موجة نزوح عكسي من سنجار
نزوح 237 عائلة صوب محافظة دهوك خلال اسبوعين فقط

دهوك/ 2019/ مخيم مام رشان الذي تقطنه غالبية ايزيدية من محافظة نينوى   تصوير: كركوك ناو

عمار عزيز – دهوك

نزحت 237 عائلة من سنجار الى محافظة دهوك في غضون اسبوعين فقط بسبب المخاطر الأمنية، تردي الخدمات وعدم توفر فرص العمل.

موجة الهجرة الجديدة التي تفاقمت خلال الاسبوعين الماضيين تتزامن مع اقتراب الذكرى السنوية لهجمات داعش على قضاء سنجار في آب 2014 التي اسفرت عن نزوح آلاف العوائل بعضها لا تزال تعيش في المخيمات الواقعة في اقليم كوردستان.

"قبل اسبوع اضطررنا بسبب عدم استتباب الوضع الأمني، قلة الخدمات و البطالة الى مغادرة ديارنا مرة أخرى وعدنا الى دهوك"، يقول قاسم خوديدا، من أهالي مركز قضاء سنجار لـ(كركوك ناو).

قاسم، أب لستة أطفال، بعد قضاء ست سنوات في النزوح، غادر في كانون الأول 2020 المخيم وعاد الى منزله في سنجار، لكن عودته استمرت لغاية تموز من هذا العام واضطر للعودة الى المخيم مجدداً.

يقول قاسم "كنا سعداء جداً بالعودة الى سنجار، لأننا سئمنا حياة المخيم، ... كل شخص يحب العيش في دياره، لكن الحياة في سنجار كانت صعبة بالنسبة بنا، كنا بدون عمل و دون مصدر للعيش، لذا نزحنا مرة أخرى."

يتواجد أكثر من 665 ألف نازح في اقليم كوردستان يشكل الايزيديون نسبة 30 بالمائة منهم وأكثر من نصفهم ينحدرون من محافظة نينوى، وذلك حسب احصائيات مركز التنسيق المشترك للأزمات التابع لوزارة الداخلية في حكومة اقليم كوردستان.

كاروان زكي، مسؤول اعلام مركز التنسيق المشترك للأزمات –يشرف على ملف النازحين في اقليم كوردستان- قال لـ(كركوك ناو) "منذ 13 تموز لغاية الآن عادت 237 عائلة من سنجار الى محافظة دهوك."

وفقاً لإحصائيات مركز التنسيق المشترك للأزمات، نزح ألفان و 230 شخصاً في أيار 2021 من مناطق مختلفة من العراق الى اقليم كوردستان مرة أخرى، في المقابل عاد خلال الشهر نفسه ألفان و 553 شخصاً الى ديارهم.

asaishi ezidxann

نينوى/ 2020/ قوة مسلحة تابعة لقوات آسايش (أمن) ايزيدخان في قضاء سنجار   تصوير: عمار عزيز

مركز التنسيق المشترك للأزمات يتحرى عن الأسباب التي تدفع العوائل للنزوح من سنجار مجدداً، "يقولون بأن السبب يعود الى عدم استقرار الأوضاع في المنطقة، غياب الخدمات وفرص العمل"، حسبما قال كاروان زكي.

تتواجد أكثر من ثمان قوى مسلحة مختلفة في قضاء سنجار، من بينها الحشد الشعبي، قوات أمن (آسايش) ايزيدخان، وحدات مقاومة سنجار (اليبشة)، الشرطة المحلية، الشرطة الاتحادية، الجيش العراقي،  بيشمركة ايزيدخان وقوات البيشمركة التابعة لحكومة اقليم.

المتحدث باسم قيادة شرطة سنجار ناطق علو أحمد نفى أن يكون نزوح عشرات العوائل من القضاء متعلقاً بالأوضاع الأمنية وقال لـ(كركوك ناو) "الوضع الأمني في سنجار مستتب، الأوضاع تحت سيطرة الأجهزة الأمنية، لم تشتكِ أية عائلة من تعرضها لتهديدات أمنية أو تعرضها لضغوط."

هجمات تنظيم داعش التي استهدفت سنجار قبل سبع سنوات، الى جانب تداعياتها الأمنية، ألحقت أضراراَ جسيمة بالقطاع العام في سنجار من بينها الدمار الذي أصاب شبكات المياه والكهرباء، منازل المواطنين، المدارس والمواقع الدينية، حسب متابعات سابقة أجرتها (كركوك ناو).

وقال المتحدث باسم شرطة سنجار "نزوح سكان القضاء يتعلق أكثر بقلة الخدمات،... لكننا نؤكد بأن احداً لن يمارس الضغوط على المواطنين ويجبرهم على النزوح، مع هذا فإن المواطنين أحرار في اختيار البقاء أو العودة الى المخيمات."

في تشرين الأول 2020، أبرمت الحكومة الاتحادية العراقية وحكومة اقليم كوردستان اتفاق سنجار الخاص بإعادة تنظيم الملف الاداري، الأمني والخدمي في القضاء، لكن من بنود الاتفاق لم تُنَفّذ كما هي لحد الآن.  

يقع قضاء سنجار على بعد 120 كم غرب الموصل و يتبع محافظة نينوى إدارياً، لكن القضاء يعتبر من المناطق المتنازع عليها بين حكومة اقليم كوردستان و الحكومة الاتحادية. في 3 آب 2014، اجتاح مسلحو تنظيم داعش القضاء و تمت استعادته في 13 تشرين الثاني 2015.

  

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT