صحة كركوك تضع المواطنين أمام خيارين
إما تلقي اللقاح أو مقارعة خطر الموت

كركوك/ 4 تشرين الثاني 2021/ طفل فوق سن 12 سنة يتلقى لقاح كورونا من نوع فايزر   تصوير: إعلام دائرة صحة كركوك

كركوك ناو – كركوك

وضعت دائرة صحة كركوك المواطنين أمام خيارين لا غيرهما: تلقي لقاح كورونا ووقاية أنفسهم أو مواجهة عواقب أشد، وذلك في اطار الاجراءات الهادفة لمجابهة وباء كورونا.

ويأتي تحذير دائرة الصحة بسبب مخاوف من موجة "أشد وأقوى" من فيروس كورونا، نظراَ لأن الفيروس يتحور باستمرار ومن المحتمل أن تظهر سلالات أخرى للفيروس خلال موسم البرد، في الوقت الذي تشهد في حالات الاصابة في كركوك ازدياداً بسبب بدء العام الدراسي الجديد ومن المنتظر أن تتفاقم أكثر.

وفي أحدث خطوة، قررت وزارة الصحة العراقية استناداً الى توصيات منظمة الصحة العالمية منح لقاح فايزر للفئة العمرية 12 سنة فما فوقـ وذلك تزامناً مع انطلاق العام الدراسي الجديد في الأول من تشرين الثاني 2021.

وقال مدير صحة كركوك نبيل حمدي بوشناق لـ(كركوك ناو)، "وزارة الصحة حذرت من ظهور موجة جديدة لفيروس كورونا... نعتقد بأن السلالات الجديدة للفيروس ستكون أشد خطورة وأكثر انتشاراً."

الأوساط الصحية العالمية ترى بأن الخيار الأفضل حالياً هو تلقي اللقاح، وإلا فإن المواطنين، كما يوقل نبيل بوشناق، يقارعون خطر الموت بسبب الأعراض والتداعيات الخطيرة للفيروس.

عدد الملقّحين لا يرضي طموحنا لحد الآن

 "عدد الملقّحين لا يرضي طموحنا لحد الآن، لأن هناك أناساً كثيرين لا زالوا يتخوفون من تلقي اللقاح بسبب بعض المزاعم و المعلومات الخاطئة"، على حد قول مدير صحة كركوك.

يوجد في محافظة كركوك 80 مركز تطعيم ضد كورونا تتوفر فيها لقاحات فايزر، سينوفارم و أسترازينيكا، والتي تعطى للمواطنين مجاناً.

"في هذه الأيام اصطحبت اثنين من اطفالي الى مركز صحي و تلقوا اللقاح هناك، أخبرتهم بأن هذه هي الطريقة الوحيدة لتفادي الاصابة بالفيروس"، هذا ما قاله أبو عقيل، مواطن كركوكي يعمل في صفوف القوات الأمنية.

يقول أبو عقيل بأن أطفاله يستطيعون الآن الذهاب الى مدارسهم والانشغال بالدراسة دون خوف، "لن أخاف مجدداً، لأنهم تلقوا اللقاح، لكن لدي ثلاثة أطفال لا يستطيعون تلقي اللقاح بسبب صغر سنهم."

الدراسة هذا العام أصبحت حضورية داخل الصفوف الدراسية بخلاف العام الماضي، حيث جرت الدراسة بصورة متقطعة أو عن بعد.

vaccine kirkuk (4)

كركوك/ 4 تشرين الثاني 2021/ مركز للتطعيم ضد فيروس كورونا   تصوير: إعلام دائرة صحة كركوك

وقال مدير دائرة صحة كركوك، "نتوقع بدءاً من هذا الشهر زيادة في عدد المصابين بسبب استئناف الدوام وتواجد الطلاب في المدارس والجامعات والمعاهد، لذا شكلنا لجنة لزيارة المراكز الدراسية لحث الطلاب الذين تتجاوز أعمارهم 12 سنة على تلقي اللقاح."

من الأسباب الأخرى التي تلعب دوراً في ازدياد حالات الاصابة، زيارة المواطنين لمدن أخرى وجلب الفيروس الى أسرهم بسبب الاختلاط و عدم ارتداء الكمامات وتجاهل الاجراءات الوقائية.

يوم الأربعاء، 3 تشرين الثاني، سُجلت 65 حالة إصابة بكورونا في كركوك الى جانب حالتي وفاة، ليصل مجموع الاصابات المسجلة في كركوك الى أكثر من 73 ألف شخص و أكثر من 1347 حالة وفاة.

أبو عقيل سبق أطفاله في تلقي اللقاح ويقول بأنه لم يعاني من أعراض جانبية شديدة، ويطالب المواطنين بتلقي اللقاح لتقليل حالات الوفاة بفيروس كورونا، يقول أبو عقيل، "أثناء تفشي كورونا كان المواطنون يطالبون بإيجاد علاج، لكنهم الآن مترددون في تلقي العلاج ويرفضون أخذه."

تخوّف و تردد البعض من المواطنين يعود الى حملة لنشر مزاعم مختلفة بشأن اللقاحات منذ بدء اكتشافها ولحد الآن، مثل مزاعم الموت البطيء، العقم والعديد من الأمراض الأخرى في حال تلقي اللقاح.

أحياناً تصل كلفة علاج ورعاية مصاب واحد بكورونا الى 700 دولار في اليوم الوحد

وأوضح مدير دائرة صحة كركوك بأن المزاعم المتعلقة باللقاحات المضادة لكورونا عبارة عن "معلومات غير صحيحة ومضللة، ينشرها أناس يدعون بأنهم خبراء في علوم الطب والأدوية واللقاحات ويضللون الناس، الهدف الرئيسي من وراء ذلك هو الاتجار على حساب صحة المواطنين، لكي لا يتلقى المواطنون اللقاح ويلجؤوا الى طرق وأساليب وقائية أخرى."

وقال نبيل بوشناق بأن الأشخاص الذين ينشرون معلومات مضللة عن اللقاح سيصابون أيضاً بكورونا ويلجؤون للمراكز الصحية لعلاجهم، والتي بدورها توفر لهم أدوية ومعدات طبية باهظة الكلفة، "أحياناً تصل كلفة علاج ورعاية مصاب واحد بكورونا الى 700 دولار في اليوم الوحد."

من جانبها قررت مديرية تربية كركوك إغلاق الحوانيت في جميع المدارس الحكومية والأهلية من أجل الحفاظ على صحة الطلاب و مواجهة مخاطر كورونا.

"أطفالي يدرسون في مدرسة ابتدائية وقد شددت على ضرورة أن يلتزموا بالإجراءات الوقائية كارتداء الكمامات والقفازات واستخدام المواد المعقمة داخل  خارج المنزل"، يقول عبدالله عبد، من سكنة مدينة كركوك.

لم يتلق عبدالله اللقاح لحد الآن لأنه يخشى تلقيه بسبب المزاعم التي تنشر على شبكات التواصل الاجتماعي.

vaccine kirkuk (3)
كركوك/ 4 تشرين الثاني 2021/ مواطن يتلقى اللقاح الماد لفيروس كورونا   تصوير: إعلام دائرة صحة كركوك

مجلس القضاء الأعلى في العراق قرر في آب الماضي اتخاذ الاجراءات القانونية ضد أي شخص يحث الناس على عدم تلقي لقاح كورونا.

أكثر من ستة ملايين و 600 ألف مواطن عراقي تلقوا لقاح كورونا لحد الآن، أكثر من 250 ألف منهم في محافظة كركوك، أكثر من نصفهم تلقوا جرعتين من اللقاح، أغلبها من نوع فايزر، يليه لقاح سينوفارم ثم أسترازينيكا.

يقول مدير صحة كركوك بأنهم لا يتوقعون مواجهة نفس الوضع الذي طرأ في بداية ظهور الفيروس، نظراً لأن الأطباء والكوادر الصحية باتت تملك خبرة وتجربة أكثر حول كيفية التعامل مع اصابات كورونا، لذا فإنهم لا يفكرون بفرض اجراءات حظر التجوال التي تؤثر سلبياً على معيشة المواطنين، لذا فإن السبيل الأمثل بالنسبة الى دائرة الصحة هو تلقي لقاح كورونا.

وأشار نبيل بوشناق الى وجود عدة مراكز خاصة باستقبال المصابين بكورونا، من بينها مستشفى الشفاء 14، الذي يرقد فيه حالياً 80 مصاباً، مركز علاج الأمراض المعدية الذي يضم 50 سريراً الى جانب تخصيص جناح يضم 25 سريراً في مستشفيات كركوك الأخرى.

وكانت إدارة محافظة كركوك قد أصدرت قراراً في 22 آب 2021 يفرض فيه تلقي اللقاح أو إجراء الفحص الأسبوعي لكورونا للسماح للموظفين بالدوام وكذلك السماح للمواطنين بمراجعة الدوائر الحكومية.

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT