضعة كيلومترات عن مدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قار جنوب العراق) وعلى بعد 100 كيلو متر شمالي البصرة. وتعتبر واحدة من أقدم الحضارات المعروفة في تاريخ العالم.

واشتهرت المدينة بمبنى الزقورة التي هي معبد للآلهة إنّيانا آلهة القمر حسب ماورد في الأساطير (الميثولوجيا) السومرية. وكانت تحتوي على 16 مقبرة ملكية شيدت من الطوب واللبن.

اما ما يخص زقورة آور الحالية فيعود تاريخ بناءها الى عصر سلالة اور الثالثة ( ٢١١٢-٢٠٠٤ ق.م) على يد اول ملوكها وهو الملك اورنمو (٢١١٢-٢٠٩٥ ق.م) واكملها بعدها ابنه الملك شولكي (٢٠٩٥-٢٠٤٧ ق.م) وقد تناوب ملوك بلاد الرافدين على تجديد هذه الزقورة على مر العصور .

ur.

ذي قار، 2019، وفد سياحي يزور مدينة اور، تصوير الجزيرة نت 

مولد النبي إبراهيم

تم ذكر مدينة اور بكتاب العهد القديم (التوراة) بأسم (اور الكلدانية) باعتبارها موطن ابي الانبياء ابراهام (ابراهيم) عليه السلام الذي نشأ فيها قبل أن يهاجر مع عائلته منها.

ولد النبي إبراهيم في أور في عهد نمرود بن كنعان، وهناك تضارب كبير في الروايات حول تاريخ ولادته وجميعها ينحصر في الفترة بين 2324-1850 ق.م حيث يرى الباحثون أن الحسابات القديمة تصل بين 50-60 سنة، وحسب رواية التوراة فإن إبراهيم ولد سنة 1900 ق.م وهي أقدم المصادر التاريخية في ذلك.

"صلاة من أجل أبناء وبنات إبراهيم"

ومن المقرر في 6 اذار 2021، زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس إلى مدينة اور، واجراء مراسيم الصلاة هناك.

وسيشارك في الصلاة بين الأديان مسيحيون ومسلمون وصابئة مندائيون وايزيديون وأقليات دينية أخرى في العراق.

وسينصب التركيز على الانسجام والتناغم بين الجماعات الدينية في الصلاة التي سمّاها الفاتيكان "صلاة من أجل أبناء وبنات إبراهيم".

papa-1

 بابا فرنسيس بابا الفاتيكان، الصورة نشرت علىcnn  في 15 شباط 2021 

حيث للنبي إبراهيم مكانة عالية من الاحترام في ثلاثة أديان عالمية كبرى هي اليهودية والمسيحية والإسلام.

وفي اليهودية هو الأب المؤسس وهو العلاقة الخاصة بين الشعب اليهودي والله - وهو الاعتقاد الذي يستمد منه اليهود موقعاً فريداً باعتبارهم شعب الله المختار.

وفي المسيحية يذكر بولس الرسول أن إيمان إبراهيم بالله جعله النموذج الأول لجميع المؤمنين، المختونين وغير المختونين.

وفي الإسلام ينظر إلى إبراهيم على أنه كان مسلماً وأنه الرائد الأول للمسلمين وما يعرف ب"ملة إبراهيم" .

الكاردينال لويس روفائيل ساكو قال عن الزيارة والصلاة في مدينة اور، "المسيحيون والمسلمون واليهود واخرون يشاركون اصالة ايمان ابراهيم باله واحد، وعليهم ان يحترموا جمال التنوع في التعبير عنه، فهو غنى وليس أفقارا أو ذريعة للخلاف والاقتتال".

البطريركية الكلدانية وهي ممثلة لاكبر الطائف الكاثوليكية في العراق وصفت هذه الزيارة بـ"التاريخية التي تأتي في ظروف استثنائية".

وعبرت عن املها ان تلقى تجاوبا عند العراقيين جميعا، وعند شعوب المنطقة للتغيير الايجابي نحو أخوة صادقة، وتوطيد العيش المشترك المتناغم الذي يضمن كرامة كل انسان.

وتعبر هذه الزيارة هي أولى لبابا الفاتيكان للعراق، وتأتي في وسط استمرار الاحتجاجات المطالبة بالإصلاح في محافظة صلاح الدين، وتزايد اعداد الإصابات بفايروس كورونا.

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT