الاحتجاجات لم تغلق مخيم الجدعة
عشرة بالمائة من "عوائل داعش" نُقِلوا من سوريا الى نينوى

سوريا/ 2019/ عدد من النازحين المقيمين في مخيم الهول    تصوير: UN

كركوك ناو - نينوى

لم تغير احتجاجات أهالي مناطق مختلفة من نينوى قرارات الحكومة الاتحادية بخصوص مخيم الجدعة، حيث نُقِلت خلال الأشهر القليلة الماضية نسبة 10 بالمائة من "عوائل داعش" من العراقيين الى مخيم الجدعة قادمين من سوريا.

يقع مخيم الجدعة في محافظة نينوى، تم إنشاؤه العام الماضي لاستقبال نساء وأطفال وأقارب مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) ممن يحملون الجنسية العراقية.

"نظمنا احتجاجات عدة مرات ونرفض إعادة عوائل داعش، طلبنا عدم إعادتهم تقديراً لذوي الضحايا الذين قتلوا على يد داعش، لكن الحكومة فعلت العكس ولم تعر اهتماماً للاحتجاجات"، يقول خوديدا جميل، ناشط ايزيدي في سنجار.

شارك الايزيديون مثل غيرهم في مناطق مختلفة من نينوى في أكثر من تجمع احتجاجي ضد إعادة النازحين من مخيم الهول واصفينهم بـ"مصدر خطر". في عام 2014 هاجم مسلحو تنظيم داعش مناطق الايزيديين واسفرت الهجمات عن مقتل أكثر من ألف ايزيدي، كما اختُطِف أكثر من ستة آلاف شخص من ذلك المكون.

وقال خوديدا لـ(كركوك ناو)، "نعتقد بأن إعادة عوائل داعش الى نينوى إساءة للايزيديين والضحايا."

نُقِلت الوجبة الأولى  من سوريا الى العراق في أيار 2021، وحسب متابعات (كركوك ناو)، 10 بالمائة فقط من النازحين المقيمين في مخيم الهول بسوريا تم نقلهم الى مخيم الجدعة.

ezidi-12

نينوى/ ايار 2021/ تجمع احتجاجي لعدد من مواطني سنجار ضد إعادة النازحين من مخيم الهول بسوريا   تصوير: أرسل لـ(كركوك ناو) من قبل المشاركين في التظاهرة 

النائب عن محافظة نينوى في البرلمان العراقي شيروان دوبرداني والذي تابع القضية، قال لـ(كركوك ناو)، "مجموع العوائل العراقية في مخيم الهول هو أربعة آلاف و 500 عائلة، لكن 450 عائلة فقط نُقلت الى مخيم الجدعة".

العوائل الـ450 التي نقلت الى مخيم الجدعة مؤلفة من أكثر من ألف و 480 شخص، 500 منهم اطفال والبقية نساء.

"أوصلنا احتجاجات أهالي المنطقة الى الحكومة العراقية لكنها لم تكترث لتلك الاحتجاجات ومضت في تنفيذ قرارها"، حسب دوبرداني.

يبعد مخيم الجدعة أقل من 100 متر عن قرية الجدعة التي تبعد 15 كم عن مركز ناحية القيارة (60 كم جنوب الموصل)، يضم المخيم 500 خيمة ويدار من قبل وزارة الهجرة والمهجرين العراقية ومنظمة الهجرة الدولية  (IOM).

قاسم الأعرجي، مستشار الأمن الوطني العراقي شارك في شهر آذار الفائت في ندوة حول نازحي مخيم الجدعة واشار الى أن تلك العوائل تُنقل الى العراق من سوريا بعد خضوعها للتدقيق الأمني والاستخباراتي ووفق إجراءات خاصة، بهدف إعادة دمجهم في المجتمع وإعادة تأهيلهم نفسياً واجتماعياً تمهيداً لإعادتهم الى مناطقه الأصلية، حسب بيان صدر من مكتب الأعرجي.

يعيش 30 ألف مواطن عراقي، بينهم أطفال ونساء "مسلحي داعش" في مخيم الهول بسوريا، وفقاً لإحصائيات الحكومة العراقية.

