لكنه اصطدم بعوائق..
الوطني الكوردستاني يكثف مساعيه لإعادة البيشمركة الى خانقين

كركوك ناو

بدأ الاتحاد الوطني الكوردستاني سلسلة من الاجتماعات والمحاولات المكثفة من أجل اعادة البيشمركة والقوات الأمنية الأخرى الى قضاء خانقين، وذلك من خلال تشكيل غرفة عمليات مشتركة، بالرغم من أنه لا يُتوَقَّع قبول خطوة كهذه بسهولة.

المساعي الجديدة للاتحاد الوطني تتزامن مع تصاعد أحداث العنف التي تستهدف المواطنين من قبل مسلحين مجهولين، خصوصاً في القرى الواقعة في حدود قضاء خانقين. في العامين الماضيين شهدت ناحية جلولاء لوحدها نزوح ما لا يقل عن ألفي عائلة كوردية باتجاه خانقين ومدن اقليم كوردستان.

ملف عودة البيشمركة الى خانقين

خلال الأسبوع الماضي عقد نواب قائمة الاتحاد الوطني الكوردستاني في البرلمان العراقي سلسلة من الاجتماعات في بغداد وديالى مع كل من رئيس الجمهورية، وزير الداخلية ومسؤولين حكوميين وأمنيين، الهدف منها مشاركة البيشمركة والقوات الأمنية الأخرى في ادارة الملف الأمني في خانقين.

xanaqeen

خانقين/ ايار 2020/ أحد افراد قوة (سوات) التابعة لشرطة خانقين أثناء تأدية الواجب في المدينة   تصوير: أمير خانقيني

شيركو ميرويس، عضو المجلس القيادي للاتحاد الوطني الكوردستاني وعضو مجلس النواب العراقي قال لـ(كركوك ناو) كل الاجتماعات تركزت حول سبل اعادة الأمان لأهالي القضاء، خصوصاً أهالي القرى، لأنهم يواجهون خطراً كبيراً وليسوا محميين."

"أحداث العنف أصبحت تشكل خطراً على مركز القضاء ايضاً بعد أن كانت تمثل تهديداً في اطرافها فقط". شيركو ميرويس الذي شارك في تلك الاجتماعات كممثل عن خانقين أضاف قائلاً "في بعض المناطق هناك فراغات أمنية تمتد لحوالي كيلومتر بين القوات الأمنية العراقية وقوات البيشمركة المرابطة على حدود خانقين."

أحداث العنف أصبحت تشكل خطراً على مركز القضاء ايضاً بعد أن كانت تمثل تهديداً في اطرافها فقط

مطالب الاتحاد الوطني الكوردستاني تتمثل في تشكيل غرفة عمليات مشتركة بين الاقليم وبغداد في المناطق المتنازع عليها، كتلك التي كانت موجودة قبل وصول داعش الى العراق، اضافةً الى نصب نقاط تفتيش مشتركة واعطاء البيشمركة دوراً رئيسياً فيها.

هذه المطالب تأتي بعد أن شهد الأسبوع الماضي مقتل ستة من المواطنين ومنتسبي القوات الأمنية ونشوب حرائق في مئات الدونمات من الأراضي المزروعة بالحبوب.

من يقف وراء أحداث العنف؟

مسؤولو الاتحاد الوطني الكوردستاني يشكون في مزاعم أن مسلحي داعش مسؤولة عن جميع هذه الهجمات، وتعتقد بوقوف جماعات مسلحة اخرى وراءها "تستهدف الكورد".

حول هذا الأمر قال شيركو ميرويس "نشك بأن عدة جماعات مسلحة واشخاص مطلوبين ليس لهم ماضٍ مشرف، بعضهم مرتبطون بتنظيم داعش يقفون وراء بعض هذه الهجمات."

وأضاف "هناك أناس يقومون خلال النهار بحراسة مقرات احدى الجهات، وفي الليل يهاجمون الأهالي"، دون أن يسمي تلك الجهات.

هناك أناس يقومون خلال النهار بحراسة مقرات احدى الجهات، وفي الليل يهاجمون الأهالي

الاتحاد الوطني الكوردستاني الذي يقوم بالتحقيق حول هذه الأحداث يؤكد على أن الهدف من تلك الهجمات اجبار الكورد على اخلاء قراهم.

وفقاً لإحصائية لـ(كركوك ناو)، بعد أحداث 16 أكتوبر 2017، أُخليت ستة قرى في خانقين كلياً، فيما نزحت العوائل الكوردية من عشرات القرى الأخرى باتجاه المدن.

تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) لم يدعي مسؤوليته عن أي من أحداث العنف التي جرت خلال الأسبوع الماضي، وهذا ما زاد من تكهنات الاتحاد الوطني حول ضلوع جهات أخرى في الهجمات.

jalawla-3

ديالى/ آذار 2020/ اغلاق مبنى مديرية ناحية جلولاء من قبل متظاهرين   تصوير: كركوك ناو

مساعي الاتحاد الوطني تصطدم باعتراضات

في 19 و20 من شهر أيار الجاري نظم البعض من أبناء عشيرة الكروي في جلولاء تظاهرة احتجاجية ضد المساعي لتشكيل غرفة عمليات بمشاركة قوات البيشمركة.

وكان مسلحون منتمون لتلك العشيرة قد تصدوا لقوات البيشمركة في 2014 أثناء محاولتها استعادة الناحية من مسلحي داعش، الأمر الذي أدى الى ادراج البعض من أبناء تلك العشيرة من قبل محكمة بعقوبة ضمن قائمة المطلوبين للقضاء.

المتظاهرون الذين اغلقوا طريق جلولاء – خانقين لساعات، أكدوا في بيان اعتراضهم على مشاركة البيشمركة في تولي مسؤولية الملف الأمني في المنطقة.

مسلحو عشيرة الكروي، بعضهم ينتمون لعصائب أهل الحق، أغلقوا مبنى مديرية ناحية جلولاء منذ 16 آذار الماضي ويطالبون بتنحية مدير الناحية.

يعقوب اللهيبي، مدير ناحية جلولاء –الذي تبوأ المنصب بدعم من الاتحاد الوطني الكوردستاني- قال لـ(كركوك ناو) "بدأت مجموعة من الشخصيات والمجاميع المسلحة تحركات ضد مساعي تطبيع الأوضاع في المنطقة وتشكيل غرفة عمليات مشتركة."

اللهيبي، وهو من المكون العربي، تابع قائلاَ "منذ 16 آذار لم اتمكن من مزاولة مهامي، وأقوم بتسيير شؤون المواطنين من خارج الناحية لأنهم أغلقوا ابواب مديرية الناحية."

وبحسب اللهيبي، فإن 1100 عائلة غادرت جلولاء خلال الأعوام الثلاثة الماضية.

 ارسال قوات اضافية الى خانقين

مع انطلاق مساعي الاتحاد الوطني الكوردستاني، قررت قيادة عمليات ديالى وقوات الحشد الشعبي ارسال قوات اضافية الى خانقين.

ديار شوكت، مدير شرطة خانقين صرح لـ(كركوك ناو) "في 17 أيار، عُقِد في مبنى محافظة ديالى اجتماع خاص بالوضع الأمني في خانقين قررت فيها قيادة عمليات ديالى ارسال 150 عسكرياً اضافياً الى خانقين، كما أشارت قيادة المحور الشمالي للحشد الشعبي الى أنها ستنصب خمس نقاط عسكرية اضافية في أطراف خانقين."

الاجتماع لم يضم أي ممثل عن حكومة اقليم كوردستان.

وفي هذا الشأن قال شيركو ميرويس "ارسال قوات اضافية لن يعالج الوضع، الأمر بحاجة الى تنسيق بين حكومة اقليم كوردستان والحكومة المركزية."

واضاف "الحل الأمثل بالنسبة الينا هو تشكيل غرفة عمليات مشتركة، وإلاّ لن تكون أرواح المواطنين محمية... نرغب في تفعيل الاتفاق الذي كان موجوداً قبل 2014."

الحل الأمثل بالنسبة الينا هو تشكيل غرفة عمليات مشتركة، وإلاّ لن تكون أرواح المواطنين محمية

بحسب ذلك الاتفاق الذي أُبرِم بين حكومة الاقليم والحكومة الاتحادية، تتولى القوات الأمنية التابعة لكل منهما الملف الأمني في المناطق المتنازع عليها وهوما يسمح به الدستور العراقي.

المساعي الحديثة للاتحاد الوطني الكوردستاني هي أحادية الجانب، بالرغم من أن وزارة البيشمركة تحاول منذ عامين تحقيق هذه الخطوة إلاَ أن جهودها لم تثمر عن شيء.

تشكيل غرفة عمليات مشتركة أصبح مطلباً للكورد في كركوك والمناطق الأخرى المتنازع عليها، لكن لا شيء يلوح في الأفق.

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT