يقطعون 130 كيلومتر للحصول على 40 لتر من البنزين ..سواق دهوك يعانون

نينوى/ حزيران 2022/ نقطة تفتيش مشتركة للقوات الأمنية العراقية في مدخل الجانب الأيسر لمدينة الموصل    تصوير: عمار عزيز

عمار عزيز – نينوى

ارتفاع اسعار الوقود يدفع بعض سواق اقليم كوردستان لقطع 130 كيلومتر ذهاباً واياباً من مركز مدينة دهوك الى الموصل للحصول على 40 لتر من البنزين الحكومي، ويستغرق منهم أحياناً خمس ساعات.

يتجه العشرات من سواق المركبات يومياً من محافظات اقليم كوردستان الى الجانب الأيسر من مدينة الموصل ومناطق أخرى من محافظة نينوى لشراء البنزين بأسعار اقل.

حسب متابعة ميدانية لمراسل (كركوك ناو)، تبعد الموصل حوالي 65 كيلومتر عن دهوك ويستغرق الوصول اليها بالمركبات ساعة واحدة، بغض النظر عن التأخير الحاصل بسبب إجراءات التفتيش في السيطرات الأمنية.

فضلاً عن ذلك، تشهد محطات تعبئة الوقود في الموصل ازدحاماً كبيراً بحيث يضطر السائق للانتظار في طوابير لمدة ساعتين على الأقل لكي يتمكن من الحصول على البنزين.

"السبب الوحيد وراء مجيئنا الى الموصل هو التزود بالبنزين لا غير، كل شيء متوفر في مناطقنا، لكن البنزين هنا أرخص، في حين أن سعر البنزين في كوردستان مرتفع ونوعيته رديئة"، هذا ما قاله بيوار أحمد، سائق من محافظة دهوك، لـ(كركوك ناو).

سعر اللتر والواحد من البنزين في محطات التعبئة بالموصل 450 دينار، وبإمكان كل سائق التزود يومياً بـ40 لتر من البنزين بدون كوبون، في الوقت الذي تنعدم فيه الإجراءات التي تمنع تزود السائق بالبنزين من عدة محطات تعبئة مختلفة.

musll 2022 (3)

نينوى/ حزيران 2022/ أحد المباني المتضررة خلال حرب داعش في الجانب اليسر لمدينة الموصل     تصوير: عمار عزيز 

ويتزامن هذا مع الارتفاع المستمر لأسعار البنزين في محافظات اقليم كوردستان، حيث وصل سعر اللتر الواحد من البنزين السوبر الى 1550 دينار، أم البنزين المحسن فيباع بـ 1475 دينار، في حين يبلغ سعر اللتر لواحد من البنزين العادي (نورمال) 1350 دينار.

يقول بيوار أن مركبته غير مسجلة باسمه وأن ذلك يعرضه للمشاكل في نقاط التفتيش أثناء توجهه الى الموصل، "الشهر الماضي منعني القائمون على نقطة تفتيش للحشد الشعبي من دخول الموصل بحجة أن مركبتي ليست مسجلة باسمي".

وقال بيوار منتقداً الحشد الشعبي، "في السابق كانوا أيضاً يعترضون السواق الكورد تحت ذرائع مختلفة، من بينها الوضع الأمني، في حين أن سبب مجيئنا الى الموصل هو التزود بالبنزين لا غير".

توجد ثلاث نقاط تفتيش بين دهوك والموصل، اثنان منها مشتركة بين الشرطة المحلية وجهاز الأمن الوطني والحشد الشعبي، وواحدة تابعة للحشد الشعبي فقط، لكن مراسل (كركوك ناو) لم يلحظ أي اعتراض لدخول السواق من قبل القائمين على تلك النقاط.

لم يصدر أي قرار رسمي من إدارة المحافظة بمنع دخول هؤلاء السواق، بل كانت هناك توصية من قبل جهاز الأمن الوطني لنقاط التفتيش لمدة يومين

كريم عرابي، منتسب في قسم اتصالات الفرقة 21 للحشد الشعبي في نينوى قال لـ(كركوك ناو)، "لم نمنع السواق الكورد من دخول الموصل، هذا ليس من فعل الحشد الشعبي، بالعكس نحن نعيش مع الكورد دون تمييز في العراق، إذا كانت هناك مشكلة فنحن نعالجها بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية".

نتيجة لتفاقم أزمة البنزين، قرر جهاز الأمن الوطني أواخر شهر حزيران الماضي منع المركبات الغير مسجلة بأسماء سواقها أو ليس لديهم ما يثبت بأنهم من سكنة الموصل من دخول المدينة، وذلك بهدف تخفيف

الضغط على محطات تعبئة الوقود في الموصل.

تشهد محافظة نينوى منذ شهر تشرين الأول من العام الماضي أزمة الوقود بين فترة واخرى.

أديب جاسم، مسؤول مكتب محافظ نينوى نجم الجبوري قال لـ(كركوك ناو)، "لم يصدر أي قرار رسمي من إدارة المحافظة بمنع دخول هؤلاء السواق، بل كانت هناك توصية من قبل جهاز الأمن الوطني لنقاط التفتيش لمدة يومين بهدف أخذ الحيطة ومنع أي شيء يكن أن يضر بالوضع الأمني للمدينة".

تتوفر في اقليم كوردستان كميات محدودة من البنزين الذي تزوده الحكومة العراقية ويتم توزيعها بسعر 690 دينار للتر الواحد لمركبات الأجرة والنقل العام فقط، كما تتوفر منذ عدة اسابيع نوعية أخرى من البنزين يباع بسعر 800 دينار، غير أن معظم السواق يمتنعون عن تعبئة مركباتهم بها بسبب "رداءة نوعيتها".

musll 2022 (8)

نينوى/ حزيران 2022/ طابور مركبات أمام محطة تعبئة وقود في مدينة الموصل    تصوير: خاص بـ(كركوك ناو) 

النائب عن محافظة نينوى في البرلمان العراقي، شيروان دوبرداني، قال لـ(كركوك ناو)، "يوجد منذ مدة ضغط كبير على محطات التعبئة في الموصل، بعض السواق الكورد كانوا يتزودون بالبنوين ثلاث الى أربع مرات في اليوم ويبيعونه في السوق السوداء بكوردستان".

ولفت الى أن جهاز الأمن الوطني قرر نهاية شهر حزيران الماضي منع دخول المركبات الغير مسجلة بأسماء سواقها، لكن "عبرنا عن احتجاجنا وألغي قرار جهاز الأمن الوطني بعد ثلاث ساعات"، وشدد  دوبرداني على أنه لم تكن هناك دوافع سياسية وراء القرار بل كان لتخفيف الضغط على محطات تعبئة الوقود في الموصل.

توجد في محافظة نينوى 28 محطة تعبئة حكومية، 11 منها في مدينة الموصل والبقية في الأقضية والنواحي، الى جانب 130 محطة تعبئة أهلية، حسب احصائيات شركة توزيع المنتجات النفطية.

 

  • FB
  • Instagram
  • Twitter
  • YT