مخيم الهول  أحد أكبر المخيمات في سوريا و يقع شرقي مدينة الحسكة. يأوي المخيم أكثر من 70 ألف شخص، معظمهم من "عوائل مسلحي داعش" ، بينهم نساء و أطفال أجانب، سوريون و عراقيون.

لا أتصور أن يتمكن أي شخص أو جهة معينة بتغيير نظرتهم حول داعش

علي عمر كعبو، نائب محافظ نينوى لشؤون النازحين والمنظمات قال لـ(كركوك ناو)، "أخبرنا المسؤولين في الحكومة العراقية بأنهم سيرتكبون خطأً فادحاً إذا نقلوا تلك العوائل الى ننيوى، لكنهم لم يصغوا لنا".

في الأعوام السابقة، أثارت عودة أشخاص متهمين بتعاونهم مع تنظيم داعش، احتجاجات في مناطق مختلفة من نينوى، امتدت الى توتر وصدامات في بعض منها، مثل القيارة.

وأوضح كعبو أن ثلاث دفعات من النازحين قد نُقِلوا الى مخيم الجدعة وأن "الحكومة العراقية تقول أنه ليست لديهم مشاكل من الناحية الأمنية، لكننا لا نعلم ما الذي سيحدث غداً"، وأضاف، "نحن نتعامل بصورة اضطرارية مع هذا الوضع وسنتابع العوائل التي نُقِلت بشكل دقيق".

الحكومة العراقية تجري حالياً استعداداتها لنقل أكثر من الف عائلة أخرى من مخيم الهول الى مخيم الجدعة، وذلك على وجبتين، بعد اكتمال التدقيق الأمني.

وقال شيروان دوبرداني، ان "الحكومة تتحجج بأن هؤلاء مواطنون عراقيون ويجب أن يعادوا الى بلدهم، حيث أن 10 بالمائة من الذين أعيدوا هم من أهالي نينوى، والبقية من محافظة الأنبار ومحافظات أخرى"، وشدد النائب عن محافظة نينوى في البرلمان العراقي أن "الجهات الأمنية تحكم سيطرتها على المخيم بشكل جيد".

وتابع دوبرداني قائلاً، "لا أتصور أن يتمكن أي شخص أو جهة معينة بتغيير نظرتهم حول داعش، رغم أن المسؤولين الحكوميين يأملون ذلك، لكننا أرى أن ذلك أمر صعب جداً".

في عام 2019، قررت الحكومة العراقية إنشاء مخيم العملة في ناحية الزمار شمال غربي نينوى لاستقبال "عوائل داعش"، لكن المشروع توقف بسبب تصاعد احتجاجات سكان ومسؤولي المنطقة.

zwmar (2)

نينوى/شباط 2020/ إغلاق مخيم العملة في ناحية الزمار الذي كان من المقرر أن يستقبل "عوائل مسلحي داعش" بعد تصاعد الاحتجاجات    تصوير: اعلام نائب محافظ نينوى 

مسؤول في وزارة الهجرة والمهجرين، طلب عدم الكشف عن اسمه، قال لـ(كركوك ناو)، "مخيم الجدعة مكان مؤقت وسيتم دمج النازحين في المجتمع وأعادتهم الى مناطقهم الأصلية وفقاً لبرنامج خاص"، لكنه لم يُخفِ حقيقة أنه "لا توجد ضمانات أن لا تتعرض تلك العوائل لمشاكل مع الأهالي في مناطقهم، حتى لو اتضح أنه ليست لهم صلات بداعش، لأن أقرباءهم سبق أن كانوا في صفوف داعش".

تسعى منظمة الأمم المتحدة، عن كريق تشكيل عدد من اللجان، بالتعاون مع المسؤولين الأمنيين والاداريين ورؤساء العشائر، لتعزيز المصالحة والتمهيد لعودة الأشخاص الذين كانت لهم صلة بمسلحي داعش أو المتهمين بانتمائهم للتنظيم.

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT