الشباب سيغيرون المعادلة الانتخابية وبيدهم مفاتيح الفوز.. 17 مليون منهم يحق له التصويت

10 تشرين الأول 2021/ ناخبة أدلت بصوتها في الانتخابات     تصوير: كركوك ناو

كركوك ناو

تتهيأ فرصة كبيرة أمام الشباب في الانتخابات البرلمانية المقبلة، بغية تعزيز مكانتهم في الحكم وإفساد اللعبة على الأحزاب التقليدية، حيث تشير إحصائيات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق إلى أن الشباب يشكلون 65 بالمائة من الناخبين.

القوة العددية للشباب في الانتخابات المقبلة للبرلمان العراقي والمقرر إجراؤها في 11 تشرين الثاني 2025 أجبرت الأحزاب والتحالفات القوية على الإهتمام بهذه الفئة.

وفقاً لإحصائيات المفوضية، 29 مليون شخص يحق لهم التصويت في الانتخابات، تتراوح أعمار 17 مليون منهم بين 18 و 35 سنة، أي أن هذه الفئة تشكل ما لايقل عن 65 بالمائة من إجمالي الناخبين.

عضو اللجنة التنفيذية للمجلس الأعلى للشباب في العراق، علي عمر، قال إن "هذه النسبة الكبيرة للشباب ممن يحق لهم التصويت جعلت القوى السياسية تتواصل مع الشباب البارزين في المجتمع لتشجيعهم على ترشيح أنفسهم في إطار تلك التحالفات بهدف استقطاب أكبر عدد من منهم لصناديق الاقتراع وبالتالي ضمان الفوز بمقاعد أكثر".

المجلس الأعلى للشباب تابع لمجلس الوزراء العراقي والسوداني يشرف شخصياً على عليه، حيث يضم في عضويته سبعة وزراء، ويهدف إلى دعم وتمكين الشباب في مختلف المجالات من خلال توفير برامج وخدمات تلبي احتياجاتهم وتسهم في تحقيق طموحاتهم.

بالإضافة إلى شعاراته التي يصف بها السوداني حكومته كحكومة الإنجازات، يمكننا أيضاً وصفها بأنها رسالة إلى الناخبين الشباب بأن التصويت لقائمته هو تصويت لمشاريع مستمرة

من مجموع 29 مليون شخص يحق لهم التصويت، 21 مليون ناخب حدثوا سجلاتهم الانتخابية تتراوح أعمار 13 مليون منهم بين 18 و 35 سنة، أي أن ثلثي الذين حدثوا بياناتهم هم من فئة الشباب.

وقال علي عمر، "بحسب بياناتنا الخاصة بالانتخابات السابقة، امتنع سبعة ملايين شاب عن المشاركة في الانتخابات، لكن في الوقت الحاضر هناك أربعة ملايين شاب فقط لم يحدثوا بياناتهم وهناك فرصة لأن تزيد النسبة، هذا مؤشر جيد ويخبرنا بأن نسبة المشاركين من الشباب في الانتخابات المقبلة قد تكون أكبر".

ستكون هذه المرة الأولى التي يحق فيها للشباب من مواليد 2005 و2006 التصويت أي ما يعادل مليون ناخب جديد.

ويقول المحلل السياسي العراقي، مجاشع التميمي، "يبدو أن رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، تفطن إلى حقيقة أن تأثير الشباب سيكون حاسماً وكبيراً لذا فإنه يوجه رسائله إلى هذه الفئة، هذا الأمر تشهده بصورة أقل في التحالفات الأخرى".

السوداني كان قد أعلن عن تشكيل ائتلاف الإعمار والتنمية بمشاركة سبع قوى وتحالفات في كافة محافظات العراق، كمنافس قوي للائتلافات الشيعية التقلدية مثل دولة القانون برئاسة نوري المالكي، تحالف الفتح برئاسة هادي العامري والقوى الأخرى.

"بالإضافة إلى شعاراته التي يصف بها السوداني حكومته كحكومة الإنجازات، يمكننا أيضاً وصفها بأنها رسالة إلى الناخبين الشباب بأن التصويت لقائمته هو تصويت لمشاريع مستمرة، بخلاف الأحزاب الشيعية المنافسة التي تتطلع منذ عدة دورات انتخابية لقواعدها الجماهيرية وناخبيها"، بحسب مجاشع التميمي.

لكن إحسان الشمري، أستاذ الدراسات الاستراتيجية والدولية في جامعة بغداد، يرى أنه ليس من السهل استقطاب الشباب في المناطق السنية وإقناعهم بالذهاب إلى صناديق الاقتراع بعد "فشل" القوى السنية التقليدية في الوفاء بالبرامج الانتخابية والوعود التي قدمتها.

لا أعتقد أنه سيكون هناك تغيير كبير... هناك سبب واحد لإبقاء الزعماء الشيعة الحاليين خارج الساحة السياسية

"إقناع الشباب له طرق وبرامج انتخابية مختلفة وخاصة وهو ليس أمراً سهلاً"، على حد قول الشمري.

وقال عضو اللجنة التنفيذية للمجلس الأعلى للشباب في العراق، علي عمر، "إذا كانت نسبة مشاركة الشباب عالية سيكون فإن تأثيرهم على القرار السياسي سيصبح بنسبة 65 بالمائة وسيمثل ثلثي البرلمان القادم فئة الشباب، على هذا الأساس نعتقد بأن الشباب سيحظون بأهمية أكبر في الانتخابات المقبلة".

"الأهم هو أن توجه الأحزاب السياسية برامجها للشباب وأن تكون واضحة وتستجيب لمطالب الشباب العراقي والتي قد تختلف من منطقة لأخرى"، بحسب علي عمر.

ويقول المراقب السياسي، إبراهيم السراج، إن "الأحزاب الشيعية التقليدية تخشى بشدة من أن يعاقبهم الناخبون. مشكلتها هي أنها لا تعرف ناخبيها، بالأخص القوى المعروفة بولائها لإيران"، وأضاف، "ضف على ذلك فإن مطالب الناس، وخاصة في المحافظات الجنوبية، باستبدال الوجوه الحالية بوجوه جديدة، لا تُعرف عواقبها على الخارطة المستقبلية".

رغم تشديد بعض المحللين السياسيين على إمكانية تغيير الشباب للخارطة السياسية يقول إحسان الشمري، "لا أعتقد أنه سيكون هناك تغيير كبير... هناك سبب واحد لإبقاء الزعماء الشيعة الحاليين خارج الساحة السياسية: الفيتو الأمريكي وتكرار السيناريو اللبناني الذي منعهم من لعب دور في الحكومة، وهذا الأمر سيفتح الباب لبروز شخصيات شيعية أخرى تتصدى للنفوذ الإيراني داخل العراق".

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT