خلافات في كركوك وديالى عطلت المجالس.. نينوى وصلاح الدين شُكلت حكوماتها المحلية

مجالس محافظات كركوك، نينوى، ديالى وصلاح الدين

كركوك ناو

تعثرت الجلسة الأولى لمجلس محافظة كركوك وفشلت ديالى في استكمال مناقشات حسم المناصب العليا، أما نينوى فتبقّى لها حسم منصبين فقط، في حين مضت صلاح الدين قدماً في تشكيل الحكومة المحلية دون مشاكل.

خلال اليومين الماضيين عقدت المجالس المنتخبة لـ14 محافظة عراقية من اصل 15 محافظة جلستها الأولى باستثناء ميسان التي أجلت اجتماعها الأول، 11 محافظة شكلت فيها الحكومة المحلية الجديدة وثلاث محافظات لم تنجح في تشكيلها بسبب عدم اتفاق الكتل وعدم اكتمال النصاب القانوني.

صلاح الدين كانت أول محافظة عراقية تحسم جميع المناصب يوم 4 شباط وتشكلت الحكومات المحلية في محافظات بغداد، البصرة، كربلاء، النجف، الأنبار، بابل، ذي قار، المثنى، واسط ونينوى بعد مناقشات استمرت حتى وقت متأخر من ليلة 5 شباط 2024.

في نينوى حسمت المناصب باستثناء منصبين، وحال عدم اكتمال النصاب القانوني دون حسم المناصب في كل من كركوك، ديالى والديوانية، لكن لا توجد فقرة قانونية توضح فيما عن كانت الجلسة ستبقى مفتوحة في حال عدم حسم المناصب في الجلسة الأولى أو متى يجب عقد الجلسة الثانية.

 

كركوك: حضر النصف

anjwmani kirkuk  (1)

كركوك/ 2024/ القاعة المخصصة للجلسة الأولى لمجلس المحافظة المنتخب   تصوير: إعلام المجلس

حضر الجلسة الأولى لمجلس محافظة كركوك الجديد التي عقدت يوم الاثنين، 5 شباط، ثمانية أعضاء من اصل 16 وتأجل الاجتماع بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني (50+1) أي تسعة اعضاء.

بروين فاتح التي ترأست الجلسة الأولى كونها أكبر أعضاء المجلس سناً نشرت في حسابها على فيسبوك، "بعد ساعتين من الانتظار لم يحضر أي عضو من المكونين العربي والتركماني الجلسة، لهذا تأجل الاجتماع بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني".

حضر الجلسة الأولى أعضاء كتلة الاتحاد الوطني الكوردستاني (خمسة أعضاء)، كتلة الحزب الديمقراطي الكوردستاني (عضوان) والعضو الفائز بمقعد كوتا المسيحيين، في المقابل غاب أعضاء الكتلتين العربية والتركمانية ومجموعهم ثمانية أعضاء.

يشترط القانون أن يحضر الجلسة تسعة اعضاء من اصل 16 من أجل التصويت لانتخاب مرشحي مناصب الحكومة المحلية.

ليس أمامنا أي سبيل ما عدا العمل معاً والاتفاق من أجل كركوك

رعد صالح، عضو مجلس محافظة كركوك من تحالف القيادة قال لـ(كركوك ناو) إن الكتلة العربية قررت عدم المشاركة في الاجتماع الأول.

الكتلة العربية الموحدة لديها ستة مقاعد تتألف من التحالف العربي برئاسة المحافظ الحالي لكركوك وكالةً، راكان الجبوري (ثلاثة مقاعد)، وتحالف القيادة (مقعدين) وتحالف العروبة (مقعد واحد).

تعد الجبهة التركمانية التي تملك مقعدين الجهة الوحيدة التي أعلنت عن مشروع لتشكيل الحكومة المحلية طالبت فيه بمداورة المناصب العليا بين القوميات.

سوسن عبدالواحد، عضو مجلس المحافظة عن قائمة الجبهة التركمانية قالت لـ(كركوك ناو) بأنهم لن يشاركوا في الجلسة الأولى بسبب غياب التوافق السياسي وعدم اتفاق الكتل.

بدون مشاركة العرب، الكورد، التركمان والمسيحيين لن تتشكل الحكومة المحلية في كركوك بغض النظر عما تسفر عنه نتائج انتخابات مجلس المحافظة. بموجب قانون انتخابات مجالس المحافظات، يتم تقاسم السلطة بتمثيل عادل بما يضمن مشاركة مكونات المحافظة بغض النظر عن نتائج الانتخابات.

حسن مجيد، رئيس كتلة الحزب الديمقراطي الكوردستاني قال للصحفيين إنه "لا يوجد طريق آخر غير الاتفاق"، مشيراً الى مكونات كركوك يجب أن تتوصل لاتفاق اليوم أو غداً من أجل تشكيل الحكومة المحلية.

كل من المكون الكوردي، العربي والتركماني يطالبون بمنصب المحافظ الذي عاد للمكون العربي منذ أكثر من ست سنوات ويتولاه حالياً راكان سعيد الجبوري وكالةً، المنصب كان من نصيب الكورد حيث تسنمه عبدالرحمن مصطفى من 2005 حتى 2011 وبعده نجم الدين كريم الذي بقي في المنصب حتى 16 أكتوبر 2017.

ريبوار طه، رئيس كتلة تحالف كركوك قوتنا وإرادتنا –الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الشيوعي الكوردستاني- أشار في بيان الى تأجل الاجتماع لحين توصل كافة الأطراف الى اتفاق، "ليس أمامنا أي سبيل ما عدا العمل معاً والاتفاق من أجل كركوك".

بعد عام 2003، واستناداً الى مشروع طرحه رئيس الجمهورية العراقي الأسبق والسكرتير السابق للاتحاد الوطني الكوردستاني، الراحل جلال الطالباني، تقرر توزيع المناصب الإدارية في محافظة كركوك بنسبة 32 بالمائة لكل من الكورد، العرب والتركمان الى جانب تخصيص نسبة 4 بالمائة للمكون المسيحي ،المشروع أُقِرّ في مجلس محافظة كركوك في 28 تموز 2009.

بموجب الاتفاق الذي وقع عليه ممثلو المكونات الرئيسية الثلاثة إضافة الى المسيحيين في مجلس محافظة كركوك، منح منصب المحافظ للكورد، نائب المحافظ للعرب ورئاسة مجلس المحافظة للتركمان، في حين تم الاتفاق على توزيع المناصب الأخرى في مجلس الحافظة وإدارة كركوك بنسبة 32 بالمائة للمكونات الرئيسية الثلاثة و 4 بالمائة للمسيحيين.

لكن الاتفاق نُفّذ بما يخص الجزء المتعلق بمنصب المحافظ ونائبه ورئيس المجلس ولم يمتد للمناصب الأخرى.

 

نينوى وصلت الى نهاية الطريق

photo1707153247 (2)

نينوى/ 5 شباط 2024/ الجلسة الأولى لمجلس المحافظة المنتخب   تصوير: أحمد بله 

مجلس محافظة نينوى وضع في جلسته الأولى دعائم الحكومة المحلية وبقي الاتفاق على توزيع منصبين فقط.

كان من المقرر أن تبدأ الجلسة في الساعة الثانية من بعد ظهر يوم 5 شباط، لكنها تأجلت ساعة واحدة بسبب عدم حضور بعض الكتل، حيث أن كتلة الحزب الديمقراطي الكوردستاني قررت المشاركة وقبل بدء الاجتماع نشأت جدالات ببين أعضاء المجلس بسبب خلاف حول مقاعد الجلوس.

تم نشر قوات امنية في محيط مبنى المجلس، حتى أن بعض افراد القوات الأمنية دخلوا القاعة مع انطلاق الجلسة.

في الجلسة جرى انتخاب أحمد الحاصود، من كتلة العقد الوطني رئيساً لمجلس المحافظة، الحاصود كان عضو سابق في مجلس محافظة نينوى. انتخاب الحاصود كان بموجب اتفاق بين كتلة نينوى الموحدة (السنة) مع كتلتي العهد الوطني والحزب الديمقراطي الكوردستاني والتي تملك معاً 23 مقعد في المجلس.

لا يوجد خلاف حول منصب نائب المحافظ الذي هو من حصة الديمقراطي الكوردستاني، الخلاف يخص منصب نائب المحافظ للشؤون الفنية

كتلة نينوى الموحدة (13 مقعد) تتألف من ستة أحزاب وتحالفات من العرب السنة أما العهد الوطني فهو تحالف عدة قوى شيعية وسنية ويملك ثلاثة مقاعد.

محمد عبدالله الجبوري من قائمة نينوى لأهلها التي هي جزء من نينوى الموحدة ولديها 5 مقاعد، انتخب بالتصويت العلني نائباً لرئيس المجلس.

أحمد ناظم الدوبرداني، عضو مجلس محافظة نينوى من قائمة الديمقراطي الكوردستاني قال لـ(كركوك ناو) إن "رئيس المجلس محسوب على الاطار التنسيقي التابع للحشد الشعبي ونائبه سني".

وأضاف بأن التركيبة الحالية للمجلس مؤلفة من ثلاثة أقسام رئيسية: السنة بـ13 مقعد، الإطار التنسيقي (الشيعة) بـ12 مقعد والديمقراطي الكوردستاني بأربعة مقاعد.

عبدالقادر الدخيل الذي يدير منذ حوالي شهرين منصب محافظ نينوى وكالةً  انتُخب محافظاً بأغلبية الأصوات. الدخيل لا ينتمي لأية كتلة لكنه محسوب على السنة وقد اتفقوا عليه. ويعد الدخيل من المقربين من محافظ نينوى السابق نجم الجبوري.

بموجب اتفاق الأطراف، كان من المقرر منح منصب النائب الأول للمحافظ لمرشح الديمقراطي الكوردستاني سيروان روزبياني. قبل بدء التصويت لاختيار نائبي المحافظ، نشأ جدل ومشادات تأجل بسببها الاجتماع، وبعد استئناف الاجتماع لم يتمكن المجلس من حسم هذين المنصبين.

عضو المجلس عن الديمقراطي الكوردستاني قال "لا يوجد خلاف حول منصب نائب المحافظ الذي هو من حصة الديمقراطي الكوردستاني، الخلاف يخص منصب نائب المحافظ للشؤون الفنية"، ويقول احمد ناظم الدوبرداني إن السنة انقسموا الى جبهتين حول هذا المنصب، جبهة تملك ستة مقاعد والأخرى لديها سبعة مقاعد، كل جبهة دفعت بمرشح، في المقابل حدد الإطار التنسيقي مرشحاً له.

"لو اتفق السنة على مرشح واحد كنا سنصوت له... أي أن المشكلة داخل السنة"، واشار الى وجود مساعي لانتخاب نائبي المحافظ بالتصويت السري، "لكننا رفضنا ذلك وتأجل الاجتماع ليوم الخميس 8 شباط".

يملك الكورد في الدورة الحالية لمجلس محافظة نينوى ستة مقاعد (الديمقراطي الكوردستاني أربعة وقاعد والاتحاد الوطني مقعدان) من مجموع 29 مقعد، لذا خصص للكورد منصب النائب الأول للمحافظ بعد ان كانوا يتسنمون منصب نائب المحافظ ورئيس المجلس.

 

ديالى قطعت نصف الطريق

diyala (3)

ديالى/ 5 شباط 2024/ الجلسة الأولى لمجلس المحافظة الجديد   تصوير: إعلام المجلس 

فشل مجلس محافظة ديالى في جلسته الأولى التي انعقدت يوم الاثنين 5 شباط، التي استمرت لأكثر من أربع ساعات في الاتفاق على انتخاب رئيس المجلس ونائبه.

الجلسة كانت قسمين، في القسم الأول من الاجتماع الذي حضره كافة أعضاء المجلس المؤلف من 15 عضو، بعد جدالات كثيرة طرح أسماء مرشحين اثنين لمنصب رئيس المجلس لكن أياً منهما لم يتمكن من الفوز بالأغلبية المطلقة في الجولة الأولى من التصويت لذا تقرر إقامة جولة تصويت ثانية.

مصدر في مجلس المحافظة قال لـ(كركوك ناو) إن المنافسة احتدت على منصب رئيس المجلس بين عمر الكروي، المرشح عن قائمة القيادة ونزار اللهيبي من قائمة التقدم، حيث لم يتمكن أي منهما من تحقيق الأغلبية المطلقة.

النقاشات والجدل بين كتل المجلس لسحب أحد المرشحَين لم تأت بنتائج، لذا لم يشارك نصف أعضاء المجلس في القسم الثاني من الجلسة ولم يكتمل النصاب القانوني، فتقرر تأجيل الجلسة الى اشعار آخر.

 

صلاح الدين كانت الأولى

salahaddin (2)
نينوى/ 4 شباط 2024/ الجلسة الأولى لمجلس المحافظة المنتخب   تصوير: إعلام المجلس

مجلس محافظة صلاح الدين أصبح اول من يشكل الحكومة المحلية في الجلسة الأولى التي انعقدت يوم 4 شباط.

وفقاً للدائرة الاعلامية لمجلس محافظة صلاح الدين، تم انتخاب كل من المحافظ ونائبيه ورئيس المجلس ونائبه.

الشخصية السنية والأمين العام بحزب الجماهير الوطنية أحمد عبدالله الجبوري، المعروف بـ(أبو مازن)، انتخب محافظاً جديداً لصلاح الدين. حزب الجماهير الوطنية تمكن من الفوز بأربعة مقاعد من مجموع 15 مقعد واصبح الفائز الأول.

تحالف الجماهير الوطنية الذي يضم عدداً من الأحزاب العربية السنية والكوردية نجح في تشكيل الحكومة المحلية مع أحزاب سنية أخرى في إطار اتفاق، من بينها تحالف السيادة والحسم الوطني.

انتخاب المحافظ وحسم المناصب العليا تم دون مشاكل وذلك في إطار اتفاق بين عدة اطراف

خلال الجلسة انتخب علي سيد عادل رئيساً للمجلس ومحمد حسن عطية نائباً له.

 وبموجب الاتفاق، تم انتخاب نائبين للمحافظ احدهما للشؤون الادارية والثاني للشؤون الفنية.

ياسين محمد، عضو مجلس محافظة صلاح الدين من تحالف الجماهير الوطنية قال، إن "انتخاب المحافظ وحسم المناصب العليا تم دون مشاكل وذلك في إطار اتفاق بين عدة اطراف".

ياسين محمد، من المكون الكوردي عن كتلة الاتحاد الوطني الكوردستاني قال يوم الجلسة لـ(كركوك ناو)، إن "جميع الأطراف التي صوتت لحسم المناصب في إطار الاتفاقات ستحصل على حصتها، كمكون كوردي ولأننا فزنا بمقعد واحد، سنحصل على مناصب تتمثل بالمستشارين، المدراء العامين ومسؤولي الدوائر في تكريت أو قضاء طوزخورماتوو".

انتخابات مجالس المحافظات العراقية، باستثناء اقليم كوردستان، جرت في 18 كانون الأول 2023 بعد أربع سنوات من الفراغ القانوني نظراً لأن البرلمان العراقي أنهى عمل المجالس منذ أواخر 2019.

انتخابات مجالس المحافظات لم تُجر في العراق منذ عام 2013 وشاركت فيها محافظة كركوك مرة واحدة فقط عام 2005. 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT