التركمان في كركوك
الصراعات داخل البيت التركماني وخارجه تشتت أصوات ناخبيهم

كركوك/ أيلول 2021/ جانب من الحملات الدعائية للترويج لعدد من المرشحين التركمان المشاركين في انتخابات برلمان العراق   تصوير: كاروان الصالحي

سوران عبدالكريم

يخوض الناخبون التركمان صراعات داخلية، قومية و مذهبية  ضمن ثلاث دوائر انتخابية في محافظة كركوك من أجل الظفر بمقاعد في البرلمان العراقي، زاجّين بـ24 مرشحاً موزعين على الأحزاب والتحالفات الى جانب شخصيات مستقلة.

هذا التشتت بات يقلق الشارع التركماني الذي يخشى من عدم مقدرة التركمان على ضمان المقاعد الثلاثة التي حصلوا عليها في الانتخابات البرلمانية السابقة.

يشارك التركمان في انتخابات 10 تشرين الأول 2021 بـ24 مرشحاً على الأقل في ثلاث دوائر انتخابية بكركوك و يتنافسون للفوز بأصوات "قرابة 200 ألف ناخب تركماني"، حسب احصائيات الأحزاب والجهات التركمانية.

ممد آلتونجي، كاسب من المكون التركماني يستغرب عدم قدرة السياسيين التركمان من توحيد صفوفهم في سبيل الشعب التركماني ومن أجل ضمان أكبر عدد من المقاعد في المحافظة.

"التركمان متفرقون للدرجة التي تضر بثقلهم وعدد المقاعد التي سيحصلون عليها"، ويضيف ممد آلتونجي، "رغم ذلك نؤاخذ على الأحزاب التركمانية لأنها لم تكن عند حسن ظن الناخبين ولم يترجموا شعاراتهم التي أطلقوها على شاشات التلفاز الى خطوات عملية."

التشتت سيضر بثقل التركمان وعدد المقاعد التي سيحصلون عليها

يتنافس مرشحو التركمان في كركوك في إطار الجبهة التركمانية العراقية، حزب الميدان التركماني العراقي، تحالف قوى الدولة الوطنية (عمار حكيم وحيدر العبادي) الى جانب مرشحين مستقلين، وهذه التحالفات موزعة على المذهبين الشيعي والسني.

نجاة حسين، مرشح تركماني عن تيار الحكمة –في إطار تحالف قوى الدولة الوطنية-، يتطلع لأن يصل تركمان من المذهب الشيعي الى البرلمان العراقي، لكنه يوافق رأي ممد آلتونجي ويعتقد بأنه إذا لم يتعامل التركمان بحكمة مع تشتت مرشحيهم فسيخسرون مقاعدهم في البرلمان.

"في الحقيقة، نطمح للفوز بأربعة مقاعد برلمانية، لكن الانتخابات هذه المرة ستكون مختلفة وإذا لم نتعامل مع كيفية توزيع أصوات ناخبينا بصورة جيدة قد نفوز بمقعد واحد فقط لأن أصوات الناخبين ستتوزع على المرشحين"، حسبما قال نجاة حسين.

وفقاً لقانون الانتخابات، تم توزيع العراق الى 83 دائرة انتخابية، وقد خصص لمحافظة كركوك 12 مقعداً برلمانياً موزعة على ثلاث دوائر انتخابية.

turknann10y2021

كركوك/ أيلول 2021/ صور وبوسترات عدد من المرشحين التركمان المشاركين في انتخابات برلمان العراق   تصوير: كاروان الصالحي

وقال نجاة حسين، "اذا لم نتعامل بصورة جيدة مع أصوات الناخبين التركمان البالغة 100 ألف صوت، فلن نتمكن من الفوز بأربعة مقاعد."

حسب احصائيات مؤسسة الانتخابات للأحزاب التركمانية، يوجد 200 ألف ناخب تركماني في كركوك، لكن الأحزاب التركمانية حصلوا على ما يقرب من 100 ألف صوت في انتخابات أيار 2018 ويتوقعون أن تشارك نسبة 50 بالمائة من ناخبيهم في الانتخابات القادمة.

يقول ممد آلتونجي، وهو صائغ ذهب في كركوك، "رغم هواجسنا، لكن الانتخابات بالنسبة لي معركة لفرض الأقلية والأغلبية في كركوك، لذا يجب أن أدلي بصوتي"، وتابع قائلاً، "لكن يجب على الناخب التركماني أن يتعامل بصورة جيدة مع صوته وأن لا يمنحه لمرشح ينتمي لأحد الجهات التي تشكل عبئاً على القضية التركمانية ولم تعمل بجدية للشارع التركماني على أرض الواقع"، دون أن يذكر اسم جهة معينة أو مرشح معين.

الجبهة التركمانية الموحدة التي تتألف من تسعة أحزاب وجهات سياسية تركمانية تعتبر التحالف الأقوى للتركمان في كركوك، حيث تملك ثمانية مرشحين في دوائر كركوك الانتخابية الثلاث."

في الانتخابات السابقة، فازت الجبهة التركمانية بثلاثة مقاعد في محافظة كركوك بعد حصولها على 79 ألف صوت، وجمعت الأحزاب التركمانية الأخرى المشاركة في إطار تحالفات متعددة على قرابة 30 ألف صوت لم تؤهلهم للفوز بمقعد برلماني.

تمثل كثرة المرشحين أحد المشاكل التي تعاني منها الجبهة التركمانية والتي يخشى التركمان أن تؤدي الى تشتت اصوات ناخبيهم، علاوةً على مخاوفهم من حصول عمليات تزوير وتلاعب بالنتائج.

جودت زلال، رئيس الدائرة الانتخابية للجبهة التركمانية العراقية الموحدة قال لـ(كركوك ناو)، "الناس محبطون من الانتخابات، وذلك بسبب عمليات التزوير التي شهدتها الانتخابات البرلمانية التي أقيمت في ايار 2018، بالأخص في محافظة كركوك... كشفنا كل ما جرى من عمليات تزوير، وحذت المحافظات الأخرى حذونا.

turkmanxo-1-1

كركوك/ أيار 2018/ تظاهرات احتجاجية لمناصري وأعضاء الجبهة التركمانية ضد مفوضية الانتخابات بسبب شكوك حول عمليات تزوير في انتخابات برلمان العراق  تصوير: كركوك ناو

وكانت الجبهة قد اتهمت الاتحاد الوطني الكوردستاني في الانتخابات السابقة بالتورط في عمليات تزوير، ورغم إجراء العد اليدوي لجزء قليل من الأصوات، تمت المصادقة على نتائج الانتخابات بتغييرات بسيطة.

وقال جودت زلال، "نحن غير راضين عن عمل المفوضية، نعتقد بأن هناك مجموعة من المشاكل التي لا زالت عالقة ولم يستطيعوا ايجاد حل لها... هناك المئات من الناخبين التركمان في صفوف الأجهزة الأمنية في كركوك ممن لا يستطيعون الإدلاء بأصواتهم، لأن اسماءهم وردت في محافظات أخرى."

ويرى جودت بأن تلك المشاكل ستؤثر على أصوات الناخبين التركمان.

من المستبعد أن يفوز التركمان بمقاعد في الدائرتين الانتخابيتين الأولى والثالثة، حيث يتركز أغلب الناخبين التركمان في الدائرة الانتخابية الثانية.

تم تخصيص أربعة مقاعد للدائرة الانتخابية الثانية التي تضم خليطاً من الناخبين، الكورد، العرب والتركمان، حيث يتطلع الكورد والعرب أيضاً للفوز بمقاعد في تلك الدائرة.

يعاني التركمان من تشتت أصواتهم في تلك الدائرة نظراً لوجود ما لا يقل عن 15 مرشحاً تركمانياً فيها.

ويقول جودت زلال، "نعم نحن متشتتون وهذا التشتت سيضر بنا كثيراً... لكن الحال لا يختلف بالنسبة للمكونات الأخرى."

زالة نفطجي، المرشحة عن الجبهة التركمانية الموحدة في الدائرة الانتخابية الأولى قالت لـ(كركوك ناو)، "بسبب تشتتنا لن يكون بمقدورنا زيادة عدد مقاعدنا الى أربعة مقاعد، بالرغم من أن التوقعات لهذه الانتخابات تبدو صعبة، لأنها المرة الأولى التي يتم فيها العمل بنظام الدوائر الانتخابية المتعددة، لكننا نتوقع أن يفوز ثلاثة مرشحين تركمان (رجلان وامرأة) بمقاعد برلمانية."

بسبب تشتتنا لن يكون بمقدورنا زيادة عدد مقاعدنا الى أربعة مقاعد

نفطجي دعت الناخبين التركمان الذين يدركون بأنهم لن يفوزوا بمقاعد للانسحاب خلال الأيام القليلة المقبلة لكي لا تضيع أصوات الناخبين التركمان.

تقول ميسون صباح، وهي معلمة تقطن في حي المصلى ذات الأغلبية التركمانية، "نحن التركمان نخشى دائماً من النتائج وليس مشاركة الناخبين... لأن أصدقائي يشعرون بالإحباط من الانتخابات بسبب عمليات التزوير التي جرت سابقاً، لكن مع ذلك فإن المشاركة واجب قومي."

بالرغم من أن التركمان كانوا في البداية يتوقعون حسم المقاعد الأربعة في الدائرة الانتخابية الثانية لصالحهم، إلا أنهم الآن يتحدثون عن حصولهم على ثلاثة مقاعد في افضل السيناريوهات.

وقال نجاة حسين، "بالرغم من أن التركمان منقسمون، لكننا نستطيع أن نكوّن فيما بعد كتلة سياسية قوية في البرلمان للدفاع عن حقوقنا."

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